قراءة في الإعلام السوري

قراءة في الإعلام السوري...

هل هم أساتذة في العلوم السياسية

أم في العلوم المخابراتيه؟

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

المنسق العام لحقوق الإنسان في نيويورك

أعزائي القراء

يبدو أن النظام السوري وبعد عدة إجتماعات أمنيه سريه  ولا أقول حزبيه ,فوظيفة الحزب لا تعدو عن كونها تنفيذ  الخطط المخابراتيه فقط.أقول أن النظام قد حسم أمره ووزع على جماعته التي تتولى مهمة الدفاع عنه إعلامياَ خطه دفاعيه وتتلخص  بنشر أخبار مفادها من أن الإصلاح قد بدأ ولكن المندسين من أصحاب الأجندات المتطرفه والمسلحه في الشارع تحاول إثارة الفتن وجاري التعامل معها وتصفيتها قريباً ,وبعد القضاء عليها قريباً سيحصد الشعب ثمار الإصلاح المنشود,ولاينسى هؤلاء المسمون بالإعلاميين المروجين لخطط النظام ان يحلفوا بأغلاظ الأيمان من أن كل المدن السوريه وقراها هادئه وأنهم على إستعداد لتنظيم زيارات بباصات مكيفه إلى درعا وحمص واللاذقيه وجبله وطرطوس ومدن الجزيره السوريه ليطلعوا على هذا الهدوء وليروا بأم أعينهم صور الرئيس ووالده معلقة على جدران بيوت ودوائر الحكومه مما يدل على الحب الكبير الذي يكنه هذا الشعب الوفي لقائده.

أعزائي القراء

ما كتبته أعلاه هو منطق لإعلاميين في النظام السوري وهو أمر طبيعي في دوله كل شيئ فيها يحكمه منطق المخابرات بما فيها حصولك على رخصة لبيع الخيار على عربه متجوله ,فالويل لك إن لم تحصل على إذن منهم.

والمؤسف أعزائي القراء أن بعضاً من هؤلاء الإعلاميين العشره المبشرين بالمناصب والذين يُطلوا علينا عبر القنوات الفضائيه ,أقول ان بعضاً منهم يشغل منصب إستاذ للعلوم السياسيه في جامعات سوريه ,يتخلى تماماً عن علومه السياسيه ليتحول إلى بوق يشرح لنا من خلاله تحليلاً لخطط المخابرات بطريقة إنسانيه مزينة ببعض التعابير السياسيه بينما ينفي أي حصار لمدينة درعا والقرى المحيطه بها ,بل أكثر من ذلك فإنه يستشهد لنا بطلاب له في جامعة دمشق يأتون يومياَ من درعا وهم مبتسمون يروون لإصدقائهم عن الأوضاع الطبيعيه في درعا وما حولها وان الأطفال يلعبون بالشوارع كرة القدم وبيد كل منهم زجاجة حليب طازج تقدمه لهم الوزاره الجديده ,ولاينسوا ان يضيفوا :أن كل هذه المكاسب تتم بتوجيهات السيد الرئيس.

أعزائي القراء..لنترك هؤلاء الذين يسمون أنفسهم إعلاميين "نظاميين" نسبة الى النظام السوري ,ولنتكلم عن حقائق واضحه موجوده على الأرض ,وكوني احد العاملين في مجال حقوق الإنسان ويصلني تقارير موثقه وأكرر موثقه نقوم أولاً بالتأكد من صحة الشريط بوسائل تكنولوجيه وكذلك يتم التأكد من موثوقية المصدر,وبعد كل هذه الخطوات تدرج هذه الوثائق كمصدر يعتبر بمثابة شهاده ستستخدم كوثيقه إدانه للنظام في الوقت المناسب.الوثائق التي تدين النظام السوري بدأت تأخذ خطاً تصاعدياً بشكل مخيف حيث تفوقت الإنتهاكات لحقوق الإنسان السوري عن مثيلاتها في ليبيا من قبل النظام الليبي,وتشمل هذه الإنتهاكات محاصرة مدن كامله بالأسلحه الخفيفه والثقيله, إستخدام عناصر مشبوهه تحت حماية النظام وظيفتها قتل وترويع المتظاهرين,محاصرة المستشفايات والمراكز الصحيه وذلك لإنتشال الجرحى وأخذهم لجهات مجهوله.إطلاق الذخيره الحيه على المتظاهرين دون مراعاة العمر, وهناك حالات موثقه عن عمليات قتل أطفال بحدود الخامسة عشر من العمر لم يتمكن ذويهم من إنقاذهم لقيام الأمن بإطلاق النار على كل شيئ يتحرك في الشارع.إعتقالات بأعداد كبيره لم تتمكن المنظمات الإنسانيه  حتى الآن من حصر أعدادها وتشمل هذه الإعتقالات شخصيات من مختلف المحافظات السوريه ومن مختلف الإتجاهات السياسيه. منع الهيئات الإنسانيه والحقوقيه والصحفيه من دخول سوريا لتقديم تقارير حياديه تكشف عن عمق مأساة الشعب السوري .

أعزائي القراء

النظام السوري يمر اليوم بحالة تعريه كامله, فالصمود الزائف وصل نهايته بسحب الورقه الفلسطينيه من يديه , والوجه اللا إنساني للنظام إنكشف في درعا وبقية المحافظات السوريه ,وعلاقة النظام الإنتهازيه بالجاره تركيا كشفها أوردغان على حقيقتها .وخدعة إنهاء حالة الطوارئ كشفها وجود خمسة عشر جهازاً للمخابرات يضم ١٢٠٠٠٠ عنصر مخابراتي يجوبون شوارع المدن والقرى ليلاً ونهاراً.

بقي لدي كلمه أخيره أقولها لمن يطلقون على أنفسهم بالمحللين السياسيين التابعين للنظام والمنتسبين لحزبهم القائد:,والله إني اشفق على طلاب لكم في الجامعات السوريه والذين تعلموهم العلوم المخابراتيه بدل العلوم السياسية .طلابكم أذكى منكم وسيأتي يوم قريب سيعلموكم  كيف تكون سياسة الوطن  لا سياسة المزارع الخاصة .

مع تحياتي