نداءٌ من شبابِ الثورة السُّورية إلى العالم الحر

نداءٌ من شبابِ الثورة السُّورية

إلى العالم الحر

إننا مجموعةٌ من الشباب السوري نوجه نداءً إلى أمم العالم الحرّ نطالبهم بالوقوف إلى جانب ثورتنا الشبابية السلمية التي تطالب بالحرية والديمقراطية وتنشد العيش الكريم الغائب والمغيَّب عن وطننا سورية منذ حوالي نصف قرن في ظلِّ حكم عائلة الأسد.

لقد أثبت شبابنا أمام العالم بشكلٍ حضاريٍ رائعٍ أن ثورتنا سلمية وأن مطالبنا مشروعة, بل هي من حقوقنا الأساسية التي لا تقبل المساومة عليها, فماذا كان رد النظام علينا ؟ لقد ردَّ علينا هذا النظام -ومن أول يوم لمظاهراتنا السلمية- بالرصاص الحيّ والقنابل المسيلة للدموع والاعتقالات العشوائية والمنظّمة, وذلك عبر عصابات الأمن ومرتزقته المدججين بالسلاح والذين استباحوا العباد والبلاد وروّعوا الآمنين ولم يسلم من براثنهم حتى النساء والأطفال, فـكانت معظم إصاباتهم في العيون والرأس والصدر, و وصل بهم الأمر إلى محاصرة المدن وقطع الكهرباء والماء والاتصالات والإمدادات الغذائية و حليب الأطفال عنها, ومَنعت دخول الأدوية , وصادرت جميع محتويات بنك الدم من المستشفيات, وقصفـت مناطق الاحتجاجات بالمدافع الثقيلة والمتوسطة, ونشرت العصابات الأمنية في شوارعها وأزقتها. كما عَمدت إلى إطلاق النار عشوائياً في كل الاتجاهات لمنع الناس من حقهم في المطالبة بالحرية, وقد أدَّت هذه الأحداث إلى وقوع عددٍ كبيرٍ من الشهداء تجاوز الثمانمئة شهيد فضلاً عن آلاف الجرحى والمعتقلين.

و لقد سعى النظام إلى توريط جيشنا الوطنيّ والزَّجِّ به في معارك ضد أبناء شعبنا العزَّل، وكأنه يدفع بالأمور إلى صراعات داخلية وحرب أهلية, فأَبى كثيرٌ من أفراد جيشنا العربي الأبيّ الحرّ أن يقتل اخوانه بالسلاح الذي جيئَ به لقتال العدو, فكان مصيرُ كثيرٍ من الضباط والمجندين القتل والاعتقال والتعذيب, ثمَّ يُعلن النظام أن أولئك قد قُتلوا على يد عصاباتٍ مسلحة..

 

إننا نحثُّ جميع دول العالم الحرّ أن تقف إلى جانب الشعب السوريّ الأعزل في ثورته السلميّة ضدَّ الظلم والطغيان , وأن تتخذ خطوات عملية للضغط على هذا النظام ومن أهمها ما يأتي :

1-  تكثيف الضغوط الدبلوماسية عبر سحب السفراء من سورية وتقديم رسائل احتجاجية للسفراء السوريين لديكم على ما يحدث في سورية.

2-  تجميد أرصدة رموز النظام وخاصة أسرتيّ الأسد ومخلوف التي هي ملكٌ للشعب السوري, والحد من أنشطتهم التجارية.

3-  تجميد أي اتفاقيات أمنية  بين سورية وبين أي طرف آخر, حيث ثبت مما نراه على أرض الواقع أن النظام يستفيد من هذه التجارب والاتفاقيات في قمع شعبه.

4-  إرسال مبعوثين دوليين وأمميين لتقصي حقائق ما يجري على أرض الحدث.

5-  إرسال معونات طبية وغذائية عاجلة للمناطق المنكوبة.

6-  نقل حقيقة ما يجري في سوريا في ظل التعتيم الاعلامي الشديد ومنع جميع القنوات العربية والاجنبية من نقل ما يجري.

أما ما نريده كشباب سوري يحلم بالعيش في وطن آمن وحرٍّ,فإن مطالبنا تتلخص في عدة أمور,أهمها:

1.    رفع حالة الطوارئ بشكل حقيقي بما يسمح بالتظاهر السلمي والتعبير عن الرأي.

2.    إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تقضي بأن حزب البعث هو الحزب الحاكم, وتشريع قانون أحزاب ويسمح بالتعددية السياسية.

3.    إلغاء القوانين الاستثنائية وفي مقدمتها القانون رقم (49) لعام 1980, والسماح بعودة المهجرين من البوابة المدنية لا من البوابة الأمنية.

4.    إطلاق سراح كافة السجناء السياسيين أو سجناء الرأي.

5.    تحديد اختصاص الأجهزة الأمنية وكف أذاها عن المواطنين.

6.    محاسبة الذين ارتكبوا مجازر ضد المدنيين وخاصة المجازر التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحق الشعب في مناطق عديدة.

7.    قانون إعلام يفضي بحق إبداء الرأي.

وأخيراً , يا أحرار العالم , إننا نعدُّ دعمكم لنا واجبـاً إنسانيـاً, ولا يخفى على أيّ ذي دراية إلى أين يسير بنا هذا النظام الذي هدر دم شعبنا وكرامته.

وإننا نذكّركم بأنَّ كل لحظة تتأخرون فيها عن دعم مطالب الشعب السوري سيستغلها هذا النظام الوحشيُّ في سفك دمائنا واعتقال أبنائنا وبناتنا وتجويع أطفالنا, وإن التاريخ سيذكر موقفكم سواءً كان مشرقاً كما نتوقعه , أو كان مظلماً كما لا نرجوه.

الموقعون على البيان:

تجمع شباب سوريا

رابطة شباب مستقبل سوريا

رابطة أدباء الشام