استباقاً لخطاب الأسد
أمير أوغلو / الدانمارك
أرجو أن تصلك رسالتي هذه قبل انطلاقك باتجاه مجلس الكركوزات لإلقاء الخطاب الهام الذي تعدنا به منذ يومين والذي ينتظره الحمقى والمغفلون من الذين لم يعرفوك بعد ولم يعرفوا نظامك ولا نظام أبيك ولم يدركوا بعد أن النظام الحالي هو امتداد للنظام القديم بصورة أخرى ووسائل أخرى.
إن اختيارك لمجلس الكركوزات لإلقاء الخطاب هو الدليل الأول على عدم جديتك في الإصلاح والتغيير وهو الدليل الأول على أنك تنوي أن تكذب علينا كذبة كبيرة لا يصدقها عاقل ولا مجنون. لا يمكن أن يكون هذا المسرح الكوميدي الذي يثير السخرية والضحك والغثيان هو المسرح الذي تلقى عليه الكلمات الجادة والتي يبنى عليها مصير الأمة.
حبذا لو توجهت البارحة إلى الجماهير التي خرجت من أجل أن تفديك بدمائها وأرواحها مباشرة من ساحة السبع بحرات لكان خطابك أشد فعالية وتأثيراً ولكن مستشاريك من الحمقى والمغفلين من أمثال شعبولا لا يفقهون ولا يفهمون ولا يعقلون.
لا نريد منك يا أيها الرئيس إصلاحات مالية ولا تخفيضات ضريبية ولا إلغاء خدمة العلم ولا وعوداً بأحزاب ولكن نريد منك التالي:
حل مجلس الكركوزات الذي جئت تخطب فيه اليوم كما حللت الوزارة
حل حزب البعث القائد الذي يقودنا إلى جحيم الدنيا وعذاب الآخرة والسماح بتشكيل الآحزاب الحرة مباشرة
حل أجهزة الأمن وإبقاء جهاز واحد متخصص بالأمن الخارجي
حل الحرس الجمهوري واستبداله بقطعات من الجيش ولائها للوطن وللشعب وليس لك ولعائلتك
الإعلان عن دستور جديد تلغى فيه كافة المواد المفرقة للشعب والمدمرة لوحدته الوطنية والموهنة لنفسية الأمة والمضعفة للشعور القومي (هذا تعلمناه منكم للصراحة) مثل المادة 8
الإعلان عن موعد لانتخابات نزيهة لبرلمان جديد باسم جديد يكون تحت إشراف هيئة قضائية مستقلة شريفة ونزيهة (ومن الصعب أن تجد أناساَ بهذه المواصفات إلا إذا أطلقت سراح المساجين والمحامين والقضاة والخبراء السياسيين)
البرلمان الجديد يحدد موعد الانتخابات الرئاسية القادمة وبإمكانك الترشح لها لتختبر ولاء هؤلاء المتظاهرين الذين تراهم على شاشات التلفزيون السوري.
إعتقال ماهر الأسد بتهمة القتل العمد لمائة شهيد على الأقل سقطوا في الأيام السابقة وتقديمه لمحكمة مدنية عادلة
إعتقال رامي مخلوف بتهمة الفساد وسرقة نصف ممتكات الشعب السوري والتهرب من الضرائب وتقديمه لمحكمة مدنية عادلة.
إعتقال كل الشبيحة في اللاذقية وضواحيها وتقديمهم للمحاكمة
إطلاق سراح كل الأسرى السياسيين (أربعة آلاف على الأقل) فوراً وقبل انتهائك من إلقاء الخطاب وعلى رأسهم النساء والأطفال.
إن لم يكن هذا هو خطابك لنا اليوم فالأفضل إلا تصل إلى المجلس وألا تلقي الخطاب بل توجه مباشرة إلى المطار لتستقل أول طائرة مغادرة إلى إنكلترا فهذا أشرف لك من البقاء في دولة لا تستطيع إدارتها حسب مطالب شعبها التي تعتبرها محقة وواقعية.
والسلام على من اتبع الهدى
ملاحظة: نرجو أن تأخذ معك المفتي وبعض المشايخ المؤمنين بك وبأبيك لأنك ستتعرض هناك لأسئلة شرعية كثيرة مثل: هل يجوز أكل الدجاج غير المذبوح إسلامياً أم أنه يعامل معاملة الشعب المذبوح إسلامياً؟
هل يجوز ركوب المترو في لندن بدون بطاقة أم أن هذه لا تعتبر سرقة بالقياس على سرقة شعب لمدة أربعين سنة كاملة؟