لهذه الأسباب سيتغير الموقف الروسي والصيني
تجاه عصابات آل الأسد
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
تركيا قطر كانتا من أعز أصدقاء النظام السوري قبل أن تبدأ عصابات وشبيحة آل الأسد بقتل الشعب السوري ، حتّى أننا عاتبنا الجزيرة عن تأخرها بمواكبة الحدث في سورية ، ولكنهما وبعد إبداء الكثير من النصح لهذا النظام
الأخرق ، وتلقي الوعود الكاذبة ، كانا أول من نفض أياديهما من مذابح آل الأسد ، ليتبعهما الموقف الغربي الذي تخاذل كثيراً ، محاولاً إصلاح النظام ، ولكنهم جميعا شعروا أنهم وقعوا في المصيدة ، بعدما تحولت دعواتهم إلى فرص لإراقة
المزيد من دماء السوريين العزّل وتبعهما الموقف الخليجي المكظوم بالغيظ طويلاً ، بعدما كان يُرسل بالرسائل الخفية من تحت الطاولة ومن فوقها دون جدوى ، لينفجر الموقف إلى بركان بإعلان المملكة العربية السعودية على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ، عن
الإدانة الواضحة ووقوفه الى جانب الشعب السوري ، وهو ماقصم ظهر هذا العلج ألأسدي المتغطرس ، والموقف الكويتي والبحريني الشجاع ، ليتبعه الموقف الأمريكي الواضح ، بعدما كان متراخياً ومماطلاً ومُمالئاً ، بفضل ثبات الشعب السوري ، وضغط المجتمع المدني في بلادهم ،
الذي راهنت عليه باستمرار ، للوصول إلى مواقف أكثر حدّة ضد الإدارة الأمريكية ، تمسح عار الفضيحة التيسكتت أمريكا طوال الشهور الخمسة على كل مجازر النظام ، وهي تُعطيه الأوكسجين للانتعاش ، ليتحرك موقف الجامعة العربية المُخزي
قليلاً تمهيداً لاتخاذ قرار خلال أيام، والذي يُمثل كل الدول العربية ، التي صارت تعيش تحت وابل ضغط شعوبها ، ليتحرك هذا المريض باتجاه الشعب السوري ، لنرى مصر التي خرجت عن صمتها نحو إدانة نظام الإجرام السوري ، بل والعالم أجمع لم يعد يُطيق الصمت ، فماذا
عن الموقف الروسي والصيني والهندي والبرازيلي والجنوب أفريقي واللبناني الرسمي المُشين
روسيا والصين الدائمتي العضوية في مجلس الأمن ، واللتان تملكان حق النقض الفيتو ، هما لايعيشان خارج كوكب الأرض ، ولهما مصالح بالذات مع الدول الأوربية والعربية والعالم أجمع ، وتصلبهما
بموقفهما سيوقع الخسارة الكبرى باقتصادهما وعلاقتهما مع الشعوب المنتفضة من كل تعاون مع تلك الدولتين ، ناهيك عن المصالح التجارية التي ستتضرر مع الدول التي ترفض موقفهما، عدا عن المقامرة على نظام ساقط حكماً وواقعاً ، وبالتالي فخسارتهما ستكون فادحة الضرر ،
بخسران ديونهما ، وفقد أي عقود مُستقبلية مع دولة سورية الديمقراطية مع مرحلة مابعد عصابات آل الأسد ، بينما كان الحساب في السابق ، هو سحب المستطاع من الديون ، والطمع بعقود مُستقبلية مُتفق عليها سابقاً ، وعقود لاحقة مُستتبعة ، وإن اتخاذ أي موقف خاطئ لربما قد يؤدي الى طرد تلك الدولتين من المنطقة ، إذا
اتحدت الإرادة العربية والإسلامية، وهي في غنى عن كل هذا ، بعدما رشح عن الثورة السورية بالذات ، التزامها بالقوانين والمواثيق الدولية ، ورغبتها في إقامة أوثق العلاقات مع كل دول العالم ، والحفاظ على مصالحهم ، مالم يكون هناك استعداء من أي دولة على تلك الثورة
المباركة ، مما قد يُعرض تلك المصالح للخطر
وينطبق هذا القول على باقي الدول المذكورة من الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن ، وهم ممن ليس لهم الأثر الفعّال في القرار سوى في دعم قوّته ، كالهند
التي ترتبط مع النظام السوري بأحلاف سابقة ، عفّى عليها الزمان ، كمجموعة دول عدم الانحياز ووقوف النظام إلى جانب الهند في قضية كشمير ضد باكستان الإسلامية ، ومصالح اقتصادية نشطت مؤخراً ، وغيرها من الأمور ، وكذلك
البرازيل التي أجرت عقودا مجزية مع عصابات آل الأسد ، التي سمسر من خلالها لصوص النظام كابن مخلوف وغيره الكثير ، ولم يجف حبر التبادلات المنفعية بينهما، إلا والحركة الاحتجاجية على
الباب ، ولربما لبعد المسافة ، وما أصاب البرازيل من التغرير بالمنافع ، مادفعها إلى الاعتراض ، وهو مما لاشك ستدفع ثمنه غالياً إن استمرت على موقفها ، وكذلك الحال بالنسبة للهند ، ومثلهما موقف دولة جنوب أفريقا المؤسف ، والذي
نأمل أن يتغير مع الأيام القادمة ، ويميل لصالح الشعب السوري المقهور ، الذي تابع فيما سبق مآسي هذا البلد بكل حرقة ألم ، عندما كان يتحكم به نظام الفصل العنصري الشبيه بنظام عصابات آل الأسد ، فتضامن معه حتى تحرر من مُستعبديه ، وكنا قد رفعنا صور نيلسون مانديلا
كرمز التحرر من الاستعباد والاستبداد ، وإذا هو يقف حجرة عثرة ضد نيل الشعب السوري حريته وكرامته وقراره ، بعدما سلبته عصابات آل الأسد عقوداً من الزمن ، بما يُعرف بالاحتلال ـ الذي عبّر عنه شعبنا برفع أعلام الاستقلال ، كتعبير عن هذا المعنى
، للتخلص من شراذم عصابات آل الأسد ، وبالتالي فنحن على قناعة بتغير موقف العديد من الدول عند التصويت النهائي ، على قرار مجلس الأمن بإدانة بما سُمي بنظام ، وإعلان سقوطه وعدم مشروعيته ، من باب حفاظهم على مصالحهم ، أو تبيتهم لحقائق الأمور
وأما الموقف اللبناني الرسمي المُخزي ، والمُسيطر عليه سلاح عصابات حزب اللات والعزّة ، أداة مناة الثالثة الكبرى إيران في لبنان ، والذراع القاتل لعصابات آل الأسد المتورطين بقتل رمز لبنان
، وجرائم جماعية في لبنان ، وهما المشتركين حالياً بقتل شعبنا السوري الحبيب ، فإننا لانستغربه لأن لبنان واقع تحت تهديد السلاح ، وإن كنا قد أملنا بوليد جنبلاط على إعادة ترتيب أوراقه ، ليعود إلى تيار 14 آذار ليتم إسقاط الحكومة الهزيلة المرتهنة لأسيادها في قم
ودمشق ، ولكننا لم نرى بوادر تراجع ، بعدما طبّع نفسه على القبول بالصيغة التي هو عليها ، حتى صار مثل النظام السوري بالاستهزاء به ، بما أسموه ببوصلة جنبلاط ، كدليل على الخنوع ، وهم لايستحون بأن يُشهروا به وبزياراته ذهاباً وإياباً ، ومعظم لقاءاته مع المطلوب
دولياً بجرائم قتل وإبادة مع المجرم محمد ناصيف
أهم جرائم عصابات آل الأسد "النظام السوري :
* إنزال الدبابات والمجنزرات والمدرعات التي اُشتريت من أموال الشعب لجيش مطلوب منه حماية الشعب وليس لقتل الشعب ، إلى المدن والقرى السورية وقتلها عشرات الآلاف من المواطنين عام 1980 وتتويجها بالعمل الجبان الهمجي تدمير مدينة
حماة فوق ساكنيها ، حتى وصل عدد ضحاياهم من المواطنين السوريين مايُقارب المائة ألف شهيد ، وعشرات الآلاف من المختفين داخل المعتقلات ، ونفي هذه العصابات لمئات الآلاف السوريين عن أوطانهم قسراً ، وملاحقتهم وذريتهم بكل وسائل الخسة وأنواع الإضرار
* مجازره في لبنان بحق الفلسطينيين ، وأهمها تل الزعتر على عهد الأب ، وما يفوق عن العشرين ألف شهيد ، وأضعافهم من الشهداء اللبنانيين قُتلوا خسّة وظلماً ، وتوجها الابن القاتل
بشار عام 2004 بقتل رمز لبنان رفيق الحريري رحمه الله وفضيحته في التنظيم المسلح فتح الإسلام
* استجلابه للقاعدة بالتعاون مع الإيراني ، وعمل الفتنة الطائفية التي أودت بحياة مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي
*مجازر رئيس العصابة بشار الجماعية في سجن صيدنايا بسبب انتفاضتهم احتجاجاً على تدنيس القرآن ومجازر في مناطق الأكراد ، وعمليات الاختطاف الواسعة للمواطنين ، وقتل
الكثير منهم في أقسام التعذيب التي سلخت جلود النّاس ، هذا عدا عن نهبه لأموال الدولة والنّاس ، وتعمده إفقار الشعب ، كما وأنّ النظام برأسه العفن مطلوب للعدالة الدولية ، ومعه 13 من أركان عصاباته ، ولكن حصانته كرئيس هي من يمنع جلبه لمحكمة لاهاي الدولية ،
والمتوقع مثوله إليها قريباً بإذن الله
* ، إرساله للطائرات الحربية المُحمّلة بأدوات القتل ، لتحصد أرواح المدنيين الليبيين ، دعماً لأبيه الروحي الجزّارالمجرم المعتوه القذافي وأسرته اللعينة
* وكان آخر جرائم بشار منذ 15 آذار 2011 ، إطلاق شبيحته في أنحاء سورية وقوات الغدر والجريمة المُسماةبالأمن ، وقتله لما يُقارب الخمسة آلاف شهيد ، وخمسة وعشرون ألف مُعتقل على خلفية التظاهرات ، وتوجيه الدبابات
والمدرعات وناقلات الجند التي لم يوجهها يوماً إلى جبهة الجولان المحتل ، ولا إلى المعتدين الذين قصفواوانتهكوا الأرض السورية ، بل الى صدور الشعب السوري المسالم ، المطالب بحريته وكرامته ، لعمل المجازر وحرب إبادة على غرار ماحصل في الثمانينات من فظائع وتدمير
المدن ، وإطلاق القذائف الثقيلة باتجاه الأهالي الآمنين ، ليقتل أبناء شعبنا بالرصاص الحي مباشرة على الصدور والرؤوس ، وقلع الحناجر وقتل الأطفال ذبحاً بالسكاكين ، والمعدات العسكرية التي تم شرائها من عرق الشعب وكده ، فلم يسلم من غدرهم ونيرانهم شيخ أو امرأة
ولاطفل أو شاب ، وقد مُثل بالكثير منهم وهم أحياء ، وقتلوا بدم بارد ، وسادوية مُفرطة ، ومحاصرة المدن والقرى وتجويعها ، ومنع الإمدادات الإنسانية لها ومنع الإسعاف، وقطع الكهرباء عن الخدّج ليموتوا من ظلم عصابات آل الأسد ، وكل هذا
لم يفت من عزيمة شعبنا العظيم ، الذي قال كلمته الأخيرة .... الشعب يُريد إسقاط آل الأسد وما سُمي بنظامهم المشؤوم ، وهو اليوم قد حقق الإنجاز الأعظم إذ وصل الى مرحلة النهاية من عمر النظام بإذن الله .. ولا للحوار مع
القتلة.