خامنئي ينضم إلى شهداء الزور ضد الثورة السورية

خامنئي ينضم إلى شهداء الزور

ضد الثورة السورية

محمد حسن ديناوي

هللت إيران وصفقت مع بداية الثورات العربية في تونس ومصر ، وحاولت ركوب الموجة لتظهر أمام العالم العربي بأنها مع الشعوب المضطهدة ضد حكامها المستبدين ، وتسجل موقفا سياسيا يحقق لها بعض المكاسب لتحقيق أجندتها المشبوهة في المنطقة العربية وتلميع صورتها المشوهة ، بل اعتبرت أن هذه الثورات ما هي إلا امتداد لثورتها ( الإسلامية ) المزعومة ، وقد شكك كثير من المحللين والباحثين بنوايا إيران من  الوهلة الأولى إزاء هذا التأييد المزعوم وكتبوا حول مواقفها الإنتهازية ، وأهدافها المشبوهة في المنطقة .

 لقد كان ربيعا عربيا باركته بداية قيادات قم وطهران ، حتى أمتد هذا الربيع إلى سورية التي حولها النظام السوري - حليف طهران – إلى صحراء قاحلة يتناوبها زمهريرقارس في الشتاء وحر مهلك في الصيف وغبار وسموم وخماسين بين ذلك.

عند بشائر ربيع سورية القادم تغير الأمر مع طهران وموقفها من الثورات العربية ، فقد التزمت الصمت بداية لتمهد الأمور لتغيير اتجاه البوصلة بين الاتجاه السابق الذي تبنى تأييد  الثورات وبارك الجهود ضد الحكام المستبدين ، وبين الوضع الجديد من الثورة في سورية ضد الحليف الاستراتيجي المستبد الأكبر في المنطقة ، هذا من الناحية الإعلامية فقط ، أما على أرض الواقع فقد كان الأمر يسير من البداية ضد الربيع السوري ، ودعم مطلق للنظام الفاسد في دمشق ، لاستمرار حكمه وتثبيت أركانه وإجهاض هذه الثورة قبل ولادتها ، فقد أرسلت طهران إلى سورية ومن البداية  باخرتين محملتين بالأسلحة المحرمة لقمع المظاهرات والتي استخدمتها ضد الإصلاحيين وأثبتت جدواها معززة بمعدات تكنولوجية للاتصالات ، من أجهزة التنصت والمراقبة ومتابعة النت والفيس بوك والتويتر ، وتقوم بالكشف عن المستخدمين وتتبعهم وقطع خدمة النت والفيسبوك و...غيرها ، ثم اتبعت ذلك بعناصر من الباسيج لقنص المتظاهرين السوريين وقمعهم على الطريقة الفارسية خدمة لنظام القمع والاستبداد في سورية .

ابتدأت قنوات الفتنة الإيرانية في العالم العربي كالعالم وملحقاتها من المنار والأنوار ، بالتحول التدريجي نحو اتجاه البوصلة الجديد للموقف السياسي الحقيقي ، تلا ذلك تصريحات من بعض المسوؤلين بأن ما تتعرض له سورية يختلف عن الثورات السابقة ، في الوقت الذي كانوا يلطمون ويتباكون على مظاهرات البحرين – مع الفارق التشبيه الكبير -  التي حشدت لها إيران وحسن نصر الله بكل ما أوتوا من قوة ، ثم أطلّ حسن نصر الله ليدس أنفه في الثورة السورية ، وبدلا من أن يؤيد هذه المظاهرات الشعبية ... وبدلا من إنحيازه مع الجماهير... أعلن انحيازه مع حكام دمشق وهو يرى القمع والمجازر الوحشية التي تنتهك بحق المواطنين جهارا نهارا ، لا بل دفع بعناصر ميليشياته السوداء لتكون سندا لقوات البطش والقمع السورية ضد الشعب الأعزل ، ولتشارك مع عصابات الشبيحة المكونة من أسافل الأمة وتحوتها ، في قنص المواطنين السوريين المتظاهرين وإهانتهم  وإذلالهم ... ثم ظهر حسن نصر الله ليعلن موقفه بوقاحة مخزية ضد الشعوب ، ويعلن انحيازه الكامل مع الطغاة والمستبدين ومناصرة المجرمين والفاسدين ، مخيّبا ظن الكثير من بسطاء وعوام الشعب السوري الذين صدقوه يوما ، ووقفوا معه وقفة الأبطال ظنا منهم أنه فعلا مع الجماهير والشعوب ضد الظلم والمظلوميات ... فإذا به يتحول إلى سيف مسلط للظلم بلسانه الألثغ وميليشياته السوداء ، ضد المواطنين العزل الذين خرجوا يهتفون للحرية ويطالبون بالكرامة وينددون بالظلم والاستبداد وأعوانهم ، مرددا تلك الدعاوي والكليشهات المعلبة القديمة الفاسدة ، التي طالما رددها نظام القمع والفساد في دمشق ، كالمؤامرة والأجندة الخارجية ضد سورية والإمبريالية وأمريكا وإسرائيل ، وأن الهدف من هذه الثورة هو اغتيال المقاومة والممانعة التي تقودها سورية  لتحرير فلسطين والجولان .

 ولا أدري ماذا فعلت هذه المقاومة المزعومة أمام الكيان الصهيوني من أربعين سنة وكيف دحرت قواته وحررّت الجولان وردت الصاع صاعين على كل استفزاز وانتهاك إسرائيلي للسيادة السورية ، أو أن الكذبة الكبرى من ( المقاومة والممانعة والمصادمة ... والصمود والتصدي ! ) هي تلك السيمفونية المزدوجة والغزل السري الناعم بين سوريا وإسرائيل ، والتي عبر عنها رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري ، وأحد عناصر( النخبة ) الذين يرسمون قرارات السلم والحرب ضد الشعب السوري ، بعيدا عن الحكومة ... ومجلس الشعب ... وقيادة الجيش ! .

أخيرا خرج المرشد من قمقمه  في قم ليعلن أن ثورة سورية مزيفة  ووصفها بالإنحراف ، وأن  ما يحصل في سورية ما هو إلا مؤامرة أمريكية هدفها النيل من جبهة الممانعة وتدخل بشؤون سورية  الداخلية ، وأنه لن يساند أي ثورة تحرضها أمريكا !

الغريب في هذا التصريح هو شهادة الزور والنفاق المركب عندما تدعي إيران أنها لن تساند الثورة في سورية لأنها بتحريض من أمريكا .

 والسؤال لم ساعدت إيران أمريكا في احتلال أفغانستان والعراق بحسب تصريحات إيران الرسمية ؟

 بل إن المتآمرين على احتلال العراق الذين دخلوا العراق فوق الدبابة الأمريكية ما هم إلا ربائب إيران الذين عاشوا في حضنها ورضعوا من حليب سمومها وأحقادها ، كما أن الشعب السوري لا يحتاج أمريكا ولا تحريضها ، وليس بحاجة للمساعدة من إيران ولم يطلب منها ذلك ، بل يحذرها من تدخلها ضد إرادة الشعوب المقهورة ومساندتها لنظام القمع والاستبداد في دمشق ، ويطلب منها سحب عناصرها وإيقاف دعمها الإعلامي واللوجستي لهذا النظام البائس المتهالك .   

لقد رمى نظام طهران وملاليهم بآخر أوراقهم على لسان مرجعهم الأكبر والمرشد الأعلى ! ليدلي بشهادة الزور والعار الخائبة ، ويعلن على الملأ بكل صفاقة ونفاق تدخله في الشأن الداخلي السوري ، ووقوفه مع الظلم والاستبداد وتأييده للقمع والفساد ، ومباركته لقتل وإذلال المواطن السوري الثائر الحر الأبي .

( ستكتب شهادتهم ويسألون ) – ( الزخرف - 19 )

إن حساسية الموضوع وأهميته لبلاد فارس يتعدى حجم حسن نصر الله ووزنه ،  الذي مهد الطريق بشهادات زور سابقة أمام مرشده الأعلى ، وليتقدم خامنئي بعدها ويسجل في رأس قائمة العار والخزي السوداء ، كحليف وشريك لنظام القمع والقتل في دمشق .

ليسجل التاريخ هذه الشهادة المزورة كموقف مخز وخائب جديد في مسيرة الصفويين الخيانية من التآمر على الأمة العربية والإسلامية ، يضاف إلى سجلاتهم التاريخية الطويلة الحافلة بالدسائس على الأمة العربية والإسلامية مع أعدائها والغدر بها ، لتنفيذ أجندة عقائدية باطنية  كجزء رئيسي مهم من البروتوكولات السرية لحكماء بني مجوس ، الذين لا تهدأ نفوسهم ولا ترتاح ضمائرهم ولا يطمئن بالهم ، حتى ينتقموا من هذه الأمة التي قوضت عرش آل ساسان وأطفأت نيرانهم ... وإن كانت آثاراها ما تزال مستعرة في نفوسهم غلا وحقدا على الأمة العربية والإسلامية .

( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )  - ( الأنفال - 30 )