السوريون بين إصلاحات النظام ومجازره
د. ياسر سعد
[email protected]
في هذا اليوم الحزين
عايشنا بعضا من إصلاحات النظام والتي يردد أبواقه أنها أكثر مما يحلم به كثير من
المعارضين.
هذه هي البداية، ولولا
الخوف من الصور الموثقة والفضائح الإعلامية والملاحقات القانونية لرأينا إصلاحات
تتفوق على إصلاحات تدمر 1980 وحماة 1982
رفع قانون الطوارئ
تزامن مع منع التظاهر وهو حق كفله دستور 1973 والذي وضعه حافظ الأسد ليجمع بين يديه
جميع السلطات، وكان حق التظاهر في ذلك الدستور أمرا نظريا مثل شعارات الوحدة
والحرية، قبل أن يأخذ الشعب زمام المبادرة مفجرا غضبا مكبوت منذ نصف قرن.
النظام يريد كسب الوقت
وخداع الثائرين والانحناء اللفظي للعاصفة ولم ولن يقدم إصلاحا واحدا. إن أي حديث عن
الإصلاح -لا يسبقه تبييض كامل السجون ووقف إطلاق النار على المواطنين والاعتراف
بالأكاذيب والاتهامات المفبركة وفتح البلاد أمام وسائل الإعلام- هو إفك وافتراء
وخداع.
لماذا يخاف النظام من
الضوء ومن الإعلام؟ لأن نواياه الإجرامية مؤكدة.
بعد مجازر الجمعة لم
يعد هناك عذر لعالم أن يحسن الظن، ولا للجماعات الإسلامية والقومية ممن دعموا "صمود
النظام"، بالسكوت والمشاركة سلبيا في جرائمه. المطلوب من الدول والجامعة العربية
والمجتمع الدولي التنديد بجرائم نظام الأسد ضد الإنسانية وأخذ الإجراءات اللازمة
لمحاصرته وفرض العقوبات على أكابر مجرميه.