النظامان في سوريا وإيران أعداء
ثورة الارز واخواتها العربية
فواز شوك
لا يمكن ان تقرأ الاحداث الجارية في المنطقة الا ككتاب واحد وليس كصفحات مبعثرة لان المنطقة العربية هي كتلة مترابطة تدور فيها الاحداث ضمن حلقات متماسكة لا يمكن فصل حلقة عن اخرى، بحيث لا يستطيع المتابع لمجريات الامور ان يصل الى ادراك الحقيقة كاملة اذا ما تجاهل مسألة الترابط هذه، فعلى سبيل المثال لا يمكن ان نفصل بين موجات التغيير التي تجتاح المنطقة و زيارة السفينتين الايرانيتين الى سوريا وانزال الطائرات الايرانية في تركيا لتفتيشها .
سفن وطائرات مرسلة من دولة هي ايران تحاول ان تحمي نفسها من تسونامي التغيير من جهة ومن جهة اخرى تحاول ان تستغل وتسرق بعض سفن التغيير في عملية قرصنة سياسية مكشوفة وهذا ما نلاحظه في البحرين ،الى دولة اخرى هي سوريا ليست اقل خوفا وتحضيرا لمواجهة هذه الموجات التي اصبحت خارج السيطرة حيث بدأت الثورة في سوريا بالفعل ،وضمن هذه الحلقة المترابطة يمكن ان نضع استماتة النظام في سوريا في مساندة القذافي وقد ترجمت هذه المساندة بالموقف السوري في اجتماع مجلس الجامعة العربية بِشأن ليبيا والذي كان الاسوأ بين المواقف، وبالتالي لا يمكن فصل ارسال السفن الى سوريا من ايران عن ارسال السفن من سوريا الى ليبيا فكلا الدولتين منزعجتين من التحولات التي يصنعها ابناء المنطقة . ان موقف النظام السوري من ثورة ليبيا والسلاح الذي يقدمه لنظام القذافي والذي يستخدمه في ذبح شعبه وان كان سلاحا معنويا على اقل تقدير في انتظار انكشاف الحقائق لا يمكن فصله عن السلاح السوري الايراني الموجود في لبنان والذي يوجه الى صدور اللبنانيين كلما قررت طهران او دمشق ،هذا السلاح الذي حاولوا ان يخفوا حقيقته تحت مظلة اصبحت مكشوفة امام اللبنانيين وبدأت تنكشف يوما بعد يوم امام الشعوب العربية ، وهي مظلة المقاومة ليخدعوا بها الجماهير العربية التي تقدس قضية المقاومة ،فكلا السلاحين موجهين الى شعبين ثائرين(اللبناني والليبي) من اجل الحرية واسقاط الظلم . ان ثورة الارز واخواتها العربية اخافت الطغاة بل ان ثورة الارز (رغم تنوع واختلاف اهدافها بتنوع اطيافها المختلفة ) الا انها استطاعت ان تكون الاولى بين اخواتها في مقارعة الانظمة المستبدة والعمل على اسقاطها بل عملت على تفكيك نظام مكون من ثنائي الدكتاتورية في لبنان وسوريا فسقطت الدكتاتورية بجزئها الاول في لبنان بخروج النظام السوري من لبنان وبقيت بجزئها الثاني في دمشق ولذلك سعى النظام السوري وعمل على دعم ثورة مضادة في لبنان على طريقة مصر وليبيا ولكن بوسائل اخرى وهي سلاح حزب الله. فوضعت اهداف عديدة لهذه الثورة المضادة في لبنان او كما يصفها اللبنانيون بالانقلاب ومن جملة اهدافها اعادة الدكتاتورية الى لبنان وحماية الدكتاتورية في سوريا ،ولاننا لا يمكن ان نفصل هذا الامر عن ما يحدث في المنطقة فانني اعتقد ان النظام السوري سيحاول ان يسخر هذا السلاح لمصلحته ليس فقط في اعادة الدكتاتورية او كما يسميها اللبنانون (نظام الوصاية) الى لبنان بل ليكون مدافعا عن هذا النظام في حال توسعت دائرة الثورة الشعبية في سوريا وشعر النظام بالخطر على نفسه ولا استبعد ان يلعب هذ السلاح في المستقبل دورين رئيسيين هما دوري ( البلطجة والمرتزقة) .
.دور البلطجة لقمع اي تحرك سلمي قد يحدث في الشارع اللبناني وخاصة الشارع السني احتجاجا على القمع الذي قد يستخدمه النظام السوري ضد شعبه الثائر .
.دور المرتزقة التي قد يطلبها النظام في دمشق في سبيل قمع شعبه خاصة اذا ما خرجت الامور عن السيطرة ،على طريقة معمر القذافي .
او ربما يطلب من حزب الله ان يفتح جبهة الجنوب مع اسرائيل يظهر فيها النظام في دمشق مساندا له ولو ادى ذلك الى ادخاله في مناوشات عسكرية محدودة مع اسرائيل ليظهر امام شعبه على انه البطل المدافع عن قضايا الوطن والامة وهذا احتمال بعيد ولكن يبقى واردا .اما ايران فانها تدرك ما قد يلحق بمشروعها التوسعي في المنطقة اذا ما سقط النظام في سوريا .وهي من اكثر المنزعجين من التغيير في المنطقة لانها لا تريد ان ترى دولا عربية قوية تتعاطف مع قضايا الامة القومية والمصيرية لان هذا سوف يسقط معادلة ما يسمى دول الممانعة التي روجت لها كثيرا لتكون وسيلة تستعملها للهيمنة على المنطقة .
والامر الاخر الذي يخيف ايران هو امتداد عدوى الثورات التي التهمت هشيم الطغاة في مصر وتونس ليصل الى عقر دارها حيث ان الارض اليابسة فيها مهيئة لثورة قد تلتهم جذوع الثورة الخاوية كما التهمت جذوع ثورة القذافي البائدة .
لا يمكن ان نفصل بين سفينة تتجه من ايران الى سوريا عن اخرى تتجه من سوريا الى ليبيا كما لا يمكن فصل سلاح يستعمل في شوارع بيروت ضد مواطنين عزل مدعوم من النظام السوري عن سلاح الجو التابع للقذافي الذي يقتل الشعب الليبي و الذي رفض النظام السوري فرض الحظر الجوي عليه ! بينما نجد حلفاءها من اشد المحرضين على العنف في البحرين تحت مسمى الحرية وقد جاء خطاب حسن نصر الله التحريضي والذي يظهر وراءه العلم الذي يرفعه المتظاهرين في البحرين المكون من 12 مثلث وليس علم البحرين الرسمي المكون من 5 مثلثاث لما في ذلك من رمزية طائفية ومذهبية لا تخفى على حسن نصر الله ولا يمكن ان تكون خطأ غير مقصود بل برهن عليه في خطابه الذي التقى فيه مع خطاب الساسة في ايران وحلفاءها في العراق وعلى رأسهم المالكي.