رسالتي إلى المعارضة في مؤتمر انطاليا التركية
رسالتي إلى المعارضة
في مؤتمر انطاليا التركية
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
كنت أحلم منذ زمن بعيد بمؤتمر كهذا وكتبت عنه الكثير ودعوت إليه قبل الثورات العربية وبعدها
وقد تحقق حلمي في انعقاد مؤتمركم هذا
فليس المهم انعقاد المؤتمر في أجمل المدن التركية , وليس المهم ان تجتمعوا في هذا المكان
ولكن المهم ان يكون اجتماعكم هذا بعيداً عن شكل مؤتمرات القمة العربية , وأن تتفقوا من حيث لم تتفقوا على شيء
وأمام المؤتمر خيارين اثنين لاثالث لهما
فالخيار الأول وهو الذي نحلم فيه
فأمامكم ثلاث نقاط رئيسية , وإن اتفقتم عليها سيشهد الناس أجمع وسيشهد التاريخ عليكم في المستقبل , بأنكم تمثلون مكاناً رائعاً ومتقدما في ضمير الأمة وفي ضمير الشعب السوري المظلوم
1- الإتفاق على اسقاط النظام وعدم الإنجرار لحلول وسط أو مفاوضات أو حوار , وعندما تتفقون على هذه النقطة والتي تجعلنا نقفز للفقرة الثانية أو النقطة الثانية
2- تشكيل قيادة منتخبة منكم مهمتها دعم الثورة في الداخل على المستوى المادي والإعلامي والسياسي وتشكيل غرف عمليات إعلامية على نقاط الحدود المشتركة مع سورية وتقديم اللازم وما يحتاجه الشباب الثائر في سورية حتى انتصار الثورة , وعلى المستوى الخارجي التحرك بسرعة في المحافل الدولية وأمام السفارات السورية وعند مكاتب الأمم المتحدة , والحكومات والبرلمانات العالمية لشرح مايجري في سورية
3- تشكيل لجنة من المختصين في مجال الإقتصاد وإعداد دراسة كاملة لتنفيذها على اأرض الواقع بعد سقوط النظام وانتصار الثورة
أما الخيار الثاني والذي يراهن عليه الكثيرون , وخصوصاً النظام في سورية وأتباعه ومؤيدوه , بأن مؤتمركم هذا إن هو إلا عبارة عن سياحة في منطقة جميلة في تركيه وبعدها كل يغني على ليلاه , وكل لاليلى له
فاتفاقكم هو خير واجتماعكم على الخير هو الفائدة القصوى لكم بشكل خاص وللوطن بشكل عام
وأكيد الكثيرون منكم قد تعرض لشتى انواع الظلم , والمناظر والأخبار المرعبة والتي تمارس على الأرض من قبل هذا النظام المجرم والذي يستعين بمرتزقة من لبنان وطهران وغيرها
وصورة الطفل الشهيد حمزة يجب أن تكون في قلب وعقل كل واحد فيكم
فنساؤنا في السجون تغتصب ورجالنا تنتهك حرماتهم والبيوت صارت لاحرمة لها , والمعتقلات من أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا يذيقهم المجرمون شتى أنواع العذاب
كل هذا وإن خرجتم بدون اتفاق فاعلموا أن كل شخص سوري حر سينظر إليكم نظرته لعناصر الإجرام في سورية
وعندها لن تمثلون عنده إلا عدو مضاعف
فاختاروا بين أن تكونوا من نخبة الأحرار أو اختاروا أن تكونوا من عناصر النظام
وأملي أن تتفقوا لنقول لكم في ختام رسالتي هذه تستحقون القول :
السلام عليكم
ملاحظة بسيطة بما أنني لست مدعوا للمؤتمر فأرجو أن يوصلها أحد قارئيها إليهم