اللاانقسام... اللامصالحة
ثامر سباعنه
سجن مجدو - فلسطين
تم توقيع المصالحه الفلسطينيه في القاهره ، المصالحه التي كانت خطوة كبيرة تلملم انقساماً دام ما يزيد على 4 سنوات، لم ينج من تداعياته أحد فلسطيني او حتى عربي ، وعصف بالشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده. وأخّر القضية الفلسطينية خطوات إلى الوراء.
لقد استبشر الفلسطينيين خيرا عند سماعهم اخبار التوقيع على المصالحه وسارع المئات للخروج للشوارع للتعبير عن فرحتهم وسرورهم لانتهاء سنوات الانقسام ، وظن الشعب الفلسطيني ان بركات التوقيع سوف تبدأ مباشرة بعد الانتهاء من الاحتفال بالقاهره وعودة الوفود للضفة وغزة ، لكن!!
اللاإنقسام اللامصالحه هو افضل وصف للحال الذي تحياه الضفة الغربية بعد توقيع المصالحه، صحيح ان الاعتقالات والاستدعاءات قد خفت لكنها لازالت موجوده وكذلك لازال اكثر من 144 معتقل في سجون السلطه بالضفة الغربية ، ويتعبر هذا اكثر الملفات حساسيه في المجتمع الفلسطيني الذي عانى من الاعتقال عند الاحتلال الصهيوني لعشرات السنين ، ومطلب الافراج عن المعتقلين ووقف الاستدعاءات ليس مطلب خاص لحركه حماس انما هو مطلب شعبي عام لما للاعتقال السياسي من تأثير سلبي على النسيج الاجتماعي في كل فلسطين .
ان وضع اللاإنقسام اللامصالحه الذي نحياه بالضفه الغربية يشير بوضوح الى ان التوقيع على إنهاء الانقسام تم على الورق فقط ولم ينزل الى الشارع ليلامس حياة المواطن اليومية وآماله التي ضاعت لاربع سنوات عجاف من الانقسام والضغط النفسي والاحتقان الداخلي التي مل منها المواطن الفلسطيني واشتاق الى لحظه الانعتاق من أعباء الانقسام .
ان المطلوب هو الخروج من وضع اللاإنقسام اللامصالحه والاتجاه الصحيح والسليم والسريع نحو المصالحه الحقيقيه الفعليه لتصبح أمرا واقعا في الضفة الغربيه ، يحياه ويعيشه كافة الفلسطينيين، وذلك لتقويه الجبهة الداخلية الفلسطينية ثم التوجه نحو الهم الفلسطيني الأكبر ألا وهو الاحتلال الجاثم على فلسطين منذ عشرات السنين ، فنحن لن نكون أقوياء أمام العدو المحتل ونحن ينخرنا الضعف والوهن الداخلي.