مجزرة ضد اللاجئين في مخيم اليرموك

إعلامي فلسطيني يتهم "القيادة العامة"

بارتكاب "مجزرة" ضد اللاجئين في مخيم اليرموك

دمشق - خدمة قدس برس

اتهم إعلامي فلسطيني "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"، بارتكاب ما وصفه بـ "مجزرة بشعة" بحق اللاجئين في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، مساء أمس الاثنين (6/6)، وذلك خلال تشييع جثامين الشهداء الذين سقطوا خلال مسيرات العودة على مرتفعات الجولان المحتلة الأحد الماضي بنيران الجيش الإسرائيلي.

وأكد ماهر حجازي، الإعلامي والباحث في ملف الأسرى واللاجئين الفلسطينيين، والذي قال إنه شاهد عيان على ما حصل، قيام مسلحين من الجبهة الشعبية "القيادة العامة"، كانوا يحرسون مقر الجبهة، بإطلاق الرصاص الحي والقنابل باتجاه اللاجئين الفلسطينيين الغاضبين، الذين كانوا يهتفون ضد الفصائل وضد "القيادة العامة" على وجه التحديد، حيث اتهموا هذا الفصيل بتحريض أبنائهم على الذهاب إلى الجولان وتوفير السلاح لهم، إلا أنه تخلى عنهم.

ونقل عن المشيعين قولهم: "إن القيادة العامة وعدت الشبان بإعطائهم سلاحًا ليقاتلوا في الجولان، إلا أن القيادة العامة أخلت بوعودها تجاههم، حتى أنها لم ترسل سيارات نقل لإعادة الشبان من مجدل شمس"، متسائلين "لماذا لم يدافع مرافقوا أنور رجا (الناطق باسم الجبهة الشعبية – القيادة العامة) الذين يحملون السلاح عن أبناء شعبهم، حيث اكتفى رجا بالحديث إلى إحدى الفضائيات من موقع الحدث "هنا الجنة". فلماذا لم ينضم إلى أبناء شعبه ويلحق بهم إلى الجنة"، على حد تعبيرهم.

وأضاف: "بدأت الحادثة عندما انطلقت الجموع البشرية من أهالي مخيم اليرموك يشيعون في موكب جنائزي مهيب شهداء يوم النكبة العشرة من أبناء المخيم. وهتفت الجموع للشهيد وللثأر والانتقام من الأعداء الجبناء، وما أن وصلوا المقبرة لتبدأ أولى الاشتباكات، حيث رفض أبناء المخيم أن يتحدث ماهر الطاهر مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج وبدأ التدافع فقام مرافقه الشخصي باطلاق الرصاص في الهواء ليتأزم الموقف، فاندفع عشرات المشيعين تجاههما، حيث أجبر الطاهر ومرافقه الى اللجوء الى إحدى الشقق السكنية القريبة من المقبرة، وحاول مجموعة من الشبان اقتحام الشقة وقد حطموا زجاجها. وبعدها بدأ المشيعون بالهتاف باسقاط الفصائل، وركزوا في هتافهم ضد أحمد جبريل والقيادة العامة، وأخذوا يصيحون بالتوجه الى مقر الجبهة المعروف بمبنى الخالصة في مخيم اليرموك منطقة شارع الثلاثين".

وتابع حجازي سرد ما جرى: "عند الساعة الخامسة عصرًا (من يوم أمس الاثنين)؛ توجه الفلسطينيون الغاضبون إلى مقر القيادة العامة، وحسبما قيل بأن أحمد جبريل (الأمين العام للجبهة) موجود داخل المقر، اندفعت الجماهير الفلسطينية تقذف بالحجارة مقر القيادة العامة، لكن للأسف بدأ حراس المبنى وحراس قيادات الجبهة بإطلاق الرصاص الحي والقنابل تجاه الفلسطينيين الغاضبين، وبشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاد ما يقرب خمسة شهداء واصابة العشرات بجروح"، كما قال.

وأضاف: "حالة من الذعر والارباك عاشها الفلسطينيون يوم أمس في مخيم اليرموك، حيث استمر اطلاق النار من مبنى القيادة العامة والقاء القنابل تجاه اللاجئين، بالمقابل حرق الغاضبون سيارات للقيادة العامة واندلعت النيران في المقر، كما تمكنوا من الإمساك بأحد مقاتلي الجبهة، لكن للأسف قتلوه ورمي في الشارع، وأخذوا سلاحه".

وختم قائلًا: "إنه شيء يدمي القلب ويبكي العين كيف تحولت المعركة وتغير مسارها، فالبنادق التي كان من الأجدر بها أن توجه إلى صدور الأعداء الصهاينة في مجدل شمس المحتلة، والتي كانت تتبختر هناك على أكف مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، بينما كان الشبان الفلسطينيون يذبحون الواحد تلو الآخر، كانت هذه البنادق خجلة متأرنبة أمام العدو الصهيوني، وكأنها لا تحمل إلا للزينة والتبختر، لكن سرعان ما أن توحشت لتتغول في دماء الشعب الفلسطيني الذي حمل أحمد جبريل والقيادة العامة خصوصا والفصائل الفلسطينية عموما المسؤولية عن الدماء الزكية التي ازهقت في الجولان"، على حد تعبيره.