لماذا يمنع النظام السوري المنظمات الدولية ووسائل الإعلام
لماذا يمنع النظام السوري
المنظمات الدولية ووسائل الإعلام؟!
طارق أبو جابر
لم أوجه هذا السؤال من أجل الإجابة عليه ؛ فالأمر من الوضوح والبساطة لكل الناس، بحيث لا يحتاج إلى تحليل وتعليل وإجابة ، ولكن السؤال الذين يحتاج إلى إجابة عند شعب سوريا هو : هل من حق هذا النظام الذي يدعي أن قواته تواجه المتظاهرين المطالبين بالحرية والإصلاح بالأيدي الفارغة ، والأنامل الناعمة ..أن يمنع وسائل الإعلام من الدخول إلى مكان الحدث ، مادام هناك من (يزعم) أن هذا النظام يواجه المتظاهرين العزل بقنابل الرصاص المطور ، والغازات السامة ، وينفذ جنوده حصارا قاتلا بالدبابات بحق مدن وأحياء ، ويمنع عن أطفالها وسكانها الماء والغذاء ، وينفذ حرب إبادة فعلية ، وبلغ عدد الضحايا - حتى الآن – أكثر من سبعمائة شخص بالأسماء ، والحبل على الجرار؟
هذا السؤال الذي نود من رعاة المنظمات الإنسانية الدولية ، وخبراء قوانين القتل والإجرام أن يوضحوه للناس ! أليس هناك منظمات دولية لتحقيق العدل والسلم ، ومنع الإبادة البشرية في العالم ؟ فأين هي هذه المنظمات والمؤسسات ؟ وهل يحق للأنظمة التي يوصف سجلها على مدى عشرات السنين بأنه أسوء سجل بالقمع والإجرام وانتهاك حقوق الإنسان ، أن تمنع في مثل هذه الظروف ، المنظمات الدولية الإنسانية ووسائل الإعلام من مشاهدة الوقائع ، ومراقبة الأحداث ، لكي تفلت هذه الأنظمة المجرمة من الرقابة ، وتنفرد بمواجهة الشعب الأعزل ، وتنفذ جرائمها في النهار أو تحت جنح الظلام ؟ وتنجو من المحاسبة ؟ وإذا لم تكن هذه المنظمات والمؤسسات والقوانين موجودة ، فلماذا لا تسارع هذه المنظمات الدولية، لوضع قانون يجبر هذه الأنظمة على السماح بمراقبة الأحداث ، وإغاثة المحاصرين ، الذين يمنع عنهم الماء والغذاء من أجل تركيعهم ، وحملهم على الخضوع والتنازل عن حقوقهم الإنسانية الأساسية ؟ أين العالم الراشد المتحضر؟ وأين منظماته التي تنفق عليها المليارات من قوت الشعوب ، مما يحدث اليوم في المحافظات والمدن والقرى السورية ؟ ألم يشاهدوا ويسمعوا عما يحدث في درعا وحمص وبانياس ودمشق وسائر المدن السورية ؟ ألم يقرؤوا ما فعله هذا النظام نفسه من قبل في حماة وتدمر وحلب وحمص وإدلب وغيرها من مدن سوريا من مجازر قتل وإبادة جماعية؟ هل بقي إنسان على وجه الكون لم يسمع بما فعل هذا النظام نفسه في سجن تدمر من جزر للسجناء ؟ وما فعل في مدينة حماة ، عندما حاصر المدينة على مدى أربعين يوما ، وأباد كل من عجز عن الهرب، وبقي في المدينة من شيوخ ونساء وأطفال ..؟ وها هو يكرر فعلته اليوم في درعا ودوما وبانياس وغيرها ، بعد أن أدرك أن هناك من المتنفذين في هذا العالم ، من صهاينة يحرصون على حسن الجوار ، وأنظمة حكم ظالمة لا قيمة عندها للإنسان ، من يبرر له ، ويدافع عنه ، ويحرص على بقائه ! بأي بشر يستغيث شعب سوريا اليوم ؟ وبأي عدالة يستنصر ؟ ولماذا يسكت الإخوة والأشقاء ،والجامعة العربية عن نصرته ولو بالكلام ؟ ألا يريد قومنا أن يسجلوا في تاريخهم موقفا ينفعهم عند الله وعند الناس ؟ اللهم إنا نشكو إليك هواننا على الناس ، يارب المستضعفين وربنا ، أنت النصير ، وأنت الرجاء ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !