تساؤل مر تجاه قناة الجزيرة

الشعب السوري محتار

يسأل قناة الجزيرة التي كنا دائما نحترم ونثق

لماذا لا تغطي قناة الجزيرة الثورة الشعبية السلمية في سوريا وتعترف على الملأ بجرائم النظام السوري تجاه شعبه وتجاه الإعلام والإنسانية بلا مواربة وبأننا في سوريا شعب ثائر مظلوم  مكلوم يباد بشكل جماعي دون أن نجد أي صوت عربي أو دولي يقف بجوارنا واشد ما يؤلمنا أننا انتظرنا موقفا صادقا ورجوليا من الرجل الذي كنا نحترم ونجل دائما وهو أمير قطر الذي لازال يبتلع كلماته ويتجاهل الإعلان عن موقف يأخذ به صراحة جانب مجمل الشعب السوري وقد وصلنا إلى قناعة مفادها  أن موقف الجزيرة لن يكون حاسما معنا إلا بحسم الموقف الرسمي القطري من الشعب السوري الذي يباد أمام الملأ دون أدنى ردة فعل مهمة ؟!

وما أسفنا  على موقف قناة الجزيرة إلا لأننا كنا نراها دائما عربية قومية إنسانية موضوعية حقيقية تأخذ جانب الشعوب,  باستثناء موقفها الفاتر اليوم  والذي يصل حد التجاهل  والمشاركة السلبية  في التعتيم على ما يجري في سوريا من حرب أكثر من حقيقية ضد السورين لأننا نحفظ ونعرف تماما كيف تغطي الجزيرة الأحداث دائما فهي فرد حقيقي من أفراد كل أسرة سورية

أدلتنا على ذلك  كثيرة

1-   تميزت تغطية الجزيرة للثورة التونسية والمصرية و الليبية بالتفاني في جلب الأخبار والتفاني بإعطاء مساحات للحوار والتحليل والنقاش حول الثورات , وباستجلاب واستدعاء المحللين السياسيين التابعين لتلك البلدان والمحللين العرب والأجانب إلى استوديوهاتها في قطر للتركيز أكثر فأكثر عليها  وإماطة اللثام عن كل صغيرة وكبيرة حولها ... باستثناء سوريا ... فإلى اليوم لم يتم استقبال أو استدعاء محلل سياسي أو معارض سوري إلى استوديوهات الجزيرة أو الجزيرة مباشر واعطاءه الوقت الكافي  للحديث عن معاناة هذا الشعب المسالم الثائر بل يكتفى دائما بدقيقتين أو ثلاث "فونو " مع الإلحاح على عرض وجهة النظر الرسمية بعجرها وبجرها وكذبها المخزي والمتكرر

لقد حفظنا كل شيئ عن الثورة الليبية وبات كل واحد من المشاهدين لديه القدرة على التحليل فيها بعد أن تحول عزمي بشارة المفكر العربي وصفوت الزيات المحلل السياسي والمعارض محمود شمام وغيرهم إلى شبه مذيعين للحديث عنها يوميا

2-    "الفواصل الإعلامية " تلك الرسائل المركزة والتي تحمل طابع الطرافة الموجهة أحيانا بين النشرات الإخبارية ركزت  دائما على الثورة التونسية (هرمنا )والمصرية بكل ما فيها كما أفردت لها قناة خاصة (مباشر مصر ) والليبية بما فيها خطب القذافي المثيرة واليمنية بزخمها عبر تلك الفواصل بصورها وتعليقاتها التي جيشت لوحدها العالم لصالح تلك الثورات , أما سوريا الطفل الذي يبدو كأنه أجرب أو مصاب بالقمل في مدرسة كبيرة فإلى اليوم تغيب صور ثورتها وشهدائها ومعاناة أبنائها  وتعليقاتهم الموجعة  أو خطب ساستها وأفلامهم  الكوميدية المبتذلة عن دائرة التعليق والنقد في الجزيرة

3-   لم تتم الإشارة من قريب أو بعيد إلى الحرب التي يشنها النظام السوري على قناة الجزيرة والإعلام بشكل عام في الجزيرة وهو بحد ذاته يمكن أن يكون موضوع نقاش لعدد من الحلقات كونه يحمل بالضبط حقيقة ما يفعله هذا النظام ويرغب بفعله  في الظلام وأخبركم حادثة  " يتم إلقاء القبض على معظم السوريين القادمين من قطر ومنهم شخص حدثني عنه سجين من أقاربي كان شريكه في الزنزانة وقد خرج قريبي للتو من أقبية التعذيب في دمشق وذاك السجين المسكين مجرد صانع مطابخ ألمنيوم سوري أخرجه الجوع والبحث عن لقمة العيش للعمل في قطر,  وعند عودته قبل خمسة عشرة يوما وبمجرد  نزوله من الطائرة اعتقل واقتيد إلى أحد فروع الأمن الكثيرة  وتم استخدام ما لا يتصوره عقل من أساليب التعذيب عليه أما التهمة فهي  أن الجزيرة قد جندته للعمل كمراسل إعلامي لها في دمشق ولن أبخل عليكم بالإشارة إلى الشتائم المقذعة التي نالت الجزيرة والعاملين فيها والتي تعبر عن مدى الحقد والضغينة ضدها

4-   شيء آخر ملفت يشير إلى تعامل الجزيرة الطري والمتحفظ ايجابيا مع النظام السوري وجرائمه وهو رد فعلها على اختطاف واعتقال مراسلتها الانكليزية والتي بالتأكيد نالها ما نال عامل الألمنيوم من تعذيب لكون تهمتها في العمل الصحفي لصالح شبكة الجزيرة ثابتة ومع ذلك فحملة الجزيرة  لأجلها باهتة جدا لا تكاد تحس ولا تقارن بجانب حملتها لأجل مراسليها المختطفين  في ليبيا

5-   أقمتم الدنيا ولم تقعدوها عندما أغلقت  مكاتبكم في اليمن أما في سوريا فقد أخرج النظام بلطجيته وشبيحته وحاصروا مكتبكم في المزة في دمشق لأكثر من مرة على أساس أنها مظاهرات  شعبية ضد تغطيتكم كما منع مراسليكم من العمل أو حتى الرد على الهواتف وهددهم مباشرة بالقتل ولم تفتحوا أفواهكم بكلمة ضد هذا النظام المجرم  وأرى أنه نالكم  منه مثل ما نال السوريين من أسى  فلماذا هذا الصمت المريب والتهاون والحياد السلبي ؟؟!!!!!ونحن إخوانكم نقتل بالآلاف وتستباح أعراضنا وبيوتنا وحيواتنا ونعتقل ونختطف ونعذب بأبشع أنواع التعذيب والتنكيل وقد ألصقت بنا شتى النعوت والتهم (مندسين وسلفيين وعصابات مسلحة وإرهابيين وووووو)لأننا فقط تجرأنا على التظاهر السلمي ومع ذلك لازلتم  تمررون الخبر السوري في معظم نشراتكم كثالث أو  رابع خبر من حيث الأهمية الإعلامية  وبمعظم الأحيان تمرون عليه مرور الكرام دون تعليق وكأن ما يجري لنا يجري  في جزر نائية لا نعرف عنها سوى كونها اسما على الخارطة

6-   الكثير من الأخبار الداعمة للثورة في سوريا والتي يمكن أن تشد من أزر السوريين وتقوي من عزيمتهم وتشعرهم أنهم ليسو لوحدهم  لا تأتي الجزيرة على ذكرها وهذه نماذج قليلة (مظاهرات مؤيدة للشعب السوري في القدس الشريف أمام المسجد الأقصى عرضتها قنوات عربية  ومظاهرات داعمة  في مصر وغيرها كثير ... ) دون أن تنبث الجزيرة ببنت شفة أو تأتي عليها بعد حين بعد أن يأتي ذكرها في عدة قنوات أخرى

7-  لا يا قناة الجزيرة لست أنت من نعرف وليس إعلامك المميز مانرى

الشعب السوري مستمر بثورته السلمية الإنسانية باعتماده على الله ثم سواعد وأجساد ودماء ولحم أبناءه الحي بقلوب وعيون تؤمن بحتمية الانتصار  غير أنه يرغب بأن يرى أشقاءه سندا ودرعا له كما كان هو سندا ودرعا لهم على الدوام وهو يستجير بمن يؤمن بهم من أبناء أمته ومنهم قناة الجزيرة مما يراه من الإعلام المتجاهل الفاتر  والموقف العربي  المتخاذل المريض والدولي المتأمر على وأد ثورته أن يقفوا معه وهم يعرفون الشعب السوري المثقف والمتابع بأنه يفهم بشكل أكثر من دقيق أي تغيير أو مواربة يمكن أن  يتعامل بها الساسة و الإعلام أما المستقبل فللشعوب بالتأكيد .  

صحفية سورية