ملخص الأحداث في حي الرمل
نقلا عن لجان التنسيق المحلية في سوريا|| أدلى بعض الأطباء في حي الرمل الذي شهد سقوط نحو عشرين شهيدا برصاص الأمن الجمعة الماضية، بشهادتهم حول الوضع الطبي في الحي والمعاناة التي يتعرض لها المصابون والمسعفون على السواء.
ففي يوم الجمعة العاشر من حزيران انطلقت مظاهرة سلمية في الرمل الفلسطيني تجاه معسكر الطلائع، وحوالي الساعة الواحدة و…النصف ظهرا بدء إطلاق نار كثيف تجاه المتظاهرين، نجم عنه عشرات القتلى والجرحى .
ووفقا لأحد الأطباء، فقد كانت الإصابات، خلافا للأسابيع السابقة، معظمها بالرصاص المتفجر.
“وصلتنا نحو أربعين إصابة، هذا غير المصابين الذين فضلوا تلقي العلاج في المنازل بسبب التخوفات الأمنية. الإصابات معظمها في المنطقة العلوية من الجسم، بالإضافة إلى استشهاد من أصيبوا مباشرة في الرأس، حيث يكسر عظم الجمجمة ويخرج معه الدماغ”.
“معظم الإصابات كانت بالرصاص المتفجر في الأذرع أو الرأس، وهي إصابات قاتلة أو تؤدي إلى إعاقة. الطلقة المتفجرة تحدث ثقب بسيط في الدخول لكن فجوة الخروج كبيرة. هناك إصابات أيضا بشظايا القنابل الهجومية في منطقتي الظهر والصدر”.
“إحدى الإصابات كانت في الذراع برصاصة متفجرة في عظم العضد أحدثت فجوة بحجم 5 سم، تهتك في عضلة العضد وانقطاع في الشرايين والأوردة والأوتار. وقد أسعفنا المصاب بعمل حشوة بديلة عن العضلة ثم أرسلناه إلى مشفى خاص حيث أجرى عملية وصل للشرايين والأوتار، ووضعه مستقر الآن. أحد الجرحى مصاب بطلقتين في الصدر، تم إسعافه بشكل أولي ثم نقل إلى مشفى خاص حيث أجريت له عملية ووضعه مستقر الآن”.
لا أحد من المصابين يجرؤ على الذهاب إلى المشفى الوطني، لأن من يذهب إلى هناك يعتقل أو يترك ليموت. يتم الإسعاف في العيادات الخاصة وبالإمكانيات المتوفرة فيها.
وفقا لأحد الأطباء “الشهيد عبد الله علي شعبو، كانت إصابته في الحرقف الأيمن بطلق ناري، مخترق للمثانة ومستقر في الإلية. وكان لديه نزيف حاد. وقد قدمنا له الدم والإنعاش اللازم وتم إسعافه ووضع ضماد ضاغط وتوعيته من فقدان الوعي، وقال اسمه بشكل صحيح، أي أنه تجاوز الصدمة النزفية وكان جاهزا لإجراء جراحة وصل الشرايين واستخراج الطلقة، ثم يدخل العناية المشددة وقد تكتب له فرصة النجاة خلال الأربع والعشرين ساعة اللاحقة. ثم سلمناه لعائلته التي اصطحبته إلى المشفى الوطني، كي نعلم بعد ساعة فقط من وصوله إلى هناك أنه استشهد”.
“أيضا الشهيد الطفل باسل الترك، 15 سنة، الذي أصيب بتاريخ 6-5 بطلق ناري في الصدر في الرئة اليمنى تحت حلمة الثدي ب2 سم، مخترقة إلى الظهر. وقد قدمنا له الإسعافات اللازمة وكان وضعه مستقرا حين اصطحبته عائلته بسيارة خاصة في محاولة للوصول إلى مشفى خاص، إلا أن الحاجز الأمني الموجود في منطقة مسبح الشعب منعهم من المرور لنحو نصف ساعة، ثم أجبرهم على التوجه إلى المشفى الوطني. وقد توفي باسل لاحقا في المشفى. نفس حالة باسل الترك جاءتنا هذه الجمعة، وهو شاب مصاب بطلقتين في الصدر في الرئة، قدمنا له الإسعافات اللازمة وذهب إلى مشفى خاص وبقي على قيد الحياة”.
من ناحية أخرى، يقول الأطباء أنه لاتوجد سيارة إسعاف في حي الرمل، وأن لجنة الحي طالبت عدة مرات مؤخرا بتوفير سيارة إسعاف، لكن جرى الرفض بحجة إمكانية استخدامها من قبل “المندسين”.
ولا يسلم الأطباء الذين يقدمون الإسعافات الأولية للمصابين من القمع والتنكيل، حيث اعتقل العديد منهم بتهمة إسعاف المصابين ولا يزال بعضهم قيد الاعتقال حتى اللحظة، ومنهم الأطباء محمد الشيخ ابراهيم، محمد عيروط وأحمد رباح شاكر الذين اعتقلوا منذ نحو أربعين يوما.