الأسد الصغير.. وضرورة إسقاطه

المقنع الثوري

* كما حكمنا الأسد الكبير المقبور (حافظ)، بات يحكمنا الأسد الصغير (بشار) ولذلك فإنني قلت ذات يوم:

أتى الكلبُ الكبيرُ لنا بجروٍ     فكانَ الجروُ أبخسَ من أبيه!

وكما رحل الأب إلى جهنم وبئس المصير، فإن الشعب السوري يتمنى أن يلحق الابن بأبيه عاجلاً غير آجل، وغير مأسوف على الاثنين معاً.

ولكن إذا أردتم معرفة مبررات رغبة هذا الشعب، فلابد لكم من معرفة أهمّ المرتكزات التي يقوم عليها حكمه المقيت، وباستطاعتنا تقديمها على الشكل التالي:

أولاً: إبقاء البلاد تحت كابوس حالة الطوارئ والأحكام العرفية التي أرهقت وما زالت ترهق الوطن والمواطن منذ أكثر من أربعين عاماً، نظراً إلى أن الإبقاء على هذه الحالة هي من مقومات الحكم الديكتاتوري المستبد، الذي ورثه من أبيه بطريقة استبدادية سعى فيما بعد إلى إلباسها لباس الشرعية بالانتخابات المزورة التي أيقظ فيها الأموات من سباتهم العميق، ليقولوا له (نعم) وهم في قرارة نفوسهم يقولون (نعامة تدعس بطنك وتريحنا منكَ إلى الأبد)!

ثانياً: تكريس الحكم الفئوي الأسري الطائفي، ولعل من الأخطاء الشائعة الاعتقاد بأنه يحكم باسم الطائفة التي ينتمي إليها، أو أنه يسعى لمصلحتها بالمطلق. أو أنه يعبّر عنها ويمثّل توجهاتها، أو أنها بمجملها راضية عن حكمه. وتفسير ذلك أنه يستقوي بالطائفة لاستمراريته في الحكم الأسري لمتسلّط فقط والدليل على ذلك تهميش كثير من العائلات التي تنتمي إلى الطائفة العلوية، ومعظمها عائلات مرموقة وعائلات وطنية وعائلات تتمتع بالوعي الفكري الذي يمنعها من الاصطفاف الطائفي الذي يريده هذا الأسد الصغير، وهنا لابد من القول أن مشكلة الشعب السوري مع الحاكم وأذنابه ليست مشكلة طائفية، وإنما هي مشكلة خلقتها طريقة الحكم الاستبدادي الذي قاد الوطن والمواطن إلى التخلف والانقسام والفوضى في جميع المجالات، ولهذا فإننا نؤكد على وحدة الشعب السوري بمختلف أطيافه والاصطفاف صفاً واحداً في مقاومته.

ثالثاً: السعي المنهجيّ المقصود لتكريس ظاهرة الفساد والإفساد في الدين والأخلاق والسياسة والاقتصاد، والشعب السوري بكل مكوناته المجتمعية يدرك هذه الحقيقة المؤلمة، بل يعيشها واقعاً عفناً لا يطاق، ولعل إدراك الشعب السوري لذلك يغنينا في هذا المقام المحدود من الاستفاضة في الشرح والاستدلال ولكنني أحب أن أشير هنا إلى ظاهرة مألوفة في عهد الأسد الصغير، كما كانت مألوفة في عهد الأسد الكبير، وهي أنه في المناسبات غير المباركة كالسابع من نيسان أو الثامن من آذار، قد اعتاد على إصدار عفو عام عن المحكومين. هل تعرفون من هم المحكومون الذين يتم العفو عنهم؟ إنهم المجرمون بحق الوطن والمواطن من قاتل وسارق ومرتشي ومغتصب وغيرهم من أصناف المجرمين، بينما يظل قابعاً في سجونه الظالمة والمظلمة أصحاب الرأي والفكر والأدب الحر الذين يسعون إلى النهوض بالوطن والمواطن من مستنقعات الفقر والتخلف والقهر. ألا يعني هذا أن هذا الحاكم وأعوانه لا يسعون إلا لتكريس ظاهرة الفساد والإفساد المتعمّد؟

من أجل ما ذكرناه، ومن أجل ما غفلنا عن ذكره، ومن أجل حرية وكرامة الوطن والمواطن، ومن أجل غد أفضل للأجيال القادمة، فإنه لابد للشعب الوطني بكل مكوناته وأطيافه من العمل على إسقاط هذا الأسد الصغير الذي لا يتمتع بأدنى صفة من صفات الأسود، وعلى الشعب السوري بأجمعه أن يدرك أن هذا الوطن هو وطن الجميع، وأن تحريره من هذا المستبد الأحمق هي مسؤولية الجميع، وما عليهم بعد الاعتماد على الله إلا إعلان العصيان المدني العنيد الصامد، وكسر حاجز الخوف الذي يكرّس واقعهم الأليم، ولنردد معاً: إجاك الدور.. يا دكتور؟؟