مخطئ من ظن أن للثعلب ديناً.. نبيل العربي مثالاً

مخطئ من ظن أن للثعلب ديناً..

نبيل العربي مثالاً

أحمد النعيمي

[email protected]

http://ahmeed.maktoobblog.com

اشتهر الثعلب من بين الحيوانات بالمكر والخداع والتلون، حاله حال كثير من بني البشر الذين عرفوا بخداعهم ومكرهم وتقلباتهم ووجوههم الكثيرة، يميلون مع القوة حيث تميل، تدفعهم أنانيتهم ليكونوا كل يوم أصحاب مواقف مختلفة، يختبئون وراء شهواتهم ونزواتهم يحسبون أن لا أحد يراهم أو يسمعهم، يعطونك من طرف اللسان حلاوة ويروغون منك كما يروغ الثعلب، ومن هؤلاء "نبيل العربي" الذي تسلق ظهر الثورة بعد أن رأى موجها قد اقتلع حسني من جذوره، فركب الموجة واصطف بصف الشعب حتى وصل إلى رئاسة وزارة الخارجية، ومن ثم أميناً عاماً للجامعة العربية، وبعد أن وصل إلى ما وصل إليه عاد إلى التلون من جديد وكشف حقيقة نفسه وفضح خباياها، ناسياً أن حبل الخداع قصير، وذلك بزيارته إلى سوريا ولقائه الأسد الفاقد للشرعية، ليعلن من هناك بأن الأسد هو رئيس سوريا الشرعي ولا يحق لأحد أن ينزع الشرعية من زعيم!! ومؤكداً لرفيقه في الخيانة والتآمر مع الصهاينة والحماية لحدودهم بأنهم أصدقاء خيانة طويلة وصداقة مليئة بالعمالة وأنهم لن يتخلوا عنه أبداً!!

ومن أرض سوريا الحبيبة التي تنزف أرضها دماً، وعلى تراب دمشق الأبية عاصمة الإسلام وعاصمة بني أمية وقف الثعلب "نبيل العربي" مادحاً المجرم القاتل بشار، ومفتخراً بنظامه البعثي، ومقدماً له القبلات والتحيات، ومؤكداً أن سوريا دخلت مرحلة الإصلاحات، دون أي احترام لدماء الشعب السوري التي أريقت ولا زالت تراق.

 وقف ليبرز شخصيته الحقيقية شخصية العمالة، وليظهر أن الأنظمة العربية قد تربت على يد الموساد الصهيوني، سواءً المنبطح منها أم الذي يدعي كذباً الصمود والمقاومة، لدرجة أن الصهاينة يصلون للرب من أجل بقاء هذا النظام حاميا لحدودهم، ويطالبون الدول الغربية بعدم الضغط عليه، وهو الذي لم يلو جهداً بهذا العمل وهو ينوء بهذه الأمانة طيلة عقوده الأربعة الماضية.

وقف ليؤكد أنه بريء من العرب والعروبة وبريء من الإسلام والمسلمين، وليثبت ما قاله من قبله نائبه بن حلي: " بأن الجامعة العربية قد خلقت لتسيير مصالح الحكام، وليس لتسيير مصالح الشعوب!!".

هذا الموقف المخزي والمحزن جاء من رجل يدعي أنه يمثل جامعة تنسب نفسها للعرب، ولذا كان من الواجب بعد هذا اليوم أن نسمي الأشياء بأسمائها، فهذا الرجل الخائن لدماء المسلمين ليس جديراً بأن يكون أمينا على العرب والمسلمين، وهو من الذين قال الله فيهم:" صم بكم عمي فهم لا يرجعون" لأنه كان مصراً على أن يظهر بمظهر الذي لا يسمع ولا يرى ولا يعلم ما يحدث بسوريا من مجازر ومذابح، ولسان حاله يقول للمجرم بشار: " نحن سعداء بما قدمت للشعب السوري من إصلاحات، ومبهورون بما أنجزت من قتل للمتظاهرين وسحق لهم، لأن هذا الشعب لا يحترم سيدتنا إسرائيل، وسيعمل على تنغيص علاقاتنا معها، لذا فإن اصلاحاتك التي قدمتها لهم نالت على إعجابنا، فلك كل الاحترام والتقدير، فقد قدمت لنا ما لم يستطيع تقديمه حسني أو زين العابدين".

ومن منطلق الأخوة والعروبة والإسلام نناشد إخوتنا في مصر الكنانة أن لا يرجعوا عن اعتصامهم حتى يعملوا على اقتلاع باقي أذناب نظام حسني المجرم، وتطهير بلاد الكنانة من أذناب الصهاينة وأذناب دول الصمود، وأن يعتصموا أمام الجامعة العربية حتى يسقط هذا الخائن، والحقيقة تقول: إذا لم ينظف الجرح ويطهر تطهيراً كاملاً، فإنه بعد أن يندمل قليلاً لا يلبث إلا ويعود للانتكاس من جديد، ويصبح الألم أشد من ذي قبل، وتعود رؤوس الخيانة تشرئب من جديد.

والواجب علينا كشعوب عربية وإسلامية أن يكون مطلبنا اليوم وفي المستقبل ولحين تحقيق هذا الأمر؛ العمل على هدم هذا الصرح الكاذب والخائن، وإقامة صرح نسميه بجامعة الشعوب العربية والإسلامية، لأن صرحاً لا يهتم بشعبه ولا يعطيه أي أهمية أو احترام وهو يتسمى باسمهم كذبا وزوراً، لا يستحق أن يكون له وجود، وهو أكثر جدارة بأن يهدم من أساسه!!