الجامعة العربية وطروح المناقصات في القمم العربية

الجامعة العربية

وطروح المناقصات في القمم العربية

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

هي لعبة الكراسي إذاً...............!؟

في مبنى الجامعة العربية وضع عدد من الكراسي  وبعد الغداء والعشاء والسمر وانتفاخ الكروش للزعماء

وصافرة تعلن انطلاق المباراة

اللعبة ليست صعبة  هي بالآصل تحتاج لسرعة في الحركة ومن المفروض أن يكون عدد الكراسي ينقص واحداُ عن عدد اللاعبين , ولكن قواعد اللعبة هنا تختلف بحيث يكون عدد الكراسي مساوياُ لعدد اللاعبين , وهنا لايحتاج الآمر إلا لدورة واحدة وكل يعود لمكانه جالساُ مستريحا من عناء اللعبة

وابتدأت اللعبة وتمت الدورة وعاد الجميع , فالعرش مخصص ومسور ومحمي بكل الجيوش فلا خوف ولا وجل من الخسارة أوالسقوط

منذ نصف قرن مضى وعندنا الحكام مصنفين لصنفين ونوعين من أنظمة الحكم

الحكم الرجعي العميل لآمريكا والحكم الثوري العميل لروسيا

والشعب هو العدو الوحيد , فلا القوتين تريدان إزاحتهما عن تلك الآماكن وبالتالي فلا خوف منهما , والخوف الآعظم من الداخل لتصرف المليارات على الجيش والآمن لحماية مكان الجلوس حتى الموت

وفي كل فترة من الزمن تطرح مناقصة

هذه المناقصة تتم

تأتي الآوامر من القيادة العليا للداعم الحقيقي للوجود المستديم لهذا الحاكم في التخلي عن جزء عزيز من الوطن والشعب في مقابل البقاء على الحكم

وتطرح المناقصة في أروقة الجامعة العربية

وكانت أن رست أولى المناقصات على فلسطين , باعتبار الصهيونية الركيزة والداعمة المتينة لبقاء الكرسي اللعين

ثم تلاها المناقصة الثانية , على الآراضي العربية المحتلة , وبعدها على جنوب لبنان , ومن ثم على العراق , وحالياُ تنفذ على اليمن وليبيا

ذهب جنوب السودان وكانت تلك المناقصة من نصيب عمر البشير , وقبلها العراق وفازت فيها إيران , كما فازت في لبنان

والآن المناقصة تدور فيها بعطائين متنافسين وبشكل قوي بين تركيا وإيران على كرسي الحكم في سورية

قد يسخر الكثير من ذلك , فقلعة الصمود السوري ستزول بزوال الحاكم الحالي , والشعب فيها مجرد رعاع , والرعاع يحتاجون لمعلم ناجح ومربي فاضل وقائد شجاع , وبما أن الشعب السوري يتصف بهذا

فما الفارق عنده بين هذا أو ذك ؟

والكل يتعجب أو يستغرب من السكوت المطلق من قبل الآنظمة العربية , وعدم الإهتمام بالداخل السوري , والدم الذي يسيل فيها أنهاراُ وكأن الآمر لايعنيهم لامن قريب ولا من بعيد

يبطل العجب عندما نجد أن المناقصة على الوطن السوري هو نهايته بين فريقين تركي وفارسي , وسترسو حتماُ المناقصة على أحد الفريقين , بعد أن تخلت الدول العربية عن المنافسة , كما فعلت في ثورة ليبيا عندما أعطتها لحلف الناتو

ونسوا هؤلاء الحكام ظهور منافس قوي جداُ أقوى من أمريكا وإسرائيل وإيران وروسيا وتركيه

هو ذلك الطفل  حمزة الخطيب وثامر وتلاميذ الصف الرابع الإبتدائي في درعا

البوعزيزي عنوان القوة الرمزية لخروج تلك القوة والتي فاقت كل القوى الآخرى في تونس الخضراء , وخالد سعيد في مصر , وفي اليمن السعيد الكثير والكثير

منذ أكثر من نصف قرن هذه القوة الكامنة مغيبة في الدهاليز والقبور والمنافي

لقد حان الوقت وجاءت شمس الحقيقة ناصعة

لقد كشفت هذه القوة الثائرة كبراكين هائلة خرجت من تحت طبقات كثيرة من تحت الآرض , وهي التي ستطرح المناقصات على هؤلاء الحكام وياليتهم حكام وإنما رعاع أغبياء وخونة , باعوا وسيبيعون كل شيء في مقابل الخازوق

ستطرح هذه الشعوب المناقصة على هذه الآنظمة والتي سقطت وستسقط بعدها , ربما على حبالَ لشنقهم , أو على أقفاص يتم وضعهم فيها لتكون في حدائق الحيوانات , وحتما سيصيب تلك الحيوانات الموجودة الإكتئاب لوجودهم في حديقتها

فمن كان يؤمن بأنه ولي أمر شعب ولي عليهم وليس هو بخيرهم وإنما عوناً لهم ويشاركهم في البأساء والضراء , لن يكون مكانه قفص في حديقة الحيوان ولن تجرى مناقصة لشراء حبال , وإنما سيكون هناك مناقصة على مؤلفات وكتب وأوراق تذكر محاسنه , وليست للعنه أو شتمه

يقول الشعب الآن لقد انتهيتم وانتهت عروضكم ومكانكم أيها الآنظمة أصبح معروفاً ولن يغادر  منكم أحدا

هو المصير الحتمي لكل خائن وعميل وتاجر بأرواح شعبه الحر الآبي.