افرحي ياأم الفداء حماة العزة والإقدام ومعك كل الشرفاء

افرحي ياأم الفداء حماة العزة والإقدام

ومعك كل الشرفاء

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

حماة عطاؤك كبير وكلما زاد العطاء  كلما ارتفع الصرح عالياً وتعانق عطاؤك مع النجوم , فالشجرة المثمرة تتناولها الآيادي الكثيرة , وعكسها لاتمسها الأيدي الناعمة ولا الحجارة

كل حر وحرة من شعبي الأبي  يصرخ لن نتركك ياحماة كما تركناكي من قبل , في الماضي جرحك لم يندمل في قلوبنا أبداً , وفي الحاضر كلنا فداء الوطن ومعك كلنا في قلوبنا وعزيمتنا وعروقنا ونصرخ لا وألف لا . لقد حان الوقت لكي ننتقم , لقد حان وقت الرد لقد حان وقت القصاص من عدونا وعدوك ياحماة الحبيبة

فالجراح لم تزرف من عندك فقط فكل الجراح معتملة في نفوس أحرار هذا الوطن

قدرك هذا على قدر عطاؤك , وقدر شعبي الحر الأبي أن ينهض  من نير العبودية إلى نور الحرية والعطاء

احتلال له طعم المر والعلقم وفي طياته كل أنواع السموم    ولن يكون هناك بعد اليوم مر ولا علقم ولا سموم

سنذيق الإحتلال كل أنواع ذاق أحرارنا منها    سيرون من شبابنا الغر الميامين سواد الليل وظلماته ولن ينجلي عنهم أبداً

لاتعتبي على أحد من أشقائك فجرحك جرحهم وجرحهم جرحك , ولكن يبق الكل يقول معك ياحماة للحياة , مع أن الجراح في أعماق الجميع

عادت اللحمة وعادت الغيرة وعاد الإيثار , عادت فضائل الناس وتلك التي حاول المحتل المجرم طمثها في معالم النسيان , سنبني سورية من جديد , من نفس هرمة لنفس شابة , ومن لاأسألك إلا نفسي إلى مجتمع يقول فيه كل فرد منه لجسمه وشعوره وإحساسه ورغباته لن تهنأ أبداً مادام جرح ينزف من شعبي

فذاك الفاروق رضي الله عنه عندما يخاطب بطنه ويقول قرقر أو لاتقرقر فإنك لن تذوق السمن قبل أن تذوقه أمة محمد صلى الله عليه وسلم , وهذه واضحة المعالم في سورية كلها لدم طفل وأم ثكلى وزف شهيد فالقلب يعتصر عند كل الأحرار في المواطن كلها من سورية الحبيبة , ويهب نجدة للجميع

في سورية يحصل العجب , والناس كانت تنام في بحور

من الظلام واليأس والذل والعبودية , ولكن ثورتكم أيها الأبطال ليست ضد نظام ظالم فقط ومستبد , إنها ثورة ضد محتل تلون بلون الحرباء , وادعى كل بطولة وممانعة وحكم باسم العروبة والوحدة والحرية والإشتراكية , وبثورتكم المباركة هذه كشفتم لكل ذي لب أن هؤلاء العصابات ماهي إلا عصابات احتلال قذر , من دماء الشعب جهزوا القوة وفيها تراق دماء الأخيار منذ أربعين سنة , هذه العصابات ليس لها قدرة على قتال إلا عدو واحد هو أحرار البلاد

فاصبروا وصابروا وجاهدوا وقاتلوا بأي وسيلة تتوفر عندكم , فلن تعدموا الوسائل , وخصوصاً اجتماعكم على قلب رجل واحد وهدف واحد هو سحق المحتل عن بكرة أبيه

فلا الجيش جيشكم , ولا مايسمى الأمن هو لأمنكم ولا مايسمى الحزب حزب الجماهير هو حزبكم , كل تلك القوى طوعت لهذه الفئة الضالة المضلة والتي حولت البلاد لبلد محتل نهبت وسرقت ودمرت كل شيء فيه , وحتى دمرت الإنسان

لقد حان وقت التحرير تحرير الأرض والتراب والإنسان وتطهير البلاد من هذه الفئة الخبيثة المدمرة والعاهرة , وحتى عاهرات الدنيا تخجل من مقارنة هذه الفئة بالعاهرة

حماة أم الفداء مقامك كبير عند الجميع فانظري كل شبر في الوطن يملك شرفاء تهتز الأرض تحت أقدامه صرخة لحماة , وليس لحماة فقط فالجسد الواحد ينتفض كله ليقضي على هؤلاء الخبثاء والذين بدأت الأرض تزلزل من تحت أقدامهم بقوة وعزيمة الثوار , وبعون من الله الواحد القهار ستنتصرون في أقرب وقت مهما بلغت التضحيات , ونرجو من الله داعين له وبه نستغيث أن يعجل النصر على أيديكم ويمكنكم من الإنتقام من كل ظالم ومجرم وفاجر وقاتل ليحل السلام والأمن في بلاد باركها الله تعالى وهي بلاد الشام.