للتاريخ أيضا وجهة نظر

فادي ماضي

فمنذ بداية الثورة الليبية ونحن نتفاجأ بعدة مقالات وكتابات لمن خصصوا انفسهم بمصطلح رواد القومية العربية , لا باس طالما ان الثوابت والمبادئ شكلا , هي التي تحكم توجهات واهداف هؤلاء الكتاب, ولكن ضمنا , ومن ضمير مهني واخلاقي وقيمي , هل يحق لهؤلاء اتهام كل من كان له راي بالثورة الليبية يخالف ما عكف عليه كل اقلام هؤلاء الرواد طيلة الشهور الماضية , بالعمالة والخيانة واخر ما سمعناه كتاب الناتو او ثوار الناتو , غريب هل يعني ذلك ان حزب الله والمقاومة العراقية واغلب فصائل المقاومة الفلسطينية وغالبية احزاب العالم العربي الين باركوا علنا ثورة الشعب الليبي وان تاخروا باعلان موقفهم هل هؤلاء جميعا خونة وعملاء وثوار ناتو , لماذ الخلط بين الغزو الاميركي لارض العراق الاشم وبين قرار اممي صدر بعد ان ازكمت انوف الانسانية جمعاء بجرائم النظام الليبي

صحيح من يتعامل مع حلف الناتو عميل خائن اما من يتعاون معه ففيها هنة وانة , لان معظم فصائل المقاومة تعاونت مع الناتو بشكل او باخر

التعامل خيانة صحيح اما التعاون فله تفسيرات عدة

بتنا لا نستطيع انتقاد احد شرقا وغربا او حتى في عالمنا العربي والاسلامي لا بل داخل متحداتنا الاجتماعية الاضيق والاضيق حتى لا نتهم بالخيانة والعمالة لمجرد ان لنا رايا اخر مخالف

ومن الذي يتهم من من اعطى صك الاحكام المطلقة والبراءة والعمالة هكذا فقط لان فلان او اخر زميلا له اعضاء او كتاب في لائحة بريدية سمت نفسها بالقومي العربي وهل القومي العربي هي مادة تجارية مسجلة محتكرة كل من انضوى تحت جناحها مقاوم ووطني والاخرون عملاء وخونة وثوار ناتو

هل هناك هرطقة وفذلكة اكثر من هكذا سفسطائية وديماغوجية مزخرفة

وهل ذرات الوعي القومي والوطني ممهورة بختم مدرسة او معهد تخريج لائحة القومي العربي

وقد يكون ايضا هؤلاء منسجمون مع انفسهم ولكن هل يفرط عقد حبات الانسجام مع من كانوا قبلهم او بعدهم او معهم رواد القومية العربية ان في العراق او فلسطين او لبنان وفي ليبيا اصبحوا عملاء للناتو وخونة هل هذا هو الانسجام الظرفي او القومي

وهذا القائد المقاوم للناتو هل اطلق ذخيرة كتائبه على قوات الناتو ام على اهل بلده وشعبه وهل لانه يدافع عن بقائه في كرسي الحكم اصبح مقاوما لمجرد ان قوات الناتو تقصف كتائبه , اي تخبط فكري هذا

الخلل المركزي موجود صحيح ولكنه ليس في عقلية المثقف القومي والوطني بل في كتاب وعقلية الدينار والريال والطومان واي معنى للسيادة والاستقلال دونما حرية هي هي كسيادة الخليفة الذي ورت الخلافة عن ابيه او اخيه او ابن عمع تحت سيف شرعية الخلافة وولي الامر , السيادة والاستقلال عن الاجنبي لا تتحقق بقمع الحرية والتنكيل والترويع وتقتيل ابناء الوطن وزرع الاحقاد القبلية والجاهلية عندها يكون الليبرالي اقل وطاة واقل وحشية وربما اقل رحمة وهذه القلة قد تنقذ حياة الاف ومئات الالاف من شعب كرس حياته لقضايا الوطن والامة

واذا كان ترحيبنا بسقوط طاغية من طغاة العرب عار فليسجل التاريخ ما شاء لان كتبة التاريخ هم شعب ليبيا واحرار ليبيا ومعهم كل احرار وشعوب العالم العربي