جنون القذافي وجرائم الحرب

جميل السلحوت

[email protected]

قصف المتظاهرين الليبيين بالطائرات والمدفعية والصواريخ، من قبل مرتزقة أفارقة وأوروبيين، لا يؤكد عزلة القذافي عن شعبه فحسب، بل يؤكد من جديد جنون الرجل المهووس بذاته، وهذه قضية يعرفها كل من قابلوا الرجل منذ عشرات السنين، فالرجل الذي ضيع ثروات الشعب الليبي لن يترك الحكم الا بمجازر دموية كما هدد بذلك نجله سيف الاسلام بالقتال حتى آخر رجل وآخر امرأة وآخر رصاصة، والرجل الذي استمر بحكمه معتمدا على التناقضات القبلية لم يدرك بجنونه أن القبائل قد أجمعت على الخلاص من حكمه الاجرامي، فقصف المواطنين المتظاهرين سلميا بالأسلحة الثقيلة تصل الى درجة جرائم الحرب بحق الانسانية، مما يضع العالم أمام مسؤوليات تاريخية لمنع استمرار هذه الجرائم، واذا ما نفذ القذافي تهديده بقصف بنغازي وسيرت بالطائرات، كما فعل ببعض أحياء طرابلس العاصمة، فان آلاف المدنيين سيقتلون اشباعا لنزوات الرجل المريض عقليا.

وما هروب طيارين بطائرتيهما العسكرية من طراز ميج 23 الى مالطا بعد رفض قائديهما تنفيذ الأوامر بقصف المواطنين الأبرياء، واستقالة سفراء ليبيا في عدد من الدول وفي الجامعة العربية ، وفي الأمم المتحدة، احتجاجا على ارتكاب المجازر بحق أهلهم وشعبهم الا تأكيد على النظام  قد انتهى، وأنه يلعب بورقته الدموية الأخيرة.

وبالرغم من المرارة التي يعانيها المتظاهرون من ويلات حكم القذافي، الا اننا نتمنى عليهم ألا يلجأوا الى حرق مؤسسات الدولة، فهي ملك للشعب وللوطن، وليس للقذافي وأعوانه، فالقذافي وحكمه الى زوال وليبيا باقية وشعبها الثائر باق.

إن  اللجوء الى القوة المفرطة والأسلحة الثقيلة والمرتزقة الأجانب في قمع المتظاهرين هي بمثابة تأكيد على أن النظام غريب عن الشعب والوطن، وعلى الديكتاتور الطاغية أن يذعن لمطالب الشعب إن بقيت لديه ذرة من شرف أو انسانية، فقد تغنى كثيرا بأن الشعب يحكم نفسه من خلال ما أسماها اللجان الشعبية...وها هو الشعب يلقي به في مزابل التاريخ....والشعب الليبي لا تنقصه الكفاءات في مختلف المجالات كي يحكم نفسه بنفسه، ويستحق هذا الشعب العظيم أن ينعم بالحرية وبالديموقراطية بعد 42 سنة من حكم الطغاة.

ولتفويت الفرصة على التدخل الأجنبي فان الجامعة العربية مطالبة بعقد اجتماع عاجل لاتخاذ قرارات عاجلة لنصرة الشعب الليبلي الذي يتعرض لحرب ابادة يشنها عليه الطاغية وأعوانه، كما أن الجيش الليبي مطالب بالانحياز الى شعبه واسقاط النظام الديكتاتوري المجرم، ولهم في الجيشين المصري والتونسي قدوة حسنة.