دوما اليوم... ومطالب الحرية
أسدل الستار على جمعة الإصرار.. وحق للشباب أن يسموه بذلك الاسم.. حيث أثبتوا للعالم كله إصرارهم على المضيّ قدماً في طريقهم نحو الحرية.. والأرقى من ذلك أثبتوا للنظام الذي حاول وبشتى الوسائل أن يشوه صورتهم بأنهم شباب حضاري.. مطالب بالحرية.. ويسعى للتغيير لا للتخريب.
فالشباب السوري اليوم أذهلوا كل من رآهم.. وحسب متابعتنا القريبة لشباب الثورة في مدينة دوما وجوارها.. فإننا كمراقبين للحدث على أيام عديدة لم نستطع أن نتوقع ما سيحصل في مدينة دوما..
وحتى مساء البارحة كنا في نقاش مع بعض الشباب حيث كان الجميع متخوف من هدوء شباب دوما، وأنهم قد همدوا وخمدوا.. وهناك البعض من قال أن مؤامرة تدور عليهم.. وآخرون قالوا بأن مقابلة وجهاء المدينة لرئيس الجمهورية هدأت من غضبهم .. و .. و
ولكن اليوم قام أهالي مدينة دوما وبالتعاون مع أهالي حرستا، وعربين، وزملكا ، وجوبر بتصوير أروع مشاهد التعاون والتلاحم الشعبي، وأكدوا بكل عفوية أن سوريا لن تنجر للطائفية مهما حاول هذا النظام البائس أن يوقعهم بذلك.
بداية التظاهر :
وكما وصلنا من أحدهم قيام مجموعة من الشباب لا تتجاوز عشرون شاباً بالتوجه إلى بوابات جامع الكبير في دوما، وعند خروج المتظاهرين من المسجد قام هؤلاء الشباب بسؤال المصلين "ألا تريدون الحرية... ألا تريدون الحرية؟!" ومن هنا كانت البداية، سار الشباب بعد الصلاة من المسجد الكبير متجهين في شارع الجلاء ، وعند بداية القوتلي التحموا بشباب آخرين قاموا بالتظاهر من جامع البغدادي.. ومنها انطلقوا ..
كانت التظاهرة في غاية الروعة من حيث التنظيم، والشعارات، والأداء حيث اتجه شباب دوما نحو مدينة حرستا المجاورة، وقاموا بكسر الحصار عنها واتحدوا في مشهد درامي رائع.. وعند التقاء شباب المدينتين قام أهالي حرستا بالهتاف " بالروح بالدم نفديك يا دوما" ومن ثم انطلقوا معاً نحو عربين.. حيث انضم أهالي عربين وازداد حماس المتظاهرين واتجهوا جميعهم باتجاه زملكا، ومنها إلى جوبر، ومن ثم وصلوا إلى ساحة العباسيين... وهناك من يقول قبل العباسيين بقليل أي أنهم لم يصلوا إلى الساحة.
قوات الأمن والمتظاهرين :
كانت قوات الأمن تتمركز في منتصف الطريق الواصل بين دوما وحرستا.. وعند توجه أهالي دوما إلى حرستا قام الأمن بالتراجع والانحسار حتى وصلوا إلى إدارة المركبات "قطعة عسكرية على أطراف دوما" وخوفاً من المتظاهرين قام أفراد الأمن بتحية المتظاهرين فقام المتظاهرين من أهل دوما وبكل رقيّ وحضارة بالهتاف " الجيش والشعب يد واحدة" وأكملوا مسيرتهم إلى حرستا..
ووصلتنا أنباء عن تواجد كثير لقوات الأمن في جوبر بالقرب من العباسيين حيث قام قوات الأمن ، بإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، ومع إصرار المتظاهرين على البقاء قام الأمن بمواجهة الشباب بالقنابل الغازية المسيلة للدموع.. كما أكد العديد من المشاركين في المظاهرات تواجد باصات تابعة للأمن بالقرب من العباسيين حيث قاموا باعتقال العديد من الشباب.
وعند عودة المتظاهرين من أهل دوما إلى المدينة ، كان في انتظارهم عند مداخل المدينة قوات الأمن حيث قامت بحملة اعتقالات عشوائية وكبيرة...
الشعارات المطروحة في المظاهرة :
كانت اللغة المستخدمة في شعارات المتظاهرين جدّ رائعة.. فحاولت أن تجمع الشعارات بين محاربة الفساد.. محاربة العنف... الوحدة الوطنية.. نبذ الطائفية.. وهناك بعض الهتافات الجميلة التي جمعت بين جدية المطالب وفكاهة اللهجة ومن خلال رصدنا للشعارات المطروحة في المظاهرات كان التالي :
1- بدنا نحكي عالمكشوف طوارائ ما بدنا نشوف.. بدنا نحكي عالمكشوف حرامي ما بدنا نشوف لا ذي الهمة ولا مخلوف.
2- لا للعنف
3- بالروح بالدم نفديك يا بانياس.
4- لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك.
5- الله.. سوريا .. حرية وبس.
6- كما أنهم رفعوا البطاقة الصفراء في وجه النظام وهددوه برفع الحمراء في حال عدم تحقيق المطالب... فهتفوا " صفرا صفرا صفرا.. وبعدين بتصير حمرا"
وفي ختام يوم الإصرار نرى أن الشعب السوري بشكل عام.. وأهالي مدينة دوما بشكل خاص قد قطعوا خطوة أخرى في مسيرتهم المطالبة بالحرية.. فبعد كسر حاجز الخوف.. هم اليوم ينبذون الطائفية ويؤكدون على الوحدة الوطنية.. والآن ننتظر منهم متابعة المشوار ليقوموا بالخطوة الثالثة بالحصول على تلك المطالب.
تنسيقية مدينة دوما – الثورة السورية
قسم تحرير الأخبار
15/4/2011