خطاب بشار قبل الأخير
علي الأحمد
من يتابع الخطاب الثاني لبشار يرى أثر ما أحدثته المظاهرات الاخيره التى إجتاحت سوريه من أقصاها الى أقصاها . فلم يعد الامر أمر أولياء أمور في درعا يتظاهرون بسبب سوء المعامله لابنائهم ، ولا مشاده كلاميه بين مواطن وشرطي مرور في الحريقه يتجمع بعدها عشرات المواطنين ثم ينفضوا ، الامر الان صار أكبر وأشمل وأعمّ ، بحيث إجتاحت المظاهرات الوطن كله ووصلت الى قلب دمشق لاول مره وبأعداد كبيره جدا .
والاغلب الان أنّ سرعة بشار في اللحاق بركب الشعب المندفع ستكون مثل سرعة السلحفاة الى الارنب ، ففي حين يندفع الناس في كل جمعه بعد الصلاة رافعين شعارات تغيير النظام ، ويحطمون الصور والاصنام المزروعه في كل ناحيه من سوريه ، حتى صارت هذه العمليه تثير التندر والضحك حين ترى رأس حافظ الاسد الذي كان يحاط بهالة من التقديس والتبجيل ، تراه يداس بالارجل ويدحرج في الازقه ، هذا الاندفاع من الناس يقابله تحرك بطيئ وبيروقراطي ومعقد من قبل النظام ، يتمثل في تشكيل لجان قانونيه وسن مشاريع قوانين للبلد لا يمكن أن يتقبل الناس الانتظار لنتائجها بعد أن نزلوا للشوارع وسالت دماؤهم بغزاره في كل مكان .
بشار الاسد في واد والشعب في واد آخر ، الناس يطالبون بحل الاجهزة الامنيه وهو يهددهم بها بحجة أنهم يخربون المنشآت ، الناس يطالبون بإلغاء حالة الطوارئ ، وهو يحاول التفلت من خلال ما يقول أنه حزمة من القوانين تكون بديله لقانون الطوارئ بعد أن عرف سلفا رفض أي شيء يسمى بقانون محاربة الارهاب .
الواضح أنّه ما زال يرفض الاقرار بحقيقة ما حصل خلال شهر من الثوره المباركه وما حققه الشعب في هذا الشهر من تقدم كبير وناجز على طريق نيل حريته ، وهو في كلا الخطابين يبدو غير مكترث ويريد أن يعطي الانطباع بأنه واثق ومطمئن بينما وصل العطب والنخر الى عمق بنية النظام وإنهارت تلك الجدران العاليه والسميكه من الرعب التى بناها هو وأبوه على مدى أربعين عاما .
الى أي مدى اذا سيستطيع أن يكابر ويماطل ويصمد في وجه هذا المد الشعبي الهادر ؟ سؤال نتركه للايام القليله القادمه للاجابه عليه من خلال ردود الفعل السريعه التى ستصل خلال أيام الاسبوع بإنتظار يوم الجمعه الذي يكون في العاده هو المعيار والمقياس للمزاج الشعبي الذي صار يميل بقوة كبيره ضد بقاء هذا النظام الدموي القمعي المتحكم برقاب العباد .