أفكار وآراء ومقترحات وتحليلات لها صلة بالثورة السورية

أفكار وآراء ومقترحات وتحليلات

لها صلة بالثورة السورية

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

نتيجة الحراك المستمر وتأجج نار الثورة المباركة والتي يقودها ويشاركون فيها جبال صلبة تتحطم عليها كل المؤامرات الداخلية والخارجية , والنصر لها صار قريباً جداً بعون الله تعالى

ثلاث دعوات توجد الآن عند الثوار , الأولى التدخل الخارجي , والمقصود فيه الحماية الدولية  , والثانية الدعوة لعسكرة الثورة , والثالثة استمرار الثورة بسلميتها , وليس لنا أن نخطيء أي فريق من الفرقاء الثلاثة , كيف يمكننا السير في المسارات الثلاثة هذه ومع بعض والسؤال هنا :

هل يمكن  تبني ذلك وفي وقت واحد ؟

أعتقد جازماً اننا يمكن أن نتبنى المسارات الثلاثة  وفي وقت واحد ولا تأثير لأي اتجاه كتأثير سلبي على الآخر

فلنفصل  كل طريق على حدة

الأول :هو دعوة المجتمع الدولي وطلب الحماية منه , هذه الدعوة لها تأثير فعال على نفسية النظام وتمثل أكبر خوف وقلق عنده فالكل يعلم جبن وخوف قيادات عصابات الجيش والأمن , ونتائج التدخل الخارجي والذي حصل في العراق وليبيا لهو دليل كاف على أن هذا التدخل سيكون ناهي للنظام , والجيش السوري معد فقط لحماية الحاكم , ولا يمكن أن يقف بوجه أي عدو أجنبي , وإن طلعة جوية وحتى تجهيز قوات فقط سينتهي النظام ويذهب إلى الجحيم , وبالتالي فطلب الحماية الدولية تضع العالم أمام مسؤلياته وفي نفس الوقت هي حرب نفسية , ولو فرضنا أن التدخل حصل بالفعل , والسؤال هنا :

هل سيكون التدخل الأجنبي أكثر شراً من هذا النظام ؟

أبداً لايوجد نظام أشر وأجرم منه ولا حتى القذافي , فالقذافي كان ينطلق من الحكم , بينما النظام السوري يعتمد على التطهير الطائفي وفي نفس الوقت لأجل استمراره في السلطة

الثاني : هو عسكرة الثورة

عسكرة الثورة بالشكل والذي يدعو لحمل السلاح ومجابهة قوات النظام فهذا لم يحن وقته بعد , وهذا لايمكن إلا إن وجد أرض محررة ينطلق منها الثوار ليحرروا بقية المناطق المحتلة , وبالتالي لايمكن الآن عسكرة الثورة وإنما يمكن التلاعب في ذلك عن طريق آخر ألا وهو : استخدام ماتيسر وما سيتيسر من السلاح  لمجموعات صغيرة وبمساعدة الجيش السوري الحر , والقيام بعمليات وقائية أو تصفية لبعض المؤثرين والأمن والشبيحة وكمائن خفيفة وسريعة بعيدة عن المدينة والظروف التي تقتضي ضرب المفاصل المؤثرة في العصابات الإجرامية , وكأنها تمثل حرب عصابات سرية

الثالث : المظاهرات السلمية  , من نتائج المظاهرات السلمية عرت النظام وتحول من نظام سلطة إلى مجموعات من العصابات الإجرامية , وتحول بشار من ذلك الشخص الوديع إلى شخص مجرم وقاتل في نظر العالم وشعوبها وحكامها , فالمظاهرات السلمية لم تترك وسيلة للإجرام إلا وفضحته, وتبين للعالم أجمع أن هذه العصابات لاتنتمي للبشرية مطلقاً , وتقرير منظمة العفو الدولية اليوم وعلى أن تحول جرائمهم لمحكمة العدل الدولية وانشقاق عشرات الآلاف من قوات الجيش , وشهادة المحامي العام في حماة , ستجعل من النظام ساقط لامحالة , وتحويل الملفات لمحكمة العدل الدولية معناها أن أركان هذا النظام المجرم سيجعلها تتخلى عن بعضها حتى كل شخص ينجو بما سرق من مال وقوت الناس خلال فترة حكمهم وإلا ضاع عليهم كل شيء

مما سبق على الثوار أن يستمروا بزخم مظاهراتهم , وطلب الحماية الدولية والدفاع عن النفس مايمكن , وبجمع الدعوات الثلاثة مع بعض يمكننا ذلك من التقدم بقوة لتحقيق أهدافنا في تحرير بلادنا من هذه العصابات ومن المحتل وفي وقت قريب بإذن الله تعالى.