اخرقوا الجولان لفك حصار حوران

د. أسامة الملوحي

قالت اسرائيل وكررت أن نظام آل الأسد نظام تعرف التعامل معه ووصلت معه عبر اربعين عاما الى اتفاق غير مكتوب ضمن فيه الجانب السوري أمن اسرائيل من جهة الجولان ضمانا بلا خروقات .ضمانا وأمانا لم يتوفر في الاتفاقيات المكتوبة المعلنة مع الدول المحيطة بكيان اسرائيل .فمع مصر خرق سليمان خاطر الاتفاقية الموقعة .ومع الاردن خرق الدقامسة الاتفاقية الموقعة .ومع سورية لم يسجل اي خرق حقيقي للاتفاقية غير المعلنة بين آل الأسد واسرائيل.إنها إتفاقية أقوى من أي مكتوب او معلن.

واليوم  آل أسد يحاربون ولكن قرب الجولان يحاربون في حوران .يحاربون النسق الأول المقابل لاسرائيل .يحاربون بالنيابة عن اسرائيل باتفاق آخر غير مكتوب وأكثر ضمانة من اي مكتوب معلن يحاربون أهل حوران بهجوم منسق مبرمج مدروس فيه كل الاسلحة والمعدات فخطر كبير على اسرائيل ان يجاور كيانها أمثال أهل حوران ,خطر كبير كبير .

أهل حوران حارت في وصفهم والله الأقلام والألسن .إذا قلنا أهل حوران هم الرجال قفزت مشاهد نساء اهل حوران يتقدمن الرجال حينا ويتبعن حينا آخر .وإذا قلنا الرجال والنساء في البطولة سواء قفزت أمامنا صور أطفال درعا الذين هتفوا لإسقاط النظام فاقتُلعت اظافرهم ووجناتهم .

حار القلم والله ولا ينطبق الّا على اهل حوران أن نقول لهم :كلكم برجالكم بنسائكم بأطفالكم تاج على رأس سوريا سيفخر كل سوري أصيل بكم لميئات السنين .واليوم يحارب جنود الاسد بالنيابة عن اسرائيل لكسر ارادتكم والنيل من عزيمتكم ولا غرابة أن يلجأ حتى لترحيلكم عن تخوم كيان اسرائيل فأمن اسرائيل خط أحمر دولي واقليمي وقد وقف آل الاسد خلف الخط الاحمر في الجولان عاقلين متفهمين محتفظين بحق الردّ لما يقارب الأربعين سنة .

حرب الإبادة التي يشنها النظام الأسدي الغاشم اليوم ضد أهل حوران هي حرب ضد أهل النسق الاول المواجه لاسرائيل .وضد أهل النسق الاول في مسيرة الحرية التي بدأها الشعب السوري وتقدمها أهل حوران.

ولن يكون للنظام باذن الله مايريد .وسيخزي الله رؤوس ورجال هذا النظام .ويبدو أن الله قد هيأ الأمور ليتورط النظام مع أشد رجال سوريا بأسا وشكيمة.ومن ورائهم كل رجال بل رجال ونساء سوريا يهتفون في كل مظاهراتهم بالروح بالدم نفديك يا درعا.وما عادوا يهتفون أيام الجمع وبسكتون إنهم يخرجون كل يوم في كل مكان لان درعا تنزف كل يوم.

ويبدو أن النظام الفاشي لم يتورط مع أشد الرجال وحسب بل مع أدهاهم وأمكرهم فهاهم أهل حوران اليوم يهدّدون النظام بالزحف على خط وقف اطلاق النار مع اسرائيل او إطلاق النار بأي شيء يتوفر على اسرائيل اذا لم يعيد الكهرباء لبعض المناطق واستجاب النظام على الفور.وكيف لايستجيب وهو المنسحب الذي يتجنب اي مواجهة إلا مع شعبه.وسيكرر أهل حوران تهديدهم وسيطورونه وربما يزحفون باتجاه خط الهدنة بأجسادهم ليخرقوا الجولان وليفكّوا بخرقهم الجولان الحصار على حوران.

لقد غاص النظام وسيغرق في سهل حوران باذن الله سهل حوران الاحمر ...لون الدم ....دم الشهداء شهداء سوريا وحوران....سلام على الشهداء ..والله أكبر