مكتسبات الثورة وبعض من مثبطاتها
لنراجع بعض مكتسباتنا,
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
كثيرة هي المكتسبات , ومن أعظمها على الإطلاق أن الثورة أفرزت حالة كانت غائبة عن المجتمع السوري ومغيبة عنه بالقوة والزمن , هي الثقة بالنفس وعودة الثقة بين الناس , هذه الثقة هي التي كسرت حاجز الصمت والخوف وأخرجت الملايين من ظل العبودية لطلب الحرية والعدل والمساواة , وبالتالي تخرج الملايين مناهضة للعبودية , والتي استوى عندها الحياة والموت على السواء فرحم الله شهداءنا وشافى وعافى جرحانا , وعودة كل غائب لبيته في ظل الحرية والخروج من تحت نير الظلم والإستبداد والإحتلال
فقد عادت الثقة بالنفس , وكسر حاجز الصمت وطمث الخوف في مزابل التاريخ , وتخرج الملايين معتمدة على هذه الثقة ورفضها للعبودية , والمجرمون يقتلون ويعذبون مايحلا لهم , ويستمر القتل ويستمر التحدي , ولكن كأنك تلاحظ كفتي ميزان متساويتان , لايتغلب فريق على فريق آخر
والسؤال هنا :
كيف نستطيع أن نجعل كفة الثورة ترجح على كفة الإجرام والمتمثلة ببثار ومن معه من المجرمين؟
فهم لايخسرون شيئاً بينما نحن نخسر أعظم شيء في الوجود وهي الروح والجسد لأغلى الناس عندنا وأطهرهم وأشرفهم
والجواب فالنصر يصنع بالشهداء , ولا يمكن الحصول على الحرية بدون أن نضحي من أجل أجيالنا القادمة , ومن أجلنا نحن طالما أننا مازلنا أحياء ولكن كيف؟
نستخلص درسين هامين من انتفاضة وثورة أهلنا في حماه
الدرس الأول :خروج المدينة كلها وبصوت واحد أفقدت الأمن والمجرمين صوابهم فسكتوا ولم يتدخلوا
الدرس الثاني: استمرار المظاهرات بالزخم المعروف ومحاولة المجرمين رد اعتبارهم , فشباب الثورة تصدوا لهم بكل قوة وحموا مناطقهم وأهليهم , ولو تركوا الشارع لكان هناك مئات من الشهداء , ولكن هذه المقاومة المستمرة وابتكار وسائل المقاومة قللت كثيراً من خسارتنا لأحبتنا فحفظ الله الجميع وأعزهم بالقوة والنصر ورحم الله من انتقل لربه وإن شاء الله عزيزاً مكرما
درس أخر , عندما تتحرك باصات الشبيحة ومن معهم من المجرمين والقتلة , متجهين لمكان ما , نلاحظ الخبر ينتشر فوراً قبل وصولهم ويحدد مكان نزولهم , فهنا على شباب الثورة اتباع وسائل معروفة للتخلص منهم قبل الوصول وإن تجمعوا في مكان فالنار أولى فيهم
على تنسيقيات الثورة ورجال المعارضة في الداخل والخارج أن يحزفوا من قاموس تعليقاتهم ونداءاتهم ومشاريعهم كلمة (لانسمح بتدخل أجنبي ولا بقوات أجنبية لإسقاط النظام )
مع أن النظام يستعين بطهران ولبنان والعراق لقتل شعبه
فاتركوا هذه الوطنية الزائفة والشعارات التي تتطابق مع شعارات النظام في التصدي والممانعة وأنه محطم المشروع الأمريكي الصهيوني
فهذه الشعارات من أهم الشعارات التي يستند فيها النظام المجرم حتى يستمر في القتل , فعنده ثقة تامة بأن المعارضة والثورة لاترضى بالإستعانة بالأجنبي أو قوات أجنبية , وهو يغازل تلك القوى ويتعامل معها , ونحن نريد أن يشهد بنا النظام أننا معارضة شريفة لاتستعين بالقوات الأجنبية ضد هذا النظام
صدقوني أيها الشباب الأعزاء عندما كنا في بداية السبعينات كنا نقول بيننا ونسمع من آهالينا (ياليت اسرائيل تحتل سورية حتى تخلصنا من هؤلاء المجرمين)
فنحن لانريد احتلالاً من أحد ولكن الثورة الشعبية تحتاج لدعم داخلي وخارجي , وقد قالها الشيخ سعيد حوى سابقا رحمه الله ( لامانع من أن نستعين بالشياطين في سبيل قلب هذا النظام )لأن الشياطين هي أقل سوءاً منه
فلتكن عبارتنا وهي أقرب للمنطق والواقع سنستخدم كل المتوفر عندنا وسنبحث عن كل دعم خارجي أو داخلي , وحتى لو اضطرنا الأمر للإستعانة بحلف الناتو أو تركية فلن نوفر جهداً في ذلك حتى يسقط النظام
فالتهديد له وقع كبير وأرجو من كل معارض ومن كل حزب وكل تكتل سحب رسالة الإطمئنان هذه من نفوس المجرمين
واستبدالها بجملة أخرى , لن نتوانى عن طلب النجدة من الغرباء حتى تسقط أيها المجرم أنت ومن معك