إجازة في وطني سوريا 4

إجازة في وطني سوريا

الحلقة الرابعة والأخيرة

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

كيف رحبنا في سوريا بإخواننا الجنوبيين في عدوان ٢٠٠٦

 وكيف عاملنا السيد حسن نصر الله عام ٢٠١١  

 

الأخوه والأخوات

اليوم هو ١٢ تموز / يوليو ٢٠٠٦ أمضينا من إجازتنا نصفها تقريباً,إلتقينا خلالها بالأهل والأقارب والأصدقاء وتعرفنا على وجوه جديده في عيونهم بريق أمل لبناء وطن قوي وليس وطن بناه النظام على هيئة مزارع  يتقاسمونها علية القوم ثم يأتون بأجيالنا خدماً لهم في مزارعهم....إنقطع البث التلفزيوني فجأة ليطل علينا المذيع ويخبرنا بأن إسرائيل شنت حرباً مدمره على لبنان وأن المقاومه بدأت بالتصدي لها بكل إمكانياتها وشملت الحرب والتي إمتدت ٣٤ يوماً مناطق مختلفة من لبنان، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية وفي العاصمة بيروت، وفي شمال الكيان الصهيوني، في مناطق الجليل، الكرمل ومرج ابن عامر..شعوبنا العربيه متشوقه لصمودٍ واحد... ولا أقول إنتصاراً واحداً, فالإنتصار له مقوماته وأولى هذه المقومات نظام وطني مخلص وشعبٌ يدعم نظامه ,وهذا بعيد المنال في دولة كسوريا نظامها أتى إلى الحكم بعقد إذعان ضد رغبة الشعب وبمقايضه تم بموجبها بيع الجولان مقابل تسليم مقادير سوريا إلى آل الأسد.

  فمن أجل تحقيق صمودٍ واحد وقف الشعب السوري خلف المقاومه في حرب تموز / يوليو ٢٠٠٦  .

إسرائيل إستعملت في حربها كل صنوف الأسلحه الفتاكه مما ولّد موجات هجرة جماعيه من قرى جنوب لبنان الى شماله ,ولكن المكان الأكثر أمناً لهم كان سوريا ,فبدأت موجات هائله من المهجرين تدخل سوريا حتى وصل مجموعات كبيرة منهم إلى مدينتي حلب.أبناء الشعب السوري عبّروا عن أصالتهم ووطنيتهم فبدأ يستقبل الشعب اللبناني الجنوبي في بيوتهم ووفر لهم الملاذ الآمن فكان أمراً طبيعياً لشعوب مصيرها واحد وأهدافها واحده .

الإخوه والأخوات

بعد أيام من الحرب ذهبت مع أصدقائي لفرع نقابة المهندسين والذي أُحدث فيه مركزاً للتبرع المالي إسوة بمراكز عديده أُنشئت في سوريا لهذا الغرض وذلك لأ قوم مع إخوتي وأخواتي بواجب التبرع بعيداً عن تدخل النظام السوري حيث لا ثقة للشعب بنظامه.

أعزائي القراء

أكتب لكم ملخصاً لزيارتي مع العائله لسوريا بعد إنقضاء خمسة أعوام عليها لأصل بكم اليوم عن أحداث كبيره في وطني دخلت مرحلة الثوره التي لاتراجع عنها  الا بتحقيق النصر المؤزر بإذن الله.

وماذكرته لكم وعلى مدى اربع حلقات من إجازتي في سوريا من تسلط النظام وزبانيته ومخابراته الا عاملاً من عوامل قيام هذه الثوره المباركه, ويحزنني أن أقول لكم أنه بالرغم مما ذكرته عن وقفة الشعب السوري بكل أطيافه في عام ٢٠٠٦ مع حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله  ودعم عوائل مقاتليهم وإستقبالهم في بيوتنا,الا أن السيد حسن نصر الله قابل الشعب السوري في عام ٢٠١١ عام الثوره السوريه المظفره بالجحود والنكران .فقام رجاله وفي منطقة تلكلخ ومناطق حدودية أخرى بتسليم أبنائنا من افراد الجيش السوري الذين إلتجأوا إلى لبنان والذين رفضوا توجيه سلاحهم إلى صدور إخوانهم, قام بتسليمهم إلى القتله من أزلام النظام ليعدموهم فوراً وامام أهلهم وأخوانهم. ناهيك عن تسليمهم لمئات المدنيين السوريين إلى رجال المخابرات ليحشروهم بأقبيتهم كالأنعام حتى لايبق لهم بعد ذلك ذكرى.فإلى السيد حسن نصر الله أقول وبكل صراحة وصدق وعفوية ووطنيه:إن وقوفك مع نظام قاتل مغتصب مراوغ سمسار وبائع لأرض الوطن لقاء عقد أجار لحكم سوريا ضد ثلاث وعشرين مليون نسمه من الشعب السوري هوخسارة جسيمة لك ولحزبك لن يغفرها لك الشعب السوري أبداً .

إخوتي وأخواتي..

قاربت إجازتنا على الإنتهاء وكان أحلى ما فيها أني أعدت ما أنقطع مع أبناء وطني الطيبين,وأسوأ ما فيها وما أكثره الوجه الأسود للنظام والمنتشر في كل مكان كأنه السرطان...

ودعنا الأهل والأصدقاء وغادرنا مطار حلب بإتجاه قاهرة المعز وأم الدنيا والشقيقه الكبرى لسوريا ..الدولتان اللتان قادهما صلاح الدين للإنتصار فقدما للأمة العربيه والإسلاميه المثال الأسمى لمعنى الإنتصار ودرساً لكيفية تحقيق هذا الإنتصار ... 

البحر الأبيض المتوسط يبدو لي من نافذة الطائره بموجه اللامع كعقد من الألماس في عنق صبية حسناء...وقطع من غيوم خريفيه متناثره تخترقها طائرتنا المتوجه جنوباً نحو وطني الثاني مصر...وأمل يراودني بنصر شعبي قريب يعيد للوطن زهوه وإنتصاراته....

أغمضت عيني وعلى شفتي آثار من نشيد بلادي حماة الديار

http://youtu.be/8_R_knl_3NQ...

 نشيد وطني هديتي لكم

شكراً أعزائي لمتابعتكم الحلقات الأربعه من( مسلسلإجازه في وطني سوريا عام ٢٠٠٦ 

مع خالص تحياتي