استشهاد "أبو عين" - الجريمة" الصدمة

استشهاد "أبو عين" - الجريمة" الصدمة

رضا سالم الصامت

كالعادة اسرئيل تجرم في حق شعب فلسطين المناضل و هذه المرة بدم بارد خنق جنود الاحتلال الاسرائيلي وزيرا فلسطينيا بعد ان أشبعوه ضربا و ركلا ، بل هشموا أسنانه و كسروا عظامه و العالم يتفرج لا من رقيب و لا حسيب  - جريمة شنيعة واضحة المعالم ، منظمة  و موثقة . قد تكون  كغيرها من جرائم  و وحشية  الجيش الاسرائيلي و قطعان المستوطنين فحتى تقرير الطب الشرعي لم يكن في مستوى وظيفته ، فقط اعلن و كأنها مجرد وفاة  عادية الغرض من التقرير انصاف الضحية و الجلاد وكانت نتائج تشريح جثمان الشهيد أبو عين، قد أثبتت أن وفاته  «هي وفاة إصابية المنشأ نتيجة الضرب الذي سبب نزيفاً في الشريان التاجي، ما يعني أن الوفاة غير طبيعية»، فيما أكد وزير الصحةالفلسطيني أن الطبيب الإسرائيلي حين كوغل الذي شارك في التشريح رفض التوقيع على التقريرولكن كوغل رئيس معهد الطب العدلي في إسرائيل قال في وقت لاحق إن تشريح الجثة أظهر أنه مات متأثرا بانسداد وريد جراء ضائقة نجمت على ما يبدو من ليّ عنقه على يد جنديقد سبق لاسرائيل  أن قتلت أبو عمار بالسم الزعاف  و هنا لسائل أن يسأل هل اسرائيل تطور إجرامها  إلى حد  رهيب كهذا

بالأمس قتل عرفات  رئيس منظمة التحرير الفلسطينية  و اليوم يقتل وزير  فلسطيني  فهذه الجريمة " الصدمة، لا تغيير الأداء مطلقا ، و لا تثني شعب فلسطين الأبي من ان يتخلى عن حقوقه في بناء وطنه الحر المستقل و يزيده اصرارا على مواصلة الكفاح  من اجل حريته و تقرير مصيره . و باستشهاد "أبو عين"  تواصلت ردود الفعل المدينة للجريمة الإسرائيلية لا سيما العربية منها. فعلى غرار الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وجامعة الدول العربية، طالبت بـ»إجراء تحقيق فوري لملاحقة كل الذين حرضوا ونفذوا عملية اغتيال الشهيد أبو عين»، لافتة إلى «ضرورة ملاحقة ومحاكمة الجنود الذين نفذوا عملية القتل ومحرضيهم من قيادات الجيش الإسرائيلي والحكومة والسياسيين». وأعلن الأمين العام المساعد، محمد صبيح «عزم الجامعة العربية إدراج ملف اغتيال أبو عين مع الملف الذي يعد لتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية حول مجمل الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني من قتل وعدوان وحصار وقضية تهويد القدس  وقضايا اللاجئين والاستيطان

 إن استشهاد أبو عين نقطة تحوّل في مسار العمل الوطني الفلسطيني، فالشهيد هو مسؤول من فتح ووزير في السلطة، ومناضل "معتدلوسلمي بحسابات الغرب والشرق، وهو دفع حياته ثمناً لشتلة زيتون أراد غرسها فيما تبقى من تراب وطنه المحتل، و لكن على السلطة الفلسطينية  ان تأخذ موقفا جليا و رسميا للوصول الى اروقة  العدالة الدولية  لمحاكمة كل من اجرم في حق  شعب فلسطين، و إن كانت السلطة جادة في استئناف مساعيها لاستكمال عضوية فلسطين في المؤسسات الدولية، وتحديداً لنظام روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية، فليس ثمة لحظة أفضل لفعل ذلك من دون إبطاء حتى يتم معاقبة المجرمين أيما عقاب يستحقونه

 دماء زياد أبو عين، لن تذهب هدراً، سيأتي يوما و ينتفض الشهيد من قبره  ليأخذ ثأره بيده و شباب فلسطين كلهم زياد أبو عين و كلهم ياسر عرفات . و لكن  من المؤكد ان واقعة استشهاد أبو عين ستترك أثرا قد يغيير  السلطة الفلسطينية  و رهاناتها و ستبعث من جديد  لتؤسس موجة لا فحسب احتجاجات و لكن "تكتيك" جديد في صفوف رجال المقاومة  ضد الاستيطان الذي بات يقلق راحة كل فلسطيني  آمن بعدالة قضيته.