أين أنتم يا قادة المعارضة في الخارج؟
د. منير محمد الغضبان *
هذا يومكم، كنتم تحدثون العالم عن الاستبداد في سورية ، وجرائم النظام ، وتقولون لكل مؤسساته وأنظمته . هذه هي رغبة الشعب ، أن يغير نظامه الآسن الفاسد ،الذي يحمل أكبر عارين في تاريخ سورية :
العار الأول : أقدم قوانين الطواريء في العالم عمره تسعة وأربعون عاما ويستحق دخول غينيتس بذلك ، كما استحقها من قبل في احتوائه أكبر أسير في العالم وأصغر أسير ، وهذا يعني أن سورية تحكم بلا دستور ، وبملذات وأهواء الحاكمين .
العار الثاني : استمرار استعباد الحزب للشعب بمادة دستورية ، هي المادة الثامنة من النظام والتي تقول : أن الحزب ( البعث العربي الاشتراكي )
قائد الدولة والمجتمع ، ويقود جبهة تقدمية لتحقيق ذلك ، وذلك منذ أربعين عاما خلت ، وكما قالت فرنسا حين أعلنت الانتداب على سورية ووراءها الأمم المتحدة أن الانتداب هو التهيئة الشعوب المختلفة لحكم نفسها .
غير أن الانتداب الفرنسي استمر خمسة وعشرين عاما ، واقتنعت فرنسا والعالم أن الشعب السوري قادر على حكم نفسه ، ونالت سوريا استقلالها بعد ربع قرن . أما دستورنا فقد مر عليه أربعون عاما مثل حكم صديقه القذافي المجرم ، ولم يبلغ الشعب رشده عند حاكميه وطواغيته وجلاديه .
لكن العالم لم يكن ليصدقكم يا قادة المعارضة أن الشعب السوري قد بلغ رشده لأنه لا يسمع منه حسا ولا همسا ولا نأمة . وبقيت معارضتكم في الهواء بدون مصداقية .
فما بالكم اليوم نائمون ، وكل يغني على ليلاه ، ويغرد على فننه خارج السرب ، والشعب يريدكم الآن ، وقد قرر ثورته السلمية ، وأنتم رسله إلى العالم الواحد ، تسمعون صوته لكل دول العال وشعوبه ، لقد سبقكم واستجاب لكم .
وأعلنها ثورة سلمية ، غير فيها الطاغوت في الثالوث المقدس للنظام السوري باستبداله بالحرية
الله سورية ، الحرية وبس
وذلك يعد أن كانت :
الله .. سورية .. بشار وبس
يا قادة المعارضة .. لست بصدد تذكيركم ، فهمُّ المعارضة جاثم في صدوركم ، ولكن أدعوكم إلى عقد مؤتمر للمعارضة في إحدى الدول الأوروبية .
مؤتمر لا يستثني أحدا من المعارضة ، ذلك المؤتمر الذي يدعو حتى غير العاملين بالسياسة من علماء ومثقفي سورية .
أما الزمن فلا يجوز أن يتجاوز أسبوعين ، لأن الزمن لا يرحم ،والنظام ماض في قمعه وإصدار أحكامه الاستثنائية المضحكة المهزلة ، خمس سنوات سجن لأنه يسيء إلى سمعة الدولة ، أما الذين يبيعون وطنهم في الجولان ، ولا يحركون ساكنا خلال أربعين عاما منتظرين صدقة إسرائيل عليهم به ، فهؤلاء الأبطال الصناديد .
فاحتلال الجولان مرافق للنظام الفاسد ، النظام الأسدي الذي استمر واحدا وأربعين عاما يحمي حدود إسرائيل من أي طلقة رصاصة ضدها فهؤلاء يستحقون البقاء في الحكم ، لأنهم وحدهم القادة والعقلاء : وذلك بعبقرية وزير الدفاع في حرب الجولان والذي كوفيء برئاسة الجمهورية بهذا النصر العظيم الذي حققه ،
وأما المدعوون : كما ذكرنا كل أطياف المعارضة بلا استثناء .
وأما الهدف : فهو إسماع العالم كله صوت المعارضة الموحدة ، التي تلتقي كلها على تغيير النظام الشمولي الدكتاتوري المستبد ، بنظام ديمقراطي ، ودولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بالمواطنة ويحتكم فيها إلى صندوق الاقتراع ، بيان بأقل من نصف صفحة يوزع على سفارات العالم ، وعلى المؤسسات الحقوقية فيه ، وعلى الأمم المتحدة ، يعلن أن قيادات المعارضة قد سارت وراء الشعب في تحقيق أهدافه كما فعل الرواد في ثورة مصر العربية ، وأن ينبثق عن هذا المؤتمر أمانة عامة . وناطق باسمه لتحقيق وتبلغ هذه المطالب . وإسكات تلك الاهانة الموجهة إلى المعارضة بتفككها وضعفها وخلافاتها. . وأنا أدعو شيخ المعارضين السوريين في العالم الأستاذ عصام العطار ليقوم بهذه الدعوة فهو بالقدم محروم من وطنه منذ قرابة نصف قرن .
دعوة إلى حلف فضول جديد : أن لا يقر في مكة ظالم .وهنا أن لا يقر بسورية ظالم لأن حرب الظلم مبدأ إنساني وضعه رب العزة جل جلاله كما في الحديث القدسي : إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ،وفي قوله تعالى ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دونه من أولياء ثم لا تنصرون )
فهل من مجيب؟
* باحث إسلامي سوري