من أجل حماية الثورة وإنجاز مهامها
من أجل حماية الثورة وإنجاز مهامها
تنظيم صفوفنا ضرورة ملحة
في بلادنا وفي خضم ثورة شعبية ضد الديكتاتورية والمظالم الاجتماعية تقدم "تيار التغيير" ضمن صفوف هذه الثورة .. صفوف شبابها وقواها الشعبية ومنذ ميلادها الأول في الخامس والعشرين من يناير ليعلن حضوره فصيلاً اشتراكيًا مقاتلاً تحت الشعارات التلقائية لهذه الثورة العظيمة التي جسدت شعورًا جمعيًا لملايين المصريين من الطبقات الشعبية : (تغيير – حرية – عدالة اجتماعية) . انطلاقًا من مواقف مبدئية كان قد سجلها مناضلي هذا التيار الاشتراكي خلال سنوات تبلوره بالانحياز لنضال الطبقات الشعبية ضد نظام الحكم المطلق وسياسات إفقاره الوحشية المعادية للشعب وضد المواقف البغيضة للتواطؤ والاذعان والذيلية لهذه السياسات التي حاصرت وأجهضت خلال السنوات الماضية بناء منبر مستقل لقوى النضال الثوري الشعبي وتمثيلها السياسي والتنظيمي . كما ألحقت هذه السياسات – ضمن مناورات الاحتواء – عديد من الأطراف والقوى والأحزاب السياسية القديمة داخل الخندق المعادي لنضال الشعب المصري ومطامحه .
إن شروط اللحظة الثورية الراهنة تفتح الطريق أمام قوانا .. قوى اليسار المصري وقوى النضال الشعبي لإنجاز هذه المهمة الملحة من نضالنا وهي المهمة التي باتت ضرورية وممكنة (مهمة بناء حزب اشتراكي ثوري جماهيري) مدافعًا عن مصالح الأغلبية الساحقة من شعبنا . كل ذلك الأمر الذي يضع مهمة تنظيم صفوفنا مقدمة أولى لوحدتنا مع كل صفوف النضال الاشتراكي الشعبي في حزب واحد اشتراكي جماهيري يتسع لا فقط للقوى الرمزية لمناضلي اليسار الاشتراكي الثوري بل يتسع بالأخص لكل القوى التي لم تزل تتشكل في كل ربوع البلاد في انبعاث جديد مستمدة انطلاقها من وهج الاندفاع الجاري ومن مطامح الثورة السياسية والاجتماعية . إن واجبنا ومسئوليتنا من الآن فصاعدًا تتحدد في اتخاذ كل أشكال العمل والتدابير من أجل وحدة كل هذه التعبئات السياسية والتنظيمية والتي تطرح أفق ولادة يسار جديد في أوساط النضال العمالي والشعبي الجماهيري في وحدات العمل والأحياء والمدن والقرى وفي أوساط قوى النضال الديمقراطي من شباب ومهنيين وطلاب وفئات وسطى على الإجمال .
إن حزبنا الاشتراكي الجماهيري الثوري لن يصبح قيامه وتأسيسه ناجزًا إلا وسط صفوف الشعب منغرسًا في قواه الحية ومطالبها معززًا وحدة المطالب المباشرة والبعيدة ولن يستحق شرعية وجوده إلا إذا تعلم :
"درس الثورة الشعبية" كيف تصبح ثورة شعبية ديمقراطية ناجزة ؟ وكيف تندفع بالتالي إلى الأمام كثورة اجتماعية نحو ملكوات الحرية الحقيقي الذي تهفو إليه قلوب الملايين من المصريين نحو عالم خال من كل تمييز وكل استغلال .
إن حزبنا الاشتراكي الجماهيري الذي ننشده مدعو أيضًا إلى بناء تحالف القوى الديمقراطية الشعبية من أحزاب وروابط ولجان ونقابات واتحادات عمال وفلاحين وطلاب ومهنيين من أجل إنجاز المطامح السياسية للثورة في نضالها الديمقراطي .
إن الوضع الراهن يحمل في طياته مخاطر استعادة توازن النظام القديم ومحاولة الالتفاف على مطامح الثورة وحصر مكاسبها في مجرد تغييرات جزئية وليس أدل على ذلك من إجراء ما سمي باستفتاء التعديلات الدستورية التي تقطع الطريق على الثورة وتعيد إنتاج النظام القديم رغم الإطاحة برأس ورمز النظام ، وليس أدل على ذلك أيضًا من ا لحملات التي تقوم بالتعريض بالحركة المطلبية الجماهيرية وتسميتها زورًا بالمطالب الفئوية . كما أن الوضع الراهن أيضًا يحمل في طياته محاولة القوى الرجعية السلفية الانقضاض لتعظيم مغانمها من التحولات الجارية وحرفها في وجهة مغايرة لمطامح الثورة وشعاراتها ومطالبها بمجتمع حر دون تمييز طائفي ديني ودولة مدنية قائمة على أسس المواطنة ووضعية التشريع وحرية العقيدة .. دولة مدنية لا تنحاز إلا لمطامح الأغلبية الساحقة من الطبقات الشعبية التي صودرت في حقها في الحياة الكريمة وحقها في المشاركة السياسية .
إن تحالف قوى النضال الديمقراطي الشعبي سوف يضع نصب عينه أهمية النضال من أجل تحرير واطلاق وتنظيم قوى التغيير الشعبي في كل مواقع العمل وكل مواقع السكن واسقاط كافة القوانين والقيود التي تقف حاجزًا أمام حرية الشعب في التعبير والاحتجاج وتنظيم قواه .
كما أن نضال القوى الديمقراطية الشعبية ونحن ضمن صفوفها سوف يتركز أيضًا على كنس كل مخالفات النظام القديم في كل ربوع الوطن وإنشاء سلطة رقابة الشعب في المدن والأحياء والقرى ومواقع العمل ، كما يتحدد نضال هذه القوى في انتزاع دستور جديد للبلاد يعبر عن شرعية شعبية جديدة مجسدة في جمهورية ديمقراطية لا تقوم فقط على حق التمثيل الديمقراطي الحر بل تضع في اعتبارها بناء جديد لديمقراطية الشعب ورقابة على كافة السلطات التنفيذية المحلية والمركزية وكافة هيئات الدولة ووحدات العمل فيها .. رقابة شعبية ديمقراطية تفتح الآفاق للسير إلى الأمام نحو مجتمع العدالة الاجتماعية الحقيقي .. جمهورية ديمقراطية تضع في اعتبارها أيضًا وقف التدهور والانهيار في المستوى المعيشي لحياة ملايين الكادحين المصريين وتواجه الخراب الاقتصادي والاجتماعي الذي خلفه النظام البائد ببرامج واضحة في مواجهة الفقر والبطالة وتدني الأجور وارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات والتعليم والثقافة وحرية الابداع .. برامج ضد توحش القديم الذي لم يزل قائمًا ويتجدد كمظالم اجتماعية يقع تحت وطأتها جموع الملايين من الشعب المصري .
الحزب الاشتراكي الشعبي
تحت التأسيس