تدخل إيران المشبوه في سورية
تدخل إيران المشبوه في سورية
محمد ديناوي
وجهت وزارة الخارجية الأمريكية ووزير الخارجية البريطاني تحذيرا لإيران لتدخلها في شئون سورية ، ومؤازرتها نظام دمشق المستبد بدعم لوجستي وتكنولوجي لقمع التظاهرات الشعبية ، وتزويده بعناصر الباسيج الإجرامية لقنص المتظاهرين وقتل جنود الجيش والعناصر الأمنية التي لا تستجيب لأوامر وتعليمات القادة التي تأمر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بهدف قتلهم .
وليس الموضوع في توجيه التحذير لإيران من هذه الدولة أو تلك بل المصيبة في تلك الردود الوقحة من إيران على لسان نائب وزير الخارجية الإيراني بمطالبته أمريكا أو غيرها بعدم التدخل في سورية وأن ما يحدث في سورية شأن داخلي على مبدأ المثل العربي ( رمتني بدائها وانسلت ! ) .
وإذا كان رد إيران ضد القوى العالمية ومنظمات حقوق الانسان التي ترتفع أصواتها لتنتقد ألة القمع الوحشية لنظام دمشق المستبد ، بعدم التدخل في شئون سورية .
من الذي يتدخل حقيقة في شؤون سورية الداخلية ؟ ومن الذي يرسل بميليشياته وعصاباته وفرقه لحماية الطغاة والقتلة في نظام دمشق ؟
ومن الذي يستقوي على أبناء الشعب السوري العزل بجحافل قواته الأمنية وشبيحة الفساد والعار الطائفية ، إلى جانب ميليشيات حسن نصرالله السوداء القادمة من جنوب لبنان ، وابن خالته مقتدى المرسلة من العراق هدية للشعب السوري مقابل حسن الضيافة لمئات ألوف العراقيين الذين لجأوا إلى سورية بعد احتلال العراق؟ .
لقد أعلنت إيران موقفها صراحة بانحيازها ضد الشعوب المسحوقة المطالبة بحريتها وحقوقها المسلوبة من الحياة الكريمة والعدالة وحقوق المواطنة .
لقد حزمت إيران أمرها وأعلنت اصطفافها مع الطغاة والمستبدين ، وحسمت أمرها وترجمت أهداف ثورتها ( الإسلامية ) المزعومة ، بالوقوف مع الظالمين ضد المظلومين ، ومع الفاسدين ضد أبناء الشعب المسحوقين ، ومع الجلاد ضد الضحية ، وليس هذا بجديد أو مستغرب من نظام ولاية الفقيه ، فقد سبق وأن مارس القمع الوحشي ضد أبناء شعبه والتيار الإصلاحي في إيران الذين خرجوا في مظاهراتهم يحتجون على تزوير الانتخابات في طهران .
بل اندفعت إيران إلى أبعد من ذلك لتتدخل بشكل سافر ضد الشعب السوري ومطالبه العادلة بطريقة قمعية غاشمة ، تعبرعن تنفيذ بروتوكولات سرية ضد المنطقة عموما وسورية خاصة ، داعمة تنفيذ هذه المخططات التوسعية العدوانية بطريقة دموية ، وذلك بتصدير آلة القتل والإجرام من ميليشياتها السوداء الحاقدة ،
وأذنابها من عصابات ومجاميع شرطي قم في جنوب لبنان حسن نصر الله ، وابن خالته مقتدى الذي أرسل بباصات عصابته الضالة من فرق الموت لقمع أبناء الشعب السوري الأعزل وقتله .
بالأمس القريب هللت إيران وأيدت الثورات العربية التي انطلقت في مصر وتونس واليمن ، واعتبرتها امتدادا لثورتها المزعومة وحيت شعوبها وانتقدت حكامها ، لكنها اليوم تسلك مع الثورة السورية منحى آخر منافق ومخالف تماما لمواقفها من ثورة تونس ومصر ، فهل نظام دمشق لبشار و( نخبته ) أقل دكتاتورية وفسادا واستبدادا وإذلالا لشعبه من النظام السابق في مصر وتونس لمبارك وبن علي ؟ أو أن نظام دمشق نظام الحرية والديمقراطية والعدالة ؟ ! .
أم أن الأهداف السرية والمخططات السوداء مع هذا الحليف المستبد في المنطقة هو السر في الأمر ويقف وراء ذلك الموقف المنافق؟ ! .
إننا كشعب سوري قد هب لنيل حقوقه المسحوقة لن يتراجع عن مواقفه وثورته ، ولو أرسلت إيران حرسها الثوري كله لحماية نظام الفساد والاستبداد الحاكم في سورية ، ولو جيشت جميع حلفائها وأذيالها وحركت كل أذنابها من عصابات وفرق موت ، فإن الشعب السوري قد حسم أمره واتخذ قراره بإسقاط النظام وإنهاء عهد الاستبداد ومحاسبة الفاسدين ، ولن ينسى هذه المواقف العدائية والخيانية ضده ، سواء كانت من إيران أوأذنابها وعصاباتها وكونتوناتها التي هبت لتنفيذ بروتوكولاتها المجوسية ضد الشعب السوري الأبي ، لتثبت الكراسي المخلوعة لحلفائهم الطغاة المتسلطين على رقاب شعوبهم .
وأما ذلك الدعي الذي زج بميليشياته السوداء وهو يتبجح بمناسبة وغير مناسبة بالمقاومة والممانعة ... وغير ذلك من عبارات الدجل والاستهلاك الرخيص المكشوف ... فهل يعتقد أن المقاومة قد تحولت من جنوب لبنان إلى شمالها ... نقول لعلكم في سكرة تعمهون من هول الأمر الذي أفقدكم صوابكم وشتت آراءكم فتاهت العقول وانحرفت البوصلات .
إن اسرائيل في جنوب لبنان .... وليست في شمالها !
وأما ذلك المختل قائد فرق الموت الطائفية الذي يدعي مقاومة أمريكا ، فإننا نذكره بأن أمريكا هي داخل العراق عند السيستاني والمالكي وليست على أرض سورية !
لقد تجاوز هذا الحلف الشيطاني كل القيم والأعراف والأخلاق ، والمعايير الدينية والعربية والانسانية ، ولم يضع نصب عينيه سوى الانتصار لحلف طائفي مقيت ، مهما بلغ هذا الاصطفاف خلف المستبدين والفاسدين من جلد المجلود وظلم المظوم وقتل المقتول ، تحت راية عمية وشعارات طائفية وأهداف جاهلية .
لقد سلك هذا الحلف الشيطاني نفقا مظلما واختاروا صراطا أعوج ، وساروا في الطريق الخطأ المسدود ، ليس لخيانتهم المبادئ والقيم الانسانية فحسب ، بل لأن تحالفهم المشبوه وأهدافهم الشيطانية قد أضلت وأعمت بصائرهم ، فتخبطت توقعاتهم وتاهت قراءاتهم حين ظنوا بأن هذا القمع الوحشي المركب ممكن إن يكسر إرادة الشعوب التي انتفضت ضد ظالميها ، بعد أن كسرت حاجز الخوف وهي تنادي بأبسط حقوقها من الحرية والكرامة .... والانسانية .