أهداف الثورة السورية العامة
أهداف الثورة السورية العامة
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
نقلاً عن أصوات الملايين من الشعب السوري وهي تهتف بصوت واحد (الشعب يريد اسقاط النظام ) (شعب واحد ) (حرية حرية ) ويجمعهم هتاف (الله أكبر) وهذا اللفظ لايخص طائفة ولا عرق فكل شخص له معتقد وعقيدته تقول لي رب يملك قوة مطلقة فهو الأكبر , واللادينيون ينضوون تحت ذلك المسمى في إله هم اخترعوه فهو أكبر منهم , وبالتالي فإن أهداف الثورة في سورية هو الآتي:
أولاً : اسقاط النظام اللاشرعي
ولا يمكن تحقيق أي هدف أو أي شعار من الآنف الذكر أعلاه بدون تحقيق هذا الهدف , واسقاط النظام الحالي لايعني بالضرورة تحقيق الأهداف والشعارات مالم يتبعه مباشرة بناء نظام جديد مهمته تحقيق أهداف الثورة
توجد معوقات تقف أمام تحقيق اسقاط النظام , هذه المعوقات نستطيع أن نقول عنها هي نفسية وعقدية نفسية انغرست في نفوس الشعب السوري عبر العقود الممتدة من الحكم الشمولي العسكري والتسلطي . جعلت الكثير من أطياف الشعب السوري واقفة على الحياد ومنتظرة النتائج مع أنها في داخلها بركان ثائر يغلي كالذين هم في الشارع , لنعالج مشكلة التردد هذه ومعاكسة المشاعر داخل هؤلاء الفئة الكبيرة من المجتمع السوري , والذين لم يشاركوا في الثورة وهم على الحياد
فلا يمكننا أبداً تصنيفهم بالمنافقين ولا بالجبناء ولا يكرهون الحرية وهم لا يحبون هذا النظام المجرم
فمن هم إذاً؟
فالثورة هي مجموعة من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تؤدي إلى تغيير جذري شامل في المجتمع.
التغيرات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية هي النتيجة الحتمية القادمة بعد نجاح الثورة , فالمفهوم الذي قام عليه نظام البعث كان مفهوماً قومياً ووصل لقيادة حزب البعث مجموعة طائفية اختصرت هذه المجموعة قيادة المجتمع السوري بمظهرين باطني وظاهري , الباطني يتمثل بالسيطرة الطائفية على مفاصل الدولة والتي تنتمي للطائفة العلوية في سورية , أما الظاهري فهو أن هذا النظام يمثل أمل الأمة العربية في الوحدة والحرية والإشتراكية
فالمظهر الباطني جعله يمارس أفظع وأشنع أعمال الإجرام ضد العرب السنة فهم يشكلون القوة ومركز الخطر القادم لتهديد مستقبل النظام , والناتج عن أنهم يمتلكون الأكثرية السكانية مقارنة بطائفة النظام الحاكم
أما المفهوم القومي عند النظام فتمثل في نهجه القائم على ظلم قومية من التركيبة الإجتماعية السورية هي القومية الكردية , وقد مارس ضدها السياسة الباطنية كون الأكراد في غالبيتهم من المسلمين السنة وكذلك سياسة التهميش القومية , وهنا وقع على هذه الفئة ظلم مضاعف مقارنة بالعرب من السنة (الإقصاء العرقي والمذهبي)
سياسة النظام البعثي الباطني والظاهري وهذه الثقافة والتي تشربتها الأجيال خلال نصف قرن مضى , ليس من السهل القفز فوقها وعدم التوجس من القادم
فقوميات المجتمع السوري وبنيانه المذهبي والطائفي والعقدي , والثقافة الحديثة التي نشأت عليها هذه الأجيال يرون في الثورة السورية الحالية :
على أنه صراع بين طائفة تمثل أقلية وطائفة أخرى تمثل الأكثرية وهم العرب السنة , وأن الثورة ماهي إلا تغيير المفهوم القديم بمفهوم حديث لايقوم على التغيرات الإجتماعية والثقافية والإقتصادية , وإنما انقلاب الأكثرية على الأقلية
فلو سلمنا جدلاً بهذا المفهوم ونعتبره صحيحاً لبعض الوقت , فسوف تعترضنا هنا كلمة ولكن :
فالعرب السنة يجمعهم مع غالبية المجتمع الكردي هو الدين الإسلامي واختلاط الأنساب وحتى اختلاط العشائر , والذي يفرقهم قليل جداً , ويجمعهم الكثير , وتذوب هذه الفروقات في الدولة المدنية الحديثة
أما الطوائف العربية الأخرى كالطائفة العلوية والدرزية والإسماعلية , والطوائف المسيحية فيلتقون مع العرب السنة في الإنتماء القومي , وعند المسلمين السنة لاإكراه في الدين , وتذوب الحواجز المفرقة بينهم في الدولة المدنية أو الديمقراطية القادمة
هذه الثورة انبثقت كانقلاب على المفاهيم القديمة وأن الدولة القادمة لاتمثل كعكة لطرف معين على حساب طرف أخر بحيث يتم تقاسمها , وكل طرف يطلب تطمينات ويخاف ويخشى من القادم , وكأن الثورة هي فقط من أجل الحكم والذي يمثل الكعكة للطرف المنتصر
معظم الأطراف اتفقت على بناء نظام ديمقراطي في سورية بعد اسقاط النظام , ولن يقبل الشعب السوري ببناء نظام شمولي قمعي ديكتاتوري بعد الآن , والأنظمة الإستبدادية تكاد تختفي من العالم
هؤلاء هم المترددون والضمان الوحيد الممكن تقديمه لهؤلاء الأخوة هو:
أن يكون الضمان ناتج من عندهم وأن يثثقوا بأنفسهم من أنهم أبناء هذا الوطن ,الخير للجميع والسوء يقع على الجميع ودعمهم للتغيير هو الضمان وليس الوعود ولا المؤتمرات ولا الاتفاقات ولا المواثيق مهما بلغت درجة أهميتها
ثانياً : إقامة نظام شرعي
عندما تشترك مكونات الشعب السوري في الثورة كلها , وأن هذا الوطن ماهو إلا عبارة عن بناء قد تهدم وعلى الجميع إعادة بنائه على أسس قوية جداً , هذا البناء هو الذي يمثل الشرعية عندما تشترك كل الأيدي في بنائه , فالوطن هو للجميع , وهو أول شعار انطلق على لسان الثوار حرية حرية واللي بيقتل شعبو خاين واللي بظلم شعبوا خاين .
ثالثاً : محاسبة المجرمين والمحاسبة هنا ستشمل كل من ثبت إجرامه ولن يكون الحساب لفئة على حساب فئة أخرى , فالمجرمون عندنا من كل الطوائف , فالثورة قامت ضد الظلم ولن تكون مع الظلم أبداً
النتيجة تعالوا جميعا لنبني نظاما شرعيا , ومتى انحاز عن الشرعية نهدمه لنبني نظاماً أخر فكفانا عبادة الأشخاص , وكفانا فقدان الثقة في أنفسنا وفي مجتمعنا والذي سعى النظام كل جهده لغرس ثقافة ممتدة عبر السنين (فرق تسد)