فلسطين: مصالحة ..هل تدوم

فلسطين: مصالحة ..هل تدوم ؟!..

وزحوف حاشدة.. لخرق المستحيلات!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

لقد كان لوقع المصالحة الفلسطينية بين الفصائل .. - وخصوصا فتح وحماس – صدى طيب في أنفس الفلسطينيين والعرب والمسلمين ..

.. وإن كنا لنتمنى أن تدوم وتؤتي أكلها ..ولكنا نضع أيدينا على قلوبنا .. ذلك أن اليهود وأنصارهم [ أمريكا وأوروبا والرباعية ] لا نظنهم يسكتون ..خصوصا إذا رأوا تلك المصالحة لا تنسجم مع مخططاتهم – ولا تحقق رغائبهم- وهي في الغالب كذلك ..

..والذي يثير الإشفاق ..ليس المصالحة في حد ذاتها ؛ أوالمواقف الصهيونية والمعادية .. لو وجدت الإرادة الصلبة والإصرار من المتصالحين

 .ولكن المشكلة أن فريق الأعداء يتحكم في السلطة – التي هي وجه فتح وحلفائها – ويمسك بها من عنقها.. وقد أوجدها في وضع لا تستغني عنه أبدا فالرواتب لعشرات آلاف الموظفين والشرطة وغيرهم هي من أوروبا ! .. وإذا تأخرت .. بات الجميع جياعًا !!

.. قد يسأل سائل : أين أموال المنظمة وفتح  التي لا تأكلها النار ؟ ! .. نقول له ( عظم الله أجركم ) ..فقد توزعها اللصوص المناضلون ! : القادة والمتنفذون كالغنائم .. فمن أين وكيف تستعاد ؟!!

       لقد ذهب الحمار بأم عمروٍ      فلا رجعت ولا رجع الحمار !!

كذلك جميع التسهيلات وبطاقات [ الفيب ] ومختلف مكاسب البعض المتنوعة - والعلاقات والمصالح المتشابكة مع بعض الرموز .. كتجارة وتوريد الإسمنت للمستوطنات وتكملة الجدار العازل ..وغيرها من امتيازات أثرى منها البعض ..ولا نظنه يتخلى عنها بسهولة ..بل سيتمسك بها ويدافع عنها ..ولو ذهبت [ ألف فلسطين ] إلى أي حجيم ..إلا جحيما يُضيع مكاسبهم !!

هذا عدا عن قضايا التنسيق الأمني وآثاره والمعتقلين والأجهزة الأمنية وتكوينها ووظائفها ..إلخ  وغير ذلك من الأمور المتشابكة والشائكة..

.. ولا يخفى : إن المصالحة المزعومة ..هشة جدا . وبمجرد إشارة أو إجراء بسيط – وما اكثر ما في جعبة الأعداء من الهوادم والمعوقات - .. تنهار تلك المصالحة ..وتعود الأمور ربما لأسوأ مما كانت ..!!

.. وقد بدأ بعض المفترين الساقطين – كالذي يسمى وزير أوقاف السلطة – يلحنون لذلك ؟؟ ويدعي أن ( ارتباط حماس بإيران قد يفسد المصالحة )!!

.. إن القوم لا يفهمون إلا التبعية في العلاقة بالأقوى ..ولا يؤمنون بغيرها ..ولم يجربوه!.. ولم يتعودوا ان يرفعوا عيونهم في وجوه [ المانحين= الأسياد] !

.. وبالرغم من مواقفنا المعروفة من إيران ..ولكنا نقول كلمة حق : فإيران ليس من مصلحتها مطلقا الاعتراض على المصالحة فهي تؤيدها ..لأنها لا تضرها – إن لم تنفعها !

.. ثم إن علاقة حماس بالذات بإيران وغيرها علاقة ندية وليست تبعية .. وإلا لكانت غزة الآن قد تشيعت .. – كما فعلت الأموال والجهود الإيرانية في كثير من الأماكن – مصر وسوريا وغيرهما – مستغلة الظروف – ومنها فقر البعض وجهله وفساد الأوضاع في بلاد المتشيعين – كما يعود إلى السنة الآن آلاف الأهوازيين الشيعة - وخصوصاً العرب - بسبب اضطهاد الحكم الإيراني لهم ! ( خصوصا أن السياسة الإيرانية تأبى أن تنفك عن التشيع ومحاولة نشره فيما رمز إليه الخميني من قبل بشعار[ نشر الثورة]!

 .. ويالمناسبة – وللأسف فإن حزب الله يتكشف شيئا فشيئا حيث أنه يقدم الطائفية المذهبية على الدين والوطن والمباديء – خصوصا حين يدعم نظاما دمويا قتّالا للشعوب كنظام القرادحة النصيري في دمشق – ولتذكير نصرالله وحزب الله ..فإن مذهبكم الإثنا عشري [يُكفر النصيرية [العلويين] ويُحَرِّم أكل ذبائحهم وتزوج نسائهم ] يعني أن اليهود والنصارى – عندكم- أفضل منهم - !!

.. ويظل موقف إيران من القضية والمقاومة مذكورا مشكورا .. فمن يؤيدك – ولو لفظيا..وببعض المعونات.. خير ممن يحاربك ويعوقك ويتآمر عليك..!

.. ولذا نقول للهباش : يا هباش ..لا تهبش بغير علم ولا تتجاوز حدودك .. فقد بلغت – وأمثالك – دركا من السقوط – يصعب معه أن تعودوا إلى مستوى ( الإنسانية السوية )!!.. أو تعرفوا معنى الكرامة والندية !

.. المهم : نسأل الله أن تدوم المصالحة ..وأن يقضي بالخير لشعبنا الفلسطيني ..ويوفق كل العرب والمسلمين .. للوحدة والتضافر للوصول إلى أهدافهم النبيلة المشروعة .

فوجيء اللص اليهودي بيقظة صاحب البيت الفلسطيني !:

.. من ناحية ثانية في ذكرى النكبة ال63  سارت زحوف بشرية من مختلف النواحي والأقطار إلى فلسطين – مستغلة ظروف المسيرات السلمية التي لا تستعمل سلاحا - وبالتالي تحرج من يواجهها بالعنف – وخصوصا السلاح .. وتوقعه في ورطة قد تودي به في النهاية إلى ردهات المحاكم الجنائية الدولية !..

.. وبالتأكيد .. تظهر تلك الزحوف .. زيف [ ادعاءات الحضارة والديمقراطية والإنسانية ] عند الصهاينة الذين خدعوا شعوب الغرب والعالم ..ولا يزالون يغتصبون أرضنا وديارنا منذ 63 عاما .. ويصورون للناس – بالباطل – أنها أرضهم ودولتهم ..وقد قامت على أشلائنا وأوطاننا ..

..ولذا فتلك الزحوف .. قد تفتح أنظارالعالم للحقيقة ..أن هؤلاء قوم عائدون إلى بيوتهم وبيوت آبائهم المغتصبة ..ولهم كل الحق في ذلك ..وبهذا ينهدم ركن أساسي من أركان الباطال الصهيوني !

.. لقد ارتعدت [ فرائص الكيان الصهيوني ] من الزحوف السلمية ..وبدا مرتبكا متخبطا حانقا حاقدا .. تماما كاللص حين يستيقظ عليه صاحب المنزل !..

لقد واجه الجيش اليهودي ..المسيرات السلمية العائدة بالرصاص ومختلف وسائل القمع على جميع الجبهات ..وناب عنه حماته في بعضها ..وانشغل بعض آخر عن قمع المسيرات في قمع شعبه قمعا جماعيا ولكي لا يزيد نفسه تورطا ولا تزداد سمعته سوءا ..ولأن المسيرات غير مسلحة ولا تشكل خطراً على أرواح اليهود ..وليترك مهمة القمع للجيش اليهودي ..الذي طالما ناب عنه هو في حمايته وحماية مستوطنيه من أية تحركات جدية..وخصوصا المسلحة ..التي لا يتسامح معها الجميع مهما كانت الأقنعة التي يرتدونها .. فدم اليهودي مقدس عندهم جميعا ..كما هي التعليمات من الأسياد الكبار !!!..

أما دماء مواطنيهم وشعوبهم فهدر مباح !!

 وقدّرالمصريون الوضع الخاص عندهم..وأرجأوا تحركاتهم وزحوفهم المليونية الموعودة والمنتظرة إلى فرص أخرى .. لا بد أن تتكرر ما دام الباطل الصهيوني يدنس فلسطين !

وقصف اليهود بالمدفعية بيت حانون وأهل قطاع غزة المتوجهين لديارهم التي سرقها منهم هؤلاء القتلة الذين لم يكتفوا بسرقة الوطن بل ويلاحقون أصحابه ليقتلوهم لئلا يطالبون به وبحقوقهم !

لقد نعى (مخيم اليرموك بدمشق) كوكبة من الشهداء( المجّانيين).. الذين سعدوا بالشهادة على أرض وطنهم وعلى مشارفه بعد أن حلموا به طويلا..ورأوه عيانا وودّعوه بالأشواق والحسرات والدموع والدماء !!

.. لقد سقط عشرات الضحايا والجرحى والمعتقلين .. – ولكن ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ).. والعودة يلزمها عودة ..

واعتبر البعض هذه مجرد ( بروفة = تجربة ) لها ما بعدها ..وخصوصا أن أوضاع المنطقة ..تتجه إلى تغير جذري بعد الزلازل الشعبية الأخيرة التي نرجو أن تكون عواقبها جميعا خيرا ..والجنان للشهداء ..والخزي والعار وعقاب الدنيا الرهيب ..وعذاب الآخرة الأشد – ومزابل التاريخ .. للقتلة والمجرمين وأعداء الشعوب . 

.. وإذا لم تؤت الزحوف الحالية أكلها .. فلا بد أن تتكرر فيما بعد ليصل اللاجئون وأنصارهم إلى ديارهم ..ويقولوا للمحتلين:..هذه بلادنا اخرجوا منها ! ..وعودوا من حيث أتيتم – أو أتى آباؤكم : إلى أمريكا وأوروبا وروسيا ..وحتى الهند والحبشة وأمريكا اللاتينية ..وحتى البلاد العربية ..المستعدة لتقبلكم كمواطنين- كما كنتم – قبل أن تستعملكم المؤامرة الصهيونية كمخلب قط – وسواتر بشرية ..تقيم على جماجم قتلاكم وشهدائنا..دولتها المغتصبة الباطلة – غير الشرعية