شبّيحة السياسة اللبنانيّون

د. محمد بسام يوسف*

[email protected]

خمسة وعشرون عاماً، كانت مدّة الاحتلال الأسديّ للقطر اللبنانيّ الشقيق!.. قام خلالها بصناعة فرقٍ شبّيحية متعدّدة، أهمها على الإطلاق: شبّيحة السياسة والصحافة ومراكز الدراسات!..

بعض العبيد اللبنانيّين الموالين للنظام الأسديّ، يشترون عبوديّتهم بأنفسهم.. هكذا نشأوا وترعرعوا في ظلّ مصانع التشويه البشريّ، التي شيّدها لهم -خصّيصاً- المستبدّ الأكبر: حافظ أسد، وطوّر فيها مَساوئهم طوال ربع قرن، ثم خرج جيشه من لبنان في عهد وريثه الغرّ.. فانتهى الاحتلال الأسديّ للبنان شكلاً.. لكنه لم ينتهِ مضموناً، باعتبار أنّ بعض الشبّيحة اللبنانيّين، ما يزالون يستمتعون بعبوديّتهم لآل أسد المتسلِّطين!..

هؤلاء المستعبَدون بإرادتهم ورضاهم، يظهرون على الفضائيات، لكبّ نفاياتهم من أفواههم هنا وهناك.. يواجهون بعض أبناء الشعب السوريّ بكل ما أوتوا من وقاحةٍ ونفاق، ويمارسون هواياتهم في التملّق، وفي حياكة أصنافٍ من الكذب يعجز عنها ذلك الذي يتحرّى الكذب، ويُكتَب عند الله كذّابا!..

لا أعلم لماذا لدى هؤلاء الوصوليّين جميعاً (عقدة فيلتمان)، فينسجون على قاعدتها مختلف أنواع أكاذيبهم وهرائهم!.. ربما هو وباء اجتاحهم بِـهِمّة العميد الأسديّ الفاسد (رستم غزالة)، منذ أن كان هذا الشبّيح يدوس أعناقهم في حقول (عنجر) اللبنانية!.. فما يزالون يتلذّذون بطعم بسطاره حتى اليوم!..

يُقدِّمون أنفسهم إلى القنوات الفضائية بمراتب مختلفة، فهذا عميد سابق في الجيش اللبنانيّ، وذاك مدير لمكتب دراسات، وذلك صحفيّ، و.. ويتحدّثون بعنجهية، محاولين تزوير كل صغيرةٍ وكبيرة، للتضليل.. والتضليل فحسب، ويرفعون أصواتهم وصيحاتهم بوجه كل مذيع، بل بوجه كل سوريٍّ مكلومٍ على شعبه الأعزل الذي يواجه آلة القتل الأسدية بصدره وعنقه ورأسه الحاسر!.. هكذا بكل وقاحةٍ وفجور، يتحدّثون عن الممانعة!.. وعن المقاومة التي يدعمها النظام الأسديّ!.. ويتدخّلون بشؤون الشعب السوريّ وكأنّهم ولدوا على تراب الشام، وترعرعوا في حظائر الطائفيين الأسديين!.. ويتطاولون على الحقائق، وعلى رجال سورية الشرفاء، بسفاهتهم وحقدهم، فينسجون الأكاذيب بخيوط آل أسد، ويخترعون محرِّكات البلاهة الشبّيحية من ورش الإعلام السوريّ الفاجر، ومن غباء ضبّاط المخابرات العسكرية السورية!.. إنهم لقطاء آل أسد وعبيدهم وشركاؤهم في الجريمة!..

على هؤلاء جميعاً أن يثوبوا إلى رشدهم إن كان لديهم رشد.. ولن ينفعهم أربابهم من آل أسد ومَن لفّ لفّهم، يوم تأتي ساعة الحساب الشعبية السورية، وعندئذٍ لات ساعة مندم!..

                

* عضو مؤسِّس في رابطة أدباء الشام