لا تدعوا حوران تذبح كما ذبحت حماة

د. منير محمد الغضبان

يا شعبنا العظيم، يا أحرار العالم

د. منير محمد الغضبان *

[email protected]

يا شعبنا العظيم : أنظر ماذا ترى

إخوانكم  في حوران ، يذبحون في المساجد على قارعة الطريق لأنهم قالوا : لا للطاغية الظالم . لأنهم تمثلوا قول أمير المؤمنين رضي الله عنه :

يعجبني الرجل إذا سيم خسفا أن يقول لا بملء فيه

لقد قالوها بملء فيهم : لا للطاغية قالوا للجبار الناعم الملمس بشار الأسد ؛ والذي يشهد الله على ما في قلبه . وهو ألد الخصام

لقد قامت درعا كلها بشيبها وشبابها وأطفالها وشيوخها ورجالها ونسائها .

تساند أطفالها الذين كتبوا على الجدارن يريدون إسقاط النظام

فاعتقلوا الأطفال،  وثار الرجال لأطفالهم المعتقلين . فقتلوا الرجال وساقوهم إلى أقبية السجون ، فثارت درعا كلها ، ولجؤوا إلى الله في بيت أذن لله أن يرفع ويذكر فيه اسمه .

فتحدى الطاغية الله  ، وبعث زبانيته ، واقتحم المسجد .

فهو حريص على تطبيق قول الله فيه :

وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ..

يا أيها الشعب:ليكن هذا هو شعار ثورتك ضد النظام كله :

لا: للفساد في الأرض

لا: لإهلاك  الحرث والنسل

وارتفعت  صيحات المصلحين في كل مكان في الأرض بهذين الشعارين .

منظمات حقوق الإنسان ،  الفضائيات، الاتحاد الأوروبي ، رؤساء العالم وأحرارا العالم ، الأمين العام للأمم  المتحدة . سادة سورية العظام في لداخل والخارج ، لقد ضجت الأرض كلها بجرائم النظام قائلة له : اتق الله

وكان الجواب منه حرصه على تطبيق كلام الله فيه: أخذته العزة بالإثم

وأصر على جبروته ، فماذا أنتم فاعلون ، يا أبناء شعبنا العظيم ، يا شباب سورية ، يا شباب الشام وحلب وحمص وحماة واللاذقية والسويداء ، في دير الزور والحسكة والقامشلي .

يا أمل العالم .. لقد قامت طلائعكم العظيمة ، أعلنت ثورتها ضد نظام الأسد . فهم قادتنا العظام  .. فسيروا على خطا أبطالكم في درعا ، وداعل وجاسم ونوى سيروا على خطا أطفالكم ونسائكم ورجالكم فيها ، فكل طفل بطل أمة ، وكل امرأة محورة أمة .

تظاهروا . قوموا ظاهرين على الحق ، في كل محافظة  وفي كل مدينة . ولا تسكتوا فتكونون ظهيرا للمجرمين .

إنها المظاهرة إما لتكونوا ظاهرين على الحق ،

أو لتكونوا ظهيرا للمجرمين

ثوروا ضد الطغيان والطغاة ، (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار .)

فإن الركون إلى الظلم جزاؤه جهنم و أن لا يكون لكم أولياء  من دون الله ثم لا تنصرون

وأما الثورة من أجل الحرية ، وضد الفساد ، وضد الطغاة ، فهو المنجاة

فلم يذكر مع (سبيل الله ) في القرآن إلا ( المستضعفين في الأرض)

يا أبناء شعبنا العظيم في كل محافظة وفي كل قرية وفي كل مدينة . في دمشق ، في حلب وفي حماة وحمص ،في كل قرية ..في حينة وعرنة وفي القرداحة وجبلة ، في إدلب وفي التل وفي دوما. وفي كل صقع . فسورية لنا جميعا ، وليست لأسرة طاغية لا تزال تتحكم منذ أربعين عاما بمصيرنا .

أيها المواطنون : هذا وطننا جميعا ، وليس وطن أسد  وزبانيته وجنده ، وعلينا أن نكون شركاء في تقرير مصير هذا الوطن وفي عزل وإسقاط الذين باعوا قطعا منه بثمن بخس ، وتركوه في يد العدو أربعين عاما بلا حساب ..

 إننا نريد حقنا في الحياة ، لأن العيش في ظل الذل ممات

وإن لم تنصروا إخوانكم اليوم فسنحصدها ذل نصف قرن آخر ، العالم معنا ينظر ماذا نعمل ، ينتظر اعتصامات في ساحة المرجة بمئات الألوف ، وفي ساحة عبد الله الجابري بحلب ، بمئات الألوف ، وعندئذ يسقط الطاغية بدمشق ، ويسقط نظامه .

إن الوعود الخلابة التي أطلقتها القيادة القطرية والتي تحتاج إلى شرعية لوجودها قد أطلقت منذ وصول بشار إلى السلطة . ولم ينفذ منها شيء ، وهذه القرارات إن كان أصحابها صادقين فلا تحتاج أكثر من قرار رئاسي خلال مدة أقصاها أسبوع في إلغاء قانون الطواريء وإصدار قانون الأحزاب والعفو السياسي عن أبناء الشعب كله ، وعودة شعبنا إلى وطنه . قرار واحد يعلنه الرئيس وينفذ خلال أسبوع يقي البلد من حمام دم يتناول سورية كلها .

ليكن الهدف واضحا لا لبس فيه ،

تغيير النظام إن لم يغير النظام نفسه .

وشعارنا: ((وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ))

                

* باحث إسلامي سوري