أنه إنذار يا بشار
لقد بلغ السيل الزبى وانتهى الصبر لغايته ولم تعد تجدي المجاملات وقديما قيل أتق ثورة الحليم إذا جرحته والعاقل إذا أهنته ، فقد منحك الشعب فرصا استهلكتها بحماقتك عندما تصورت الأمر مجموعة مخابرات ، سيارات ، ومعدات ، سجون ومحاكمات ، قهر وإذلال وتعديات فاستمرأت صبرنا واستهترت بكرامتنا واستبحت حرماتنا فهل عندك من مزيد ؟
قديما قيل إذا كنت كذوبا فكن ذكورا، إن حماقتك صورت لك أن من يسمعك يتصف بمواصات الصم البكم العمي فهم لا يعقلون ولا يفهمون وتبين للجميع أن لا فائدة من منحك المزيد ،، فسنة قال حكماؤنا أنها قليلة على مدارك مراهق أحمق ، وسنتان قال العاقلون قليلة على موتور أهبل ، وثلاث سنوات قال منا الهادؤون زيدوها لعله يصحو ، وتتالت السنون والناس يمهلوننا عن لقمك في رأسك ما يفتح ذاكرتك لكنها ستكون بعد فوات الأوان
يا صاحب المعلوماتية ، غاب عنك اننا اليوم في القرن الواحد والعشرين،نادرا أن تجد اليوم شابا لايحمل في يده جهازا صغيرايقوم بتسجيل الحوادث صوتا وصورة ثم في ضغطة زر صغير تراها تلف عبر الأثير حول الأرض سبع مرات في الثانية لتكون في كل الأيدي التي تراها وتسمعها كأنهم في ميدانها حاضرون ما تمر حادثة صغيرة ولا كبيرة إلا سجلتها عدسة ، أو وثقتها شاشة فلا حاجة بعدها لوثيقة كان الأجداد يطلبونها عربونا للتوثيق ، أيها الكذوب أن كل عائلة على مساحة الوطن تتسلى اليوم بأفلام وثائقية مرصوص بها متضادات كلامك وأكذوبات لسانك قلتها سابقا وتنفيها اليوم فأي رئيس كذوب يحكم بني أمية الذين علموا العالم معنى السياسة ومداراة الناس
سنلقي القبض عليك ونقدم لك هذه التسجيلات ونسألك كيف تجرأت على البشر بلسانين كاذبين تعد بأولهما وتنفي بالثاني ، لكننا لن نستغرب فإن الولد صنعة أبيه فقد كذب أبوك حتى مللّ منه الكذب ولعل كذبة سقوط الجولان أوضحها وستدفع أنت ثمنها باعتبارك وريثه الضامن لديونه لجلوسك عنوة في عرشه وستدفع نيابة عن من ساعدك على اغتصاب السلطة من أهلها حسب القاعدة الفقهية :
أعطى من لا يملك لمن لا يستحق
انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا
جماهير الشعب الثائر