في المصالحة الفلسطينية
في المصالحة الفلسطينية ...
كلام في الصميم
عز الدين صالح طه
الشعب يريد إنهاء الاحتلال
الشعب يريد إنهاء الانقسام
التوقيع الشباب الفلسطيني الحر
إن كل متابع للشأن الفلسطيني يعلم علم اليقين أن القيادة المفروضة والمتنفذة في قيادة منظمة التحرير أو (م . ت . ف) والتي يمكن قراءتها: مستحيل تحرير فلسطين بمثل هذه القيادة كذلك قيادة السلطة والتي تحكم ولكن ولاءها للأمريكان وعليهم يرتكز هؤلاء ، والآخر ولاؤه ليهود ومنهم يستمد نفوذه وأمواله التي يغدقها على المحاسيب ويشتري ولاء بعض القيادات الأمنية ويتبادل الأدوار مع أمن الاحتلال ، وبالتالي فإن المجاهدين يحجزون لدى الفريقين الاحتلال من جهة والأمن الفلسطيني من جهة وكثير من الأسرى المحررين لا يكاد يمضي بين أهله أياماً وبعضهم ساعات معدودة حتى يفاجأ باستدعاء من الأمن الفلسطيني ، وهذا الأمن الذي اصطلح على تسميته الفلسطيني الجديد .
وأخيراً نقول إن الاستجابة لنداء الشباب والجلوس للمصالحة لم تكن نابعة من رغبة في المصالحة أو إنهاء الانقسام بل كان إحناء للرأس أمام العاصفة التي عصفت بنظامين عربيين في تونس ومصر والحبل على الجرار حتى يعم الأقطار العربية جميعاً تلك القيادة ظنت أن يدركها الدور ، واقترح في أكثر من مجلس من مجالس القرار للمصالحة ، ولكنها كانت تظن أن الكيد يفيد وأن المكر ينطلي على حماس بدليل أنها بدل الإفراج عن المعتقلين في الضفة الغربية ، فإنها أخذت تستدعي أعداداً كبيرة منهم وألقت القبض عليهم في ثاني يوم للمصالحة وهم جميعاً من المنتسبين لحماس والمقاومين للاحتلال .
فيا أيتها القيادة المفروضة على شعبنا أفيقوا من نومكم قبل أن تفيقوا على مصيركم المحتوم مصير غير المبارك وزوجه سوزان وولديه علاء وجمال الذي أفاق على نفسه فوجد بدل القصر سجن 15 يوماً على ذمة التحقيق لكل واحد منهم .
اعتبروا يا أولي الألباب ونحن لا نشمت لأن الشماتة ليست من شيمنا ولا من ديننا ، خاصة أن بين المقبوض عليهم امرأة كانت يوماً سيدة مصر الأولى أو على الأصح سيئة مصر الأولى ونحن ضد سجن النساء . ولكن أي نساء ؟ إنهن اللائي يحترمن أنوثتهن كما قال الله تعالى : " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " أما التي تخرج من بيتها وتمارس الكسب الحرام وتجمع المال الحرام فهذا أقل جزاء لها ، اعتبروا يا أولي الأبصار فاستنقذوا أنفسكم قبل أن يدرككم الطوفان ، أفرجوا عن المجاهدين المعتقلين في سجونكم ، وصارحوا شعبكم إن كان الأمر ليس لكم وبأن الأمر في أيدي ضباط الأمن وبأمر المحتل ولا صلة لكم بهم ولا سلطة لكم عليهم .
وأما أنتم يا قادة حماس فاسمعوا معي قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لست بخب والخب لا يخدعني " فلا تدعوا الخب يخدعكم ، إن المصالحة مطلوبة شرط التزام المتنفذين بها ، المصالحة مطلوبة ولكن ليس بأي ثمن ، فإذا التزم بها الطرف الآخر وخطا الخطوات المطلوبة منه وأولها الإفراج الفوري أركز على كلمة الفوري فإن ساعة لسجين بسنة . لا تتهاونوا في موضوع الإفراج عن إخوانكم ، ونحن نعلم أن كثيراً منكم معشر القادة جربوا السجن وحجز الحرية في سجون يهود وفي سجون السلطة .
قدروا الألم الذي يعيشه إخوانكم الأسرى في سجون سلطة مجرمة ظالمة ، كان المفروض أن تخرجهم وأن تدافع عنهم لا أن تسجنهم وتعذبهم .
إن هذا الذي يحدث لا يمكن أن يصدق ، فإنه فوق التصور وإنه يعيدنا إلى التاريخ الأندلسي في آخر عهد المسلمين في الأندلس مع أواخر ملوك بني الأحمر يوم كان الحكام الصغار يتقاتلون فيما بينهم حتى بلغ الهوان ببعضهم أن يستعين بالكفار ضد إخوانهم حتى قضي عليهم . وقد بكى آخرهم عندما أجبر على الرحيل وترك أرضه ووطنه ووبخته المرأة الصالحة أمه:
ابك مثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال
واسمعوا نداءات إخواننا في ميدان التحرير بالقاهرة وميدان التغيير في صنعاء ومصراتة ودرعا وفي غزة حيث يقولون :
يا هنية أوع تترك البندقية ..
يا هنية أنت رمز البندقية ..
والله أسأل لكم السداد والتوفيق .