أيهما أقوى هدير الدبابات أم شخير المتحاورين

علي الاحمد

سؤال ينبغي طرحه الان : أيهما بالفعل أقوى هدير دبابات النظام في حمص وحماة وغيرها من المدن أم شخير المتحاورين في دمشق الذين تم إحضارهم مكرهين او طائعين ليجلسوا أمام الكاميرات ويحاوروا بعضهم البعض دون أن يكون بينهم أي مخالف او معارض او حتى متألم لما يحصل في طول البلاد وعرضها .

كل يوم مهزله في دمشق او من دمشق تخرج لتفوح براوئحها الكريهه في كل مكان : يسمحزن للسفراء بالتنقل بحرية ثم ينزعجون منهم لانه يزورون هذه المحافظه او تلك ، يسمحون بالحوار ولكن دون أن يجدوا أحدا يقبل بالتحاور معهم ، يحركون قطعاتهم العسكريه المدججه من مدينة الى أخرى وكأنهم في حروب لها أول وليس لها آخر ، يقتلون شابا لانه أزعجهم بصوته النديّ وهو يهتف لرحيل بشار ، وأخيرا يعتدون على السفارات التى طالما بكوا وناحوا لكي يرجع سفراؤها ليمثلوا بلادهم في عاصمة الامويين الباكيه اليوم تحت نعالهم الوسخة .

النظام يتخبط ، هذه الكلمة تختصر كل شيء ، يرفس ، يضرب يمنة ويسرة مثل المجنون ، يحاول أن يظهر بمظهر المتماسك أمام العاصفه ، يستند الى ركن فلا يلبث أن يميد وينهار تحت يده فيميل ويهوي ثم يتماسك ويمسك بركن آخر على أمل أن يصمد ويطيل في عمره شهرا آخر او أسبوعا آخر ، وربما نصل الى وقت يطلب فيه النظام حتى البقاء يوما آخر .

النظام مرتبك ، خائف من مصير ساق البلاد إليه وساق نفسه وحشرها فيه فلم يعد لها فكاك منه او خلاص او حتى متنفس آخر .

النظام مرعوب ، لانه يعرف حقيقة الجرائم التى إرتكبها ويعرف مدى حنق وغيظ الشارع منه ، لذلك فهو يفتش عن أي حل يعيد اليه جزءا مما كان له من هدوء فلا يستطيع .

النظام على شفير الهاويه ، يحتاج فقط الى دفعة قوية ليهوي في أعماق سحيقة من الجنون وسوء العاقبه ويوم الحساب الذي يدنو من كل شروق شمس .

النظام مفلس ، مفلس أخلاقيا ومفلس إقليميا وعربيا ودوليا ولا صديق له الا الشيعة الباطنيون في إيران وحزب اللات .

النظام الى زوال، لان جميع الانظمة القمعية الشمولية الى هذا المصير ، زال من قبله موسوليني في ايطاليا وفرانكو في اسبانيه وتشاوشيسكو في رومانيا ، وعبد الناصر وبن علي ومبارك والقذافي وعلي صالح يوشكان على اللحاق بالركب الحقير لكل تلك المخلوقات الغبيه التافهه المجرمه .

النظام الى جهنم ، لانّ مصيره جهنم ولا مكان غير جنهم لكل من آذى شعبه وحرمه من حق الحياة .