مرحى لجيش النظام الأسدي
مرحى لجيش النظام الأسدي
د.عثمان قدري مكانسي
[email protected]
-
يحشد
النظام الأسدي منذ أسبوع حشوداً كبيرة على الحدود السورية العبرية ! في جسر الشغور
الحدودية بين البلدين !!! وهذا دليل كبير على الوطنية الصادقة للنظام الفاشي الذي
يقاتل عدوه فقط ! ويحافظ على أمن صديقه .. إنها ممانعة واضحة أيها النظام الأسدي
الوطني .
-
النظام يقاتل بعض الوحدات الشريفة التي انشقت عنه حين رأت قادة النظام الدمويين
يمعنون في الشعب الذي رفضهم قتلاً وإرهاباً وتدميراً، ويدّعي أن المتظاهرين
السلميين مسلحون ، فيغتال كل جندي وطني شريف ويتهم المتظاهرين السلميين أنهم مسلحون
ليبطش فيهم ويخرس كلمة الحق والحرية .
-
سياسة الأرض المحروقة من حرق المحاصيل ، وتدمير البنى التحتية للشعب المنكوب بهذا
النظام العميل – الممانع – رسالة على أنه النظامُ الجدير بالحفاظ على أمن إسرائيل ،
التي لا ترى خيراً منه في تنفيذ هذه المهمة . والنظام بهذا الفعل الإجرامي الشنيع
يطالبها ويرجو من الغرب الذي زرعها في قلب أمتنا أن يتغاضى عن إجرامه في شعبه ، بل
يطلب منهم أن يعينوه ويجددوا ثقتهم به.
-
ولا
ننسَ أن أهل القرى حول جسر الشغور شاركوا بمظاهرات سلمية في التعبير عن رغبتهم في
إسقاط النظام الدموي الخائن ، فأراد النظام أن يلقنهم درساً قاسياً في الطاعة
العمياء لنظامه الرديء العفن ، الذي باع الجولان ليقبض الثمن رئاسة يرثها أبناؤه من
بعده.
-
وقد
مشّط جنود النظام القرى المعادية المحيطة بجسر الشغور فشرّد أهلها وطارد شبابها
الذين أثبتوا ولاءهم للحرية ورفضهم للظلم والإرهاب الأسدي السفاك . وألجأ المواطنين
إلى التشتت في الجبال والوديان ، واضطر الآلاف منهم إلى النزوح إلى تركيا بحثاً عن
الأمان وخوفاً من الإبادة ، ولا شكّ أن من يأبى الخنوع للنظام الوطني ! يفقد حق
المواطنة الصالحة ويلاحق بحدّ الحَرابة !...
-
مرحى
لجيش النظام الذي ما إن دخل جسر الشغور حتى أتم فعلته الإجرامية في قتل الجرحى و"
طهر المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة " ومن فمك أدينك ، فقد أعلن تلفزيون
النظام أن "وحدات الجيش تدخل جسر الشغور وتطهر المشفى
الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة".
قالها ، ففضح نفسه وأدانها .
-
وللواجب الملقى على عاتق جيش النظام في استعادة الأرض السليبة من العدو الغاشم
المحتل فقد شوهد في أرض المعركة مئات الدبابات التي لم تستعمل في حرب العدو
الإسرائيلي في هضبة الجولان وكادت تصدأ في مخازنها ، شوهدت وهي تصلي الشعب الأعزل
نارها في جسر الشغور وما حولها ، وتدمر بيوته وتهدم محاصيله جزاء وفاقاً ، وشاركت
المروحيات التي لم نر لها أثراً في الحروب السابقة على الجبهة والمجهزة بالرشاشات
تحلق في سماء مدينة جسر الشغور تصطاد العدو التاريخي الحقيقي للنظام المتهاوي – إن
شاء الله عما قريب – وما ذلك ببعيد.
-
وقال
شاهد عيان للجزيرة في اتصال بالقرب من جسر الشغور إن الدبابات دخلت من المحورين
الجنوبي والغربي حيث قصفت المستشفى، كما
شوهد الدخان يتصاعد من الجهة الشمالية، مشيرا إلى أن الاشتباكات التي يتحدث عنها
ربما تكون بين الجيش والوحدات المنشقة، رغم أنه أوضح أن المدينة خالية وأن المنشقين
انسحبوا منها.
-
وقد
خلت المدينة من جميع سكانها -البالغ أكثر من خمسين ألف نسمة- فرارا من "عمليات
القمع" بعد الذي شاهدوه من "تنكيل بالأطفال والنساء" في درعا ومناطق أخرى، وقد نزح
بعضهم نزح لقرى مجاورة بينما اتجه آخرون صوب تركيا.
-
لقد
بدأالجيش البطل يشعر أنه لم يُنشأ ليقتل أهله ومواطنيه ، فأعلن بعضهم رفضه لعمليات
القتل ، فكان جزاء الشرفاء أن يعدموا ، فعل النظام بهم ذلك ليخيف من في قلبه إيمان
وفي صدره مروءة . لكنّ ذلك لم يثن الضباط والجنود أن ينشقوا جماعات وفرادى وينحازوا
إلى صف أهاليهم وأبناء وطنهم ، هؤلاء هم الذين سيكثرون وينحازون إلى الحق ويقضون
على الباطل وأهله ...
-
وإن
غداً لناظره قريب .