أيها الشعب السوري العظيم
د. خالد أحمد الشنتوت
لفت انتباهي أمر أمس وأنا أتابع ( أورينت ) التي تبث من تردد بردى حالياً ، وجميع بثها عن سوريا ، لفت نظري مواطن سوري مرمي في الأرض ( ربما جريح ) ورجلان من الأمن يسوطانه بالعصي الغليظة ، التي قد تكسر العظم ....
فرحت لذلك ...ولاتستعجلوا ...فرحت لأن رجلين من الأمن على مواطن واحد ، يضربانه بالعصي ... فرحت لأن هذه حالة جديدة تبشر بالخير ، لم نعتد عليها ــ نحن الذين عشنا عقد الثمانينات ــ كنا نرى عسكرياً واحداً من الوحدات الخاصة أو سرايا الدفاع أو الصراع ، يمسك كلاشنكوف ويرش بالرصاص الحي وليس المطاطي ، عشرات المواطنين أمامه ؛ فيرديهم قتلى في الحال .... كان عسكرياً واحداً مقابل عشرات ربما (خمسين ) واليوم رجلان أمن مقابل مواطن واحد .... وهذه صورة تبشر بالخير وهي أن الحضارة بدأت تدخل إلى سوريا ...
أبشر أيها الشعب السوري العظيم ، استمر في انتفاضتك السلمية ، فالتظاهر حق مشروع للمواطنين ، ولاحظ أن انتفاضة الشعب في تونس وفي مصر نجحت بسهولة ، بينما يكابد الأخوة في ليبيا لأن الظروف ( والفوضى ) حولت الانتفاضة السلمية إلى معركة مسلحة ، تدخل فيها حلف الناتو ويتجادلون بشأن تسليح المعارضة أو لا خوفا من وصول السلاح للآرهابيين ... والقذافي يرسل الصواريخ باستمرار تحصد الشعب المدني من النساء والأطفال والرجال ....
استمروا واصبروا وصابروا فأنتم في جهاد ، وكل من يموت ويدخل الجنة لايتمنى أن يعود إلى الحياة إلا المجاهد الذي يتمنى لويعود ليقتل في سبيل الله مرة أخرى ، لأنه وجد ربحاً عظيماًُ غير متصور لديه سابقاً .... الجنة أيها الشعب العظيم ، فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر ، هناك العدل والأمن والراحة .... ولايوجد هناك قذافي أو أي حاكم ديكتاتوري آخر ....
وخطر في ذهني خاطر رياضي وهو لو أن ( مليوناً ) من الشعب السوري العظيم ، تظاهر في أماكن متفرقة ، لعجزالنظام عن توفير ( مليونين ) من رجال الأمن يسوطانهم بالعصي ... أما إذا تورط ــ لاسمح الله كعادته ــ فالفضائيات له بالمرصاد ، وليس الحال كما في الثمانينات عندما كنا ننتظر نشرة أخبار الأردن حيث يقول : أفاد قادمون من سوريا أن الوحدات الخاصة قتلت مئات المواطنين في حماة وجسر الشغور وريف إدلب وحلب وغيرها .... طبعاً بدون صور .... لاكاميرات ولا جوال ...ولا فيس بوك ، ولاتويتر ، ولاأنترنت ...لقد تغيرت الحال ، غيرها رب العالمين الذي يغير ولايتغير ... والعالم كله يهتف بحق المواطنين في التظاهر والاعتصام السلميين غير المسلحين ...
رحم الله شهداءنا الأبطال ، وألهم ذويهم الصبر والسلوان ، وهنئياً لهم بالشهادة في سبيل الله ( إن شاء الله ) ....