تحية، وتهنئة لليمن "السعيد"

تحية، وتهنئة لليمن "السعيد"

وللشعب اليمني "الأسعد"

أ.د. ناصر أحمد سنه - كاتب وأكاديمي من مصر

E.mail:[email protected]

تحية إلي أرواح شهداء الحرية والتحرر والتحرير والكرامة في اليمن.

تحية إلي الذين بذلوا ـ من أجل حياة كريمة حرة ـ كل غالِ ونفيس.. دمائهم الذكية.

تحية إلي شهداء يوم "الجمعة الدامي" 18/3/ 2011م في ساحة التغيير بالعاصمة اليمينية.

تحية إلي شهداء مجازر ومذباح تعز "الصمود"، والأباء.

تحية إلي من بصدورهم العارية، يقتلون، وإلي عشرات المئات من الجرحي، بتطلعهم للحرية، يتساقطون.

تحية إلي كل الجرحي، والمفقودين، وأسر الضحايا، والجرحي والمفقودين.

تحية إلي الشجعان المرابطين، الأوفياء لدماء الشهداء، خلال 4 أشهر من الصمود الشعبي السلمي.

تحية لكم ـ أخوتنا واشقائناـ لأنكم "انتصرتم علي أنفسكم أولاً"، فقتلتم الخوف داخلكم، وزرعتم الإرادة العازمة، فصبرتم وصابرتم، وانتصرتم، وسنتصرون بعون الله تعالي وفضله.

لما بلغ السيل الزبي، ضربتم ـ أيها الشعب اليمني العظيم ـ أروع المثل. كنتم ـ ومازلتم ـ"غزيري الحكمة"، و"الحكمة يمانية". إصرار علي التعبير عن الرأي من خلال التظاهرات والإعتصامات سلمية، والآخر يجرونكم لتكون دموية. في بلد ما ما أكثر شيوع السلاح فيه، وما أسهل ترويجه واقتنائه.

لقد انتصرتم علي نظام غنائم، لا مغارم، نظام مُلك جبري عضود، وتمّلك وتوريث، وقهر وإذلال، وفقر وإفقار، وفساد وإفساد.

مضي وولي زمن القهر، والخوف والإذلال، والظلم، وخاب وخسر من راهن علي موت الشعوب. الشعوب لا تموت، ومتحكميها إلي زوال.

«حرية حرية.. اليوم عيد الحرية»، و«خلاص، سقط النظام»، «اليوم يمن جديد».

تهنئة إلي المحتشدين الفرحين المستبشرين بأول خطوات التحرير، السالكين طريقه الشاق الطويل.

آن لكم أن تتنسموا عبير الحرية ضمن ربيع الثورات العربية.

آن لكم أن تشعروا بالفرح.. فرح "الشهادة"، والعزيمة والإرادة والصمود والإباء والشجاعة والكرامة.

آن لكم أن تحققوا تطلعاتكم المنشودة، وأن تبنوا دولة.. أنموذجا، وترسخوا وحدتكم: "يمن واحد"، ينعم بالحرية والكرامة والمساواة والعدالة والمشاركة الخ.

ستنهض ـ يا يمننا الجديدـ من جديد لتصل ما انقطع من حضارتك العريقة، وريادتك التليدة، وثقافتك المجيدة، ووحدتك الرشيدة.

مالذي يريده "الربيع الثوري المتصاعد" غير الإعتراف بالشعب العربي "الصابر كثيراً"، المتطلع لـ"تقرير مصيره" بنفسه، ونيل كرامته وحريته، والشعور بحياته، ومشاركته في صنع قراره.. فهل هذا بعزيز أو مستحيل؟.

التغيير سنة الحياة، والعقم والفناء صنو الجمود والتخلف، والظلم والقهر.

اننا أمة نستحق ـ حضارة وريادة، نماء وتنمية، ثقافة ومثاقفة ـ أكثر بكثير من هذا الذي أوقعونا فيه!!.

مرة أخري: تحية وتهنئة إلي صنعاء وعدن وتعز والضالع ومأرب وشبوة والمعلا وأبين وغيرها.

تحية وتهئنة إلي "السعداء"، في اليمن "السعيد/ الجديد". نحن سعداء بسعادتكم، نشارككم أفراحكم، ما يسعدكم يُسعدنا وما يفرحكم يفرحنا، ما يؤلمكم يؤلمنا، وما يحزنكم يحزننا.

لا، ولم، ولن ننسي أشقائنا الصامدين في ليبيا الشقيقة، وسوريا ـ حمزة الخطيب ـ الحبيبة. تحية لهم، نفوسنا وارواحنا معكم، مصابكم مصابنا، المكم ألمنا، وعزكم عزنا، ومجدكم مجدنا. قريباُ ـ ايضاً ـ نهنئكم بكشف الله تعالي عنكم الغمة، وتحقيق رغبتهم وارادتهم في حياة حرة كريمة.

نحن شعب واحد، وطن واحد، أمة واحدة:"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء: 92).