ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً

هيئة علماء المسلمين في لبنان

لا للاستهداف .. لا للاستخفاف

تتسارع المستجدات الأمنية في الداخل اللبناني بطريقة دموية مؤسفة ويتكرر مشهد استهداف الجيش اللبناني الذي يسدد الفاتورة نيابة عن من يتاجر بمستقبل لبنان ويورطه في معركة العار، وفي هذا السياق تضع هيئة علماء المسلمين في لبنان هذه الحقائق والتساؤلات بين يدي الرأي العام اللبناني:

- لقد أدى قرار توقيف عماد جمعة سابقاً- في توقيت مشبوه إلى معركة راح ضحيتها العشرات من المدنيين والعسكريين، ومؤخراً جاء قرار اعتقال النساء - بحجة أن لأزواجهن دوراً في خطف العسكريين - ليفجّر غضب الخاطفين الذي تمثّل باستهداف الجيش اللبناني في رأس بعلبك وجرود عرسال وتنفيذ تهديدهم بتصفية الجندي علي البزّال.

ونتساءل: لمصلحة من هذا الاستخفاف بدماء العسكريين؟ ومن هي الجهة المسؤولة عن مثل هذه القرارات وتلك التسريبات المثيرة للفتن؟!

- إن توقيف النساء مع أطفالهن  في سياق عمليات أمنية، يعتبر سابقة خطيرة ومعيبة بحق دولة  ينبغي أن تقوم على قيم العدل وتطبيق العدالة، وهو عمل يشبه الأسلوب الذي يتبعه النظام السوري وحلفاؤه، بشكل يتعارض مع أبسط قواعد الحريات العامة والحقوق القانونية للمرأة والطفل، فضلاً عن مخالفته للقانون الإلهي الوارد في القرآن الكريم.قال تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى).

- لقد بذلت هيئة علماء المسلمين ما بوسعها لإبعاد السكين عن رقاب العسكريين، وأنجزت بفضل الله اختراقات إيجابية في جدار اﻷزمة أثمرت إطلاقا لسراح عدد كبير من العسكريين، في الوقت الذي أخفقت فيه كل الخلايا والقنوات والوساطات الحكومية والدولية التي لم تسفر إلا مزيداً من قتل العسكريين،  وتزايدًا في مشاعر الغضب واﻷلم عند ذويهم الذين يتجرعون المرارات على الطرقات وتحت خراطيم المياه.

-  لقد قامت الجهات الخاطفة بعمليات تفاوض مع عدد من اﻷنظمة والمنظمات الدولية والمليشياوية، ما يدل على أن العقدة هي في ملعب الحكومة العاجزة عن تأمين اﻹجماع المطلوب، نتيجة وجود جهة متضررة من التفاوض والرافضة للمقايضة بحجة هيبة الدولة، اﻷمر الذي دفعنا إلى تعليق مبادرتنا التي كلفتنا غاليًا من الدم واﻷلم.

 

 

 

وهنا نسأل المعرقلين:  هل تحافظ الدولة على هيبتها اذا تركت جنودها يقتلون؟ أين هي هيبة الدولة في عجزها عن ضبط ردات الفعل وإيقاف عمليات الخطف وانتشار الحواجز والمسلحين الذي يترافق مع كل منعطف خطير في هذا الملف؟!

ولهؤلاء نقول كفى استخفافا بالدماء والعقول.

- إن مقايضة المخطوفين بالموقوفين هي مقايضة الضرورة، على غرار تشريع الضرورة وتمديد الضرورة وحوار الضرورة في وطن نرجو أن لا يتحول إلى وطن الضرورة.

وأخيرا فإن هيئة العلماء تطلق "مبادرة الكرامة والسلامة" حرصاً على كرامة النساء والأطفال وذوي المخطوفين، وحرصًا على سلامة العسكريين والوطن، وتنفيسًا للإحتقان وتمهيدًا لإعادة الملف إلى سكة الحل، لذلك فإننا ندعو الجهات الرسمية إلى اﻹطلاق الفوري لسراح النساء واﻷطفال المحتجزين، كما نطالب الجهات الخاطفة بالكفّ عن ترويع اﻷهالي وتهديدهم بقتل أبنائهم، لما له من أثر بالغ ومرير على ذويهم وعلى سائر المواطنين، والإفراج عنهم.

وختاماً نذكر الجميع بقول الله تعالى :

{مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.

هيئة علماء المسلمين في لبنان

     المكتب الإعلامي - بيروت

١٤/ صفر/ ١٤٣٦

      ٦ /كانون الأول /2014