رؤية في حال العرب وآفاقهم المستقبلية

رؤية في حال العرب وآفاقهم المستقبلية

رسالة إلى الأمة تليها اقتراحات

ميخائيل عوض

[email protected]

شرارة ثورية انطلقت من حادثة عابرة في ريف تونس اشعلت حريقا هائلا، واطلقت عاصفة عاتية، هزت بعنف ومازالت اشجار الحقل فاسقطت اليابس منها، ولوت المصفر، وقررت ان لا مكان  للمترهل والمتردد، والقديم كله بات في مهب الريح، فاية ولادة للجديد؟؟ واي جديد يعيش؟؟.

النتائج الاولية تتشكل حدث نوعي تاريخي يغير ما قبله، ويركز الاهتمام العالمي على العرب، وثورتهم، ومنطقتهم التي هي بالاصل قلب العالم ومركز جملته العصبية، وبيئة توليد المستقبلي على عادة التاريخ مذ دخل البشر مملكة الانسنة، الى مهبط الديانات، وارض الحضارات، في زوايا المثلث الذهبي لصناعة تاريخ مستقبل الانسانية، بغداد، بيروت، والقدس بيسان، تقرر من تهيمن وتصبح عالمية، ومن تنهار وتندثر، و الزويات الثلاث ملتهبة لثلاثة عقود ترفدها الثورات بالحواضن والاطرف من الخليج الى المحيط وابعد.

ثورة العرب: شعبية اصيلة كسوابقها من الثورات التاريخية بدأت عفوية، اشعلتها شراراة، في العادة حادثة عابرة، وفجرها الشباب، فاعادت الشعوب الى مهمة معالجة الواقع ثوريا، لصناعة المستقبل.

الشرارة، والشباب، والشعب ثلاثية الفعل الثوري في كل زمان ومكان تنظج فيها شروط وظروف الثورة، فالحقل اشتد يباسه، وضربته الكهولة، والعجز الفاضح للطبقات المالكة والحاكمة عن تقديم ابسط الاصلاحات، بل في النموذجين التونسي والمصري قلصت المشاركة وقننتها لتمكين قبضة الفئة المغلقة على الاسر ونخبة اللبرلة الاقتصادية والسياسية في ساعة سقوطها في عواصمها.

والازمة الوطنية، تفاعلت مع الازمة الاقتصادية الاجتماعية على نحو موصوف من النضج، والحاح الحاجة للثورة، والتصدع بين اركان السلطة، ومؤسساتها الحاكمة بلغت حد العنف، والوعي الشعبي الثوري تطور وصقلته النضالات المتفرقة القطاعية والمناطقية والمهنية، وخبرات العمل الثورية صقلتها السجون، وطورتها ابداعيا وسائط التواصل الاجتماعي التي اتقنها شباب الطبقة الوسطى، وامتلكوا ناصيتها، تحررهم في العالم الافتراضي، ليصمموا عالما واقعيا ينسجم مع حقائق العصر، فاكتسبت الثورة ميزة النموذج القانون للثورات الاتيات الى العوالم والامم   ثورة المعرفة والكرامة الانسانية، والحوافز كثيرة لاتحصى.

والثورة العربية حققت انجازات ثورية حاسمة، باسقاط اقوى نظامين واعتقهم واكثرهم شرورا وامتنهم منظومات امن وفرض هيبة الدولة، عمليتها الثورية لم تكتمل بعد، لكنها في الطريق الصحيح، فقد اسست خطوتها الاولى بثبات وتؤده وحكمة، تتعرض لهجمة معاكسة، وتبذل قوى الثورة المضادة جهدها واخر ما لديها من امكانيات وقدرات هائلة، والقديم كله يتحد ضدها، كما فعل من قبل مع الثورة الفرنسية، والبلشفية والايرانية، تمتد قوى الردة من البيت الابيض الى الاتحاد الاوروبي والنظم العربية والاسلامية ومجاميع التخلف، وقوى الماضي والكيان الصهيوني، توحدت واختارت هجومها المعاكس على محاور شتى:

الهجوم على سورية وفيها لتحني ظهرها وتنتقل الى موقف الثورة المضادة.

في ليبيا لقطع التواصل الثوري بين تونس ومصر وافريقيا، والاستيلاء على الثروات والمدخرات والجغرافية والتأثير بمسارات ثورتها.

في اليمن والخليج عبر اقحام درع الجزيرة في حملة القمع وحماية النظم.

الى الاردن والمغرب لتوحيد الجهد بتوسيع مجلس التعاون الخليجي لحماية نظم الملوك والامراء واحتواء الموجه الثورية ووقف عصفها.

فالسعي لفك حلف المقاومة واسقاط اطرافها بالترهيب والاحتواء او بالعمل العسكري الجاري التحضير له على قدم وساق.

تمديد اقامة ووجود القوات الامريكية في بغداد لاهميتها المحورية .

استمالة تركيا وقطر وتوظيف القنوات الاعلامية التي بنت لنفسها مصداقية ومهنية عالية.

في اليمن والسودان، للتفتيت وقطع مسارات التغيير الثوري.

المحاولات المعاكسة لن تقف عند هذا الحد، او في هذه الساحة فالقوى المضادة وحدة متكاملة تجاوز اللغات والحدود، والسيادات، وتقفز فوق الجغرافية والحدود المصطنعة،  فتخوضها حرب نهاية، مفصلية، يتوقف على نتيجتها مستقبل العالم ونظامه الوريث للاحادي، وبالاصل الاقليم وعودته حرا سيدا شريكا في صياغة الحضارة الانسانية وتقرير قيمها ومساراتها المستقبلية.

العرب في ثورة شعبية اصيلة، خلاقة مفتوحة في حقبتها الانتقالية على خياري الفوضى، والاحتراب الهلاكي، او استكمال الفعل الثوري والاستجابة لحاجات التاريخ واولويات مساراته والمهام الواجبة الانجاز.

اصالة الثورة العربية الجارية تتجسد في نظج ظروفها الموضوعية الثورية، وفي طبيعتها، ومهامها التاريخية، وفي دور الشباب، وثورتهم المعرفية والقيمية، وامتلاك الشعوب للزمام والمبادرة، وفي المقدمة في استهدافها للنظم التي خانت، وتلبرلت، وتأمرت.

لانتقص من عربيتها و قيمتها التاريخية انها جاءت بالتقسيط قطر بعد اخر، ونجحت بسرعة حينا، وتعثرت حينا، ولا تجافيها نماذج الثورات السابقات لانها لم تفرز قادتها اصحاب الكاريزما بعد، ولم تتبلور احزابها وقواها الثورية.

ذلك لاسباب عصرية في المعرفة ووسائط التواصل التي حلت بعض المسألة الى الزمن الثوري الموصوف يومه بالف، والخبرة المتراكمة التي ستعلن ساعة حاجتها عن القوى الثورية الحقيقية، فالظرف الثوري ينتج قواه الثورية، والعرب مشبعون قيم وثقافة وتقاليد ثورية تأسست على فعل مديد، وبتضحيات هائلة لمائة سنة من المقاومة انجزت وريثاتها انتصارات ابدايعة اعجازية في العقد الاخير الذي اسس لعقد الثورة، وكل ثورة للتغيير في عالم تحت الهيمنة الامبريالية واستعمارها المباشر تتأسس منصتها في فعل المقاومة والتحرير.

من دروس ونتاجات الثورة العربية ودلالاتها: انها ثورة عربية اللسان، والانسان، والفعل، والهدف، والاستهداف، ظروفها وواقعها المعاش واحدا، وعدوها واحد، وحاجاتها واهدافها المستقبلية واحدة، وشعاراتها وادواتها واحدة، وفي ذلك تأكيد للعربية ووجوب انجاز مهمام ثورتها الوطنية الديمقراطية التي علقت منذ منتصف القرن الماضي لاسباب وظروف بعضها قسري في توازنات عالم القطبين، واكثرها ذاتي في التخلف ونقص المعرفة، وغياب البنى الحاملة لمشروع الثورة، وانجاز مهامها الاجلة..

علقت قسرا لنصف قرن، ثم جاءت لحظة استحقاقها ووجوب انجاز مهامها، بعناصر وصياغة اكثر رصانة، واكثر عصرية، واقل توترا، وايديولوجية، وعقائدية، وبتنوع المهام، وفي طليعتها التحام مهام التحرر الوطني بمهمام التحرر الاجتماعي والتنمية، والعدالة، والمساهمة الخلاقة بتأسيس اقليمة الشرق العظيم كحاسمة وحاكمة في تركيز اركان النظام العالمي الجديد الوارث للاحادي المتهاوي بسرعة البرق ايضا، فالعالم والحياة البشرية صار وصارت تختصر الزمن والمسافات .

نضج الظروف الموضوعية للعرب لدخولهم حقبة الثورة، الوطنية الديمقراطية غير منقطعة عن نضج الظروف الدولية والاقليمية التي تستوجب ثورتهم

العالم والاقليم في حقبة حرجة

 والعرب اساس الانتقال الى عالم جديد

 

 من المتفق عليه غير المختلف به: العالم الاحادي في ازمة تكوينية، تضربه من كل الجهات، وبجميع القطاعات، والدوائر، عجز في الهمجية العسكرية، وعجز عن تمويل المزيد من الحروب، وانتفاء عناصر القوة الاقتصادية، والقيمية، وعجز في مواجهة القوى القطبية الصاعدة او اعاقتها، وازمة اقتصادية تكوينية، تضرب زلزاليا، ولما تنتهي فصولا، وظهور مؤشرات الاعياء، والتداعي في الاتحادات القارية، وفي الوحدات الوطنية، وفي انسجام البنى الداخلية وتصدعاتها الاجتماعية والطبقية والاثنية.

والمزيد يتراكم مع صعود اسيا وعودتها الى الصدارة الاقتصادية العالمية، والقيمية، وتحرر امريكا اللاتنية والكاريبي على نموذج اجتماعي وطني ومشروع بوليفاري اقليمي، وانتقال الثقل الى دول الجنوب الصاعدة اقتصاديا، ومع تزايد قدرة وموقع ايران، وتحول افغانستان الى بؤرة استنزاف قاتلة لامريكا والاطلسي، وارتباك تركيا وخياراتها، واحتمالات ان تضربها العاصفة لعلة في بنيتها وادارتها.

على وقع الحقبة الحرجة التي يعيشها النظام العالمي، والنظام الاقليمي، ترتسم ملامح لعالم جديد، تهرول احتمالاته بين القطبية المتعددة، واللاقطبية الدموية.

تحجز الثورة العربية مكانا مرموقا لهم وللاقليم ويتوقف على مسارها اي نظام عالمي ينشأ ليستقر وتستقر معه التوازنات الدولية، ويكون عادلا، متحررا من همينة القطب او القطبين، على اممية متساوية وعادلة، شرطها، ان تتحرر كل امة على حدى، والشرط واقف على انجاز المهام الوطنية الديقراطية للثورة.

والاكثر اهمية في حال العالم والاقليم، ومسارات الحقبة الحرجة التثبت من ان الحالة لم تحصل لولا العرب ومقاومتهم المديدة وانجازاتها، ولن تختتم فصولا بدون حضورهم الوازن.

ففي البيئة العالمية والاقليمية نضج وتوفرممتاز ومتميز لشروط الثورة العربية، نرصد منها:

حال العرب وثورتهم في الحقبة العالمية الحرجة هي كحالهم في الحروب العالمية وعشية انتهائها، مع فوارق جوهرية لصالحهم لم تتوفر من قبل:

الحرب العالمية الاولى، وقعت بين الظواري الرأسمالية الاوروبية، وفوق القارة، المنتصر فيها ورث ممتلكات المهزوم، وصار العرب في جعبة الوارثين.

الحرب الثانية جرت في اوروبا، وبين اقطابها، انجلت عن خسارتهم وتدميرهم، فصعدت روسيا البلشفية وصارت قطبا، وصعدت امريكا الراسمالية وصارت قطب وورث القطبين الممتلكات وقبضوا على الامم وحراكها وهيمنوا على التطورات الكونية ما الزم العرب تعليق ثورتهم الوطنية الديمقراطية.

الحرب الثالثة الباردة انتهت بانتصار الرأسمالية الانكلو ساكسو صهيونية، فهيمنت على ممتلكات الاتحاد السوفيتي، وفرضت عالما احادي القطبية، كان العرب الافعل والاكثر حضورا في اعاقة سيطرته الكونية المطلقة.

الحرب العالمية الرابعة التي اطلقتها الرأسمالية الانكلو ساكسو صهيونية منذ زمن استهدفت العرب، قيم، وجغرافية، وثروات، ومكانة، ومستقبل، وقررت وثيقة المحافظين الجدد، والتزمها بوش وفريقه، ان القرن الواحد والعشرون يكون امريكا بشرط همينت امريكا على العرب وبيئتهم الاقليمية، ومنذ حرب تشرين 1973 حتى اللحظة دارت المعارك الحاسمة فوق ارض العرب، وكانو هم مادتها، ووقودها، وقواها المقاومة، من كابول ضد الاتحاد السوفيتي الى كابول ضد امريكا والاطلسي فالصومال، والسودان، وبيروت، وبغداد، والقدس غزة، وسجل عرب المقاومات انتصارات في معارك الزوايا الثلاث لتعود حقيقة التاريج والجغرافيا تفرض قوانينها/ هنا تسقط الامبراطوريات، ومن هنا تصعد او تصبح عالمية.

والحال، كحال العالم والامم بعد الحروب، تتوفر فرصها، لتنهض وتمتلك سيادتها، وتاخذ دورها قبل ان ترسوا معادلات وتوازنات دولية واقليمية قابضة على التطورات، فالبلشفية وليدة الحرب العالمية الاولى، والصينية والفتينامية الثانية، والايرانية والبوليفارية الثالثة، اما نتاج الرابعة فالمهزوم يخلي الساحة، والمنتصر يملأها والفارق جوهريا بين الحرب الحالية والحروب السابقة، ففي السوابق كان هناك وريثا منتصرا، اوريثا صاعدا يستطيع الاستثمار على طريقة القرصان مورغان من الاباء المؤسسين لامريكا.

الحرب الرابعة دارت في جغرافية العرب واقيلمهم، وقامت بين قوى غازية امبريالية عدوانية وشعوب صمدت وقاومت وحققت انتصارات تراكمت وفتحت الافق لاستراتيجية النهوض باستكمال منصة الصمود والمقاومة..

هذه شروط تاريخية موضوعية عالمية واقليمية تستدعي العرب لدور في قطف ثمار المقاومة والنصر، فلولا حقبة المقاومة لما كان انتصار سهل وسريع للحركة الشعبية في تونس، ومصر، ولما كان تعثر لقوى الثورة المضادة وحلفها، الموعود بهزيمة هجومه المعاكس، وسقوط قدرته ومحاولاته لاحتواء الثورات، ووراثتها لصياغة النظم وادوارها على مصالحه ومصالح الكيان الصهيوني وتأبيد القديم.

الزمن يعمل بايقاعاته السريعة جدا، يبحث عن من يملء الفراغ، ولا من احد يستجيب وقادر سوى من صنعه واسهم في تخليقه.

هنا تكمن حقيقة تفسير ما جرى للعرب، وما الذي يجري معهم وما يجب ان يكون في مستقبلهم القريب والمتوسط الاجل.

فالعرب وهم في ثورتهم معنيون في انضاج رؤيتهم لانفسهم، ولدورهم، ولقدرتهم، وللمهام التي تنتصب امامهم ليتقدموا لها بثبات ووعي ويتفاعل الذاتي بالموضوعي تفاعلا خلاقا فتكتمل ثورتهم.

ومن المهام الراهنة الواجبة في حقبة الثورة الوطنية الديمقراطية:

بلورة رؤية عصرية، واقعية، حكيمة، لمشروع تحررهم وحدتهم واستكمال عناصر كمال الامة بدولتها الوطنية، الشرط الواجب لتقدمهم واخذ مكانتهم في اتحادات اقليمية واممية.

بلورة وتقديم رؤية منهجية، خلاقة، تجيب على اسئلتهم في الحاضر وهي ذاتها اسئلة الامم والشعوب، اي تشكيلة اقتصادية، واي نموذج تنموي، يستحضر دروس التجارب الخاصة والعالمية، ويشكل مخرجا من الازمة الاقتصادية العالمية التي تهدد البشرية بالفناء، نموذج لتشكيلة اقتصادية تقوم على قيم الشرق العظيم، وتعظيم نمط الانتاج الاسيوي، وتقديم الجديد الواقعي البناء، بحيث يعاد تعريف العقد الاجتماعي، وحقوق الانسان، وتأمين كرامته، المتفاعلة مع الابداع الانساني المعرفي، وتعريف دور الدولة، واجهزتها، وصياغتها على اساس الدولة الاجتماعية الراعية التنافسية بديلا عن رأسمالية الدولة الاحتكارية، ورأسمالية الدولة الليبرالية الاحتكارية النموذجين الذين سقطا وانتهت مفاعليهما ولم يبلغ العالم بعد بديلا عنهما خلاق يعالج الواقع ويحاكي مستقبل الانسانية على الكوكب.

تقديم النموذج الارقى لنظم واطر وقوانين ومفاهيم الحريات الانسانية، الشخصية والاجتماعية، فالحرية بقدر ما هي فردية، شخصانية، في عالم المعرفة وتأثير وسائط التواصل الاجتماعي اصبحت اجتماعية تماما كما استعمال وامتلاك وسائل انتاج المعرفة، ووسائل انتاج الثروة، فحل التعارض بين قوى الانتاج الصاعدة وعلاقات ووسائل الانتاج وملكيتها والتفاعل معها امر بالغ الاهيمة كما هو بالغ التعقيد في عالم تتطور فيها المعرفة بسرعة الضوء.

والعرب معنيون، في ابتداع اليات تفاعل، وتمثل لاقوامهم، وتشكيلاتهم الاجتماعية ما قبل التاريخية، وصيانة حقوق وكرامة المجموعات الاثنية، والعقائدية، والقومية في حاضنتهم، وايجاد حلول خلاقة لمسائل الحدود، وتفعيل علاقات المصالح مع امم واقوام الاقليم، لبناء اقليمية تبني على ما حققته البشرية من تجارب وتزيد، تكون الاطار الجامع والقادر على معالجة مشكلات التنمية، والتكامل، وتمكين البشر من حياة عزيزة كريمة.

العرب قادرون بدلالات التاريخ واحداثه الكبرى ونتاجاتهم فيه، وبدلالة خروجهم منتصرين من اطول حرب كونية استهدفتهم في ارضهم وقيمتهم، ومكانتهم، وثروتهم، وعقائدهم. فمن يصنع النصر يستطيع المساهمة في صناعة عالم ومعارف ما بعد النصر .

لكل هذا، وفي التفاعل الخلاق الابداعي الكامن في تقاطع الظروف والشروط الموضوعية الخاصة بالعرب وحالتهم، وتكامل التطورات بين قارات وشعوب وامم الكرة الارضية، يتقرر ان العرب في ثورة عربية خالصة، استوجب موعدها ونظجت ظروفها والحت مهامها الواجبة الانجاز، وظفرهم بحقبة الصمود والمقاومة تشكل منصة الاستناد لحقبة الثورة، وحقبة الثورة تتشكل بوابة لحقبة النهوض والبناء .

الى المستقبل نقرأه ونعرفه ونعرف مساراته ونستخلص من الواقع وحراكه مهامنا الثورية.

امة عظيمة كانت، وامة عظيمة خلاقة مبدعة في حقبة المقاومة صارت، وامة وثابة قادرة على اجتراح الجديد في ثورتها التي فاجأت العالم واستدعته للتدخل ومحاولة للتأثر بنتاجاتها.

امة نجحت حيث اخفق الاخرون، صمدت عندما استسلمت امم الارض لنظام الامركة الليبرالية الهمجية، قادرة على انجاز مهامها التاريخة والتطلع الى دور في مستقبل الاقليم وعبره الى مستقبل الامم الحرة والمتحدة طوعا، في نظام اممي يلتزم تحقيق انسانية الانسان على هذا الكوكب..