جسر الشغور... جسر إلى الحرية
جسر الشغور... جسر إلى الحرية
علي الأحمد
نقترب من نهاية الشهر الثالث من هذه الثوره العظيمه المباركه في أرض الشام ...وتتوالى المواجهات بين الشعب الاعزل الا من إيمانه وعقيدته ، والنظام الطائفي المتغطرس المتكبر الاحمق الذي لا يفهم الا لغة القوة وبطش المتجبرين . نظام غبي أحمق ما زال يظن أنه يعيش في القرون الوسطى ويمارس سياسة الغاب في مجاهل إحدى الغابات الاستوائيه .
فبعد درعا وما حصل فيها من ترويع وإنتهاك للحرمات ، جاء دور الرستن وحمص وتلكلخ ، واليوم جسر الشغور والمعره وجبل الزاويه ، وكأن هذا البلد وأهله اإنما هم عبيد او رعاة في مزرعة هذا الحاكم الوغد وأخيه يسومهم سوء الخسف والعذاب .
قتل بلا تمييز ، وإرهاب للآمنين بلا شفقه ولا مراعاة لكهل أو لإمراة او حتى للمعاقين ، حرق للزروع وإبادة للحيوانات الاهليه وكأنه يريد ان يقول أنه يعادي كل شيء على تلك الارض حتى الزرع والدواب . لم تعرف سوريه بكل تاريخها غزاة ولا بغاة أشد من هؤلاء وأبشع ، ولا أقسى وأفظع ، وكأن قلوبهم قدّت من نار او من صخر او فولاذ .
وفوق كل هذا وذاك ، منع للاعلام العالمي والعربي من الوصول وتغطية ما يحصل ، والاصرار على ترديد الاكاذيب والقصص الخياليه التى يعجز عنها حتى مؤلفوا الروايات ، من إدعاء ان المتظاهرين مندسين او متطرفين ، الى القول بأنهم إنما خرجوا لشكر الله على نعمة المطر ، وآخر نكته كانت هي ان النازحين السوريين على الحدود إنما يقومون برحلة جماعيه لزيارة أقاربهم على الحدود التركيه .
لم يعد يمنعهم من ذلك خجل أو حياء ، ولا غرابة في ذلك لان من يتجرأ على قتل الناس بكل تلك البرودة واللامبالاة فإنه لن يتورع او يخجل من ترديد أكاذيب وقصص لا وجود لها في الواقع .
جسر الشغور ، تلك المدينة الوادعة الامنة على ضفاف العاصي ، تتلقى اليوم أشد الضربات قسوة على يد العلوج النصيريين الاوغاد ، بلا شعور بالرحمة على أطفالها ونسائها الذين هاموا على وجوههم ينشدون عطف وحنان جيرانهم الاتراك العثمانيين الذين فتحوا لهم بيوتهم وأرضهم ويقدمون العون والدواء لجرحاهم ومرضاهم .
جسر الشغور ... جسر الى الحريه ، ومن جراح أبنائها سيصنع فجر جديد لسوريه الجديده الحره العاليه الشامخه الابيه .. سوريه الغد المشرق بلا خوف ولا قمع ولا أجهزة أمن ، سوريه لكل أبنائها وليس لفئة قليلة باغية مجرمة تهلك الحرث والنسل وتعيث في الارض فسادا .