وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود

صورة وحكاية من زمن الديمقراطية

خيري هه زار

ما ذنب هؤلاء الطلبة الشباب الذين هم قادة المستقبل وصانعوه , وبناة الصروح الحضارية , ودعائم تستند عليها الثقافات , وما هي جريرتهم لكي يتلقوا هذا العقاب الصارم والقاسي , هل كانوا يتوقعون هذا المصير المؤلم لهم , والمخزي والمخجل للذين اعتلوا كرسي الحكم والمسؤولية , ولا يثير فيهم اية شفقة او رحمة , لادين ولا مذهب ولا نخوة وطنية او انسانية, من كان يظن بان هؤلاء الفتية سيؤول حالهم الى هذا الحال والمآل , وسيفترشون ساحات وقوف السيارات , ويرقدون على الأرصفة والسلالم , وربما تعرضوا لتهديدات ومداهمات من قبل ميليشيات الكتل السياسية والمراجع الدينية , اذا سلموا من العبوات الناسفة والمفخخات , الهذا الحد هانوا على ذويهم واستصغروا بعيون اهاليهم , بحيث يرموا الى مثل هذه الأماكن ويصبحوا اللقمة السائغة للحكومة قبل الارهاب , هم ضحية من , ومن يتحمل وزر سوء حالتهم ومعاناتهم المستمرة على مدار الساعة والقلق الذي يعيشون في ظله , برغم كل تلك المآسي والعذابات , الا انهم مصرين في تلقي العلوم والثقافات على كافة المستويات والمجالات , انهم بحق فتية آمنوا بربهم وعقيدتهم وبالدرب الذي يسيرون فيه , غيرعابئين للصعاب والحياة المزرية , والعيشة المتخمة بالمساوىء من جراء تدهورالمستوى المعاشي والخدمي المتفشي في ظل حكوماتنا المتعاقبة الفاسدة من الرأس الى القدم  . فنقول : من سيدافع عن حقوق هؤلاء الطلبة , في خضم الزعيق وكل هذه الجلبة , من الحكومة الناقصة النصاب , وفي ظل الراعي المرتشي والنصاب , ومن يرثي لحالهم المزري ,هل هناك جهة تعلم وتدري , بان الانسان حينما يولد , صحيح الجسم ولا يوؤد , ليس عبدا لدى السلطان , كي يعلق في اذنيه قرطان , للطاعة واعلان البيعة , ليصبح مهادنا وذا ميعة , ويصنع من عجينته ما يشاء , بذللك يتدخل في سير القضاء , ولا استبعد من لدن هؤلاء , فعلا رطنا كهذا البلاء , لان سجلهم متخم حد الفحش , بتلك الفعال وأتوا بالنقش , طاقة النور التي تعد نعمة , حولوها الى مفسدة ونقمة , حرمت من وهجها الناس , فاضحت مشلولة بلا باس , ومن بين الملة هذه الشريحة , التي تنتمي الى الفكر والقريحة , ولانهم توافدوا الينا تحت جنح الظلام , فان خدمة الناس عندهم مجرد كلام , ويسرقون المال في وضح النهار , فكان لابد للبنى ان تنهار , وبدلا من ان يشعلون شمعة , ويكفكفوا عن وجوه الناس دمعة , اسدلوا الستار عن كل خدمة , فيها راحة الشعب ووجه نعمة , ومنها هذه الطاقة السحرية , الواجبة الوجود والحرية , (بفتح الحاء) , التي لا فضل لهم في ايجادها , ولا يكترثون في كبتها واخمادها , وحرمان الشعب من نورها , لتكون دليل جرمها وزورها , هل نحن في مملكة الصعاليك , ويحكمنا صعلوك في هيئة مليك , يا عروة بن الورد هل ماجرى , نتاج لفعال وسكوت الورى, ام انك بحنكة ودهاء ابا حرب , وغرنوق كنيلز تحلق امام السرب , اما وجدت من بين الضحايا غير الطلاب , لتلقي بشباكك في يمهم وتصيدهم بالكلاب , اما تشعرن تجاههم بخجل , وتسوق لاقناعهم سبل الدجل , ام انك على غرار الاعرج , وهولاكو عدو العلم والاهوج , اين انتم يا عمداء , لم توانيتم في العداء , لقاهري الطلبة المساكين , وابديتم الرضى للسفاكين , اهكذا تدار الجامعات , بتمضية الاوقات والساعات , بين اروقتها دون عناء , في سبيل كشف الداء , وبذل الجهد لايجاد الدواء , بدل الاستماع الى الهراء والخواء , من المسؤولين والساسة , وترك حاجات الطلبة الماسة , جعلت فداكم الا تنتخون , وتلفظوا من بينكم من يخون , وتعيدوا لحرم الجامعة هيبتها , والقها ورونقها وتوقروا شيبتها , فوالله بيدكم جعبة السهام , وقوسكم خلق لهذا المهام , الا فارشقوا المفسدين طرا , ولا تدعوهم يفلتون بحرا وبرا , وجيئوا بالاكبر قبل الكبير , للقصاص من المحتكم الخبير , فانهم بارعون في التناوش , لكنكم جهابذة واشاوس , لا يقدرون منكم نيلا , انهم فقط ينشطون ليلا , كالوطاويط تعمى بالنهار , ملعونين من الواحد القهار , وكونوا كما كان آل ياسر , ودقوا في نعوشهم الدواسر , وافضحوهم بالقلم واليراع , وانزلوا ساريتهم والشراع , ليكونوا لمن خلفهم عبرة , بعد تعرية رؤوسهم من الغترة , قلبي لهؤلاء المساكين يتفطر, والمهجة مني عليهم تتشطر , تحسبونهم ايقاظا وهم رقود , كل واحد منهم سنبلة غضة العود , ليتهم كانوا كاصحاب الكهف , فتية يملؤهم الحماس والحس الرهف , ولا يقومون من رقادهم ليلة , حتى يندحر الفساد كله بقتلة , ويعود المصباح الى سابق عهده , مع النور والضياء منبلجا من مهده , ويلعن ابو الطاقة ببطاقة , تنعي الشعب بموته باطلاقة , وليكن بعد ذلك ما يكون , فليس بعد الموت رمد للعيون , والسلام ختام .