أول تنفيذ إنهاء حالة الطوارئ

د. منير محمد الغضبان

د. منير محمد الغضبان

[email protected]

التظاهر ومائة شهيد ، فهل من مزيد؟

وياليت النظام السوري يملك العقل في عرضه لإصلاحاته

الرئيس السوري يعلن مساء أن حالة الطوارئ ستنتهي خلال أسبوع ويهدي شعبه في اليوم الثاني خمساً وعشرين شهيداً في التلبيسة وحمص .

 فعلاً يتصرف النظام السوري مع شعبه بأنهم متخلفون ، يحتاجون إلى قرن جديد حتى يستحقوا الديمقراطية

ونجد ماسحي الأحذية من زبانية النظام يتسابقون إلى تمجيد الرئيس . ويعتبرون المتظاهرين مند سين او تبعاً للخونة المنسدين .

ويعلن الرئيس إلغاء حالة الطوارئ مساء , ويعلن معه وزير الداخلية منع التظاهر  او قانون تنظيم التظاهر .

وفي اليوم التالي للقرار، يقوم الأمن بقتل أكثر من مئة شهيد في أنحاء سورية، تنفيذاً لقرار الحرية الخالد ، الذي أعلنه بشار أسد في إنهاء الظلم ، الذي جثم على صدر سوريا نصف قرن , ودليل إنهاء الظلم قتل المتظاهرين  بالرصاص الحي , ومنع التظاهر تحت أي سبب .

 فإذا كان هذا عدلكم وتنفيذ مواعيدكم ياسيادة الرئيس ، فما هو الظلم إذن؟ وإذا كان هذا هو التنفيذ لقرارات الإصلاح ، فما هو الحل قبل صدور هذه القرارات ؟

رب يوم بكيت منه فلما        صرت في غيره بكيت عليه

. ألغوا هذه الإصلاحات .

ففي ظل قانون الطوارئ تحرك شعبنا منذ أكثر من شهر , وانتهى إلى ضرورة إسقاط النظام ، أما في غيابه فقد قتل في يوم واحد ثلث ما قتل في شهر، ويأتي زبانيتك ليتحدثون عن الحزمة الضخمة من الاصلاحات التي ستصدر. 

فهل يضيركم أن تعلنوها كاملة . وتوفروا دماء هذا الشعب , أم أنكم تتلذذون بالذبح وجنودك يعلنونها صريحة

يا بشار لا تهتم       نحن جنودك نشرب دم

وكلما قتل وذبح مائة شهيد أعلنتم قراركم الميمون بشذرة من هذه الاصلاحات ، حتى يأتي يوم الذبح الثاني وهكذا دواليك .

وزبانيتك يلومون الشعب انه لا ينتظر حتى تبرز هذه الحزمة , ويلومون الناس على التحرك . فلا بد من الموت , والعودة ثانية عن هذا الحراك،  فتعودون لدفن هذا الشعب ومحاسبته على ما اقترف في هذه المظاهرات .

والموت أسهل بكثير من أقبية المخابرات , والتي تنتهي بعد التعذيب بالممات .

كفى هزءاً بشعبك . كفى استخفافاً بأمتك . كفى استحقاراً لوعي هذا الشعب , فهو اليوم أوعى منك قبل أن تولد ويكون لك شأن في هذه الحياة ، نحن نعلم مدى كبريائك وصلفك حين تخطب الخطب الرنانة ، والتصريحات الطنانة ، والاصلاحات ( الزيفانة ) . ثم لا تعرج بكلمة واحدة على الشهداء ولا على المعارضة ولا على المثقفين ،  وكم استهزأت بالمثقفين واستهزأت بشعبك ، فهو لا أحد أعظم منك علماً ولا فهما ولا عبقرية ، وشهدناك حين  أردت ان تتواضع التواضع الزائف ، في مجلس شعبك الزائف . وقيل لك الجماهير تصرخ ، فقلت والا بتسامة تملأ شدقيك ، وتضحك ضحكتك الصفراء قائلاً :

الله , سوريا , بشار

الله , سوريا , شعبي .

 فهذه الملايين الإثنين والعشرين هي شعبك ، ملكك ، حصتك في غابتك ، وليس الشعب السوري ، وليس الشعب العربي والكردي في سورية ، بل هو ملكك أنت .

أيها الرئيس المغتصب ،

نحن نفقه أن إنهاء حالة الطواريء ، هي إنهاء كل آثارها ، وما نتج من ظلم عنها ، وإلغاء المحكمة العسكرية الإستثتائية ، إلغاء لكل أحكامها الجائرة الظالمة الباغية ، وهذا يقتضي قبل إعلانك إنهاء حالة الطواريء :

1-   خروج كل معتقلي الرأي في سورية بلا استثناء .

2-   عودة كل المهجّرين القسريين والموزعين في كل أنحاء الأرض .

3-   إلغاء القانون ( 49 ) الذي يحكم بالإعدام على الرأي لمن ينتسب للإخوان المسلمين .

4-   إعلان حق التظاهر ، لاتنظيم حق التظاهر على مزاجك وهواك .

5-   إلغاء العبودية للبعث العربي الإشتراكي  .

وعندئذ نصدقك ونقول لك إننا من الشاكرين .

أما كما فعلت فنحن نكذبك ونقول لك إنا عليك من الثائرين .

( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون )