لن يتحقق مجد الشعب السوري إلا بزوال هذا النظام
لن يتحقق مجد الشعب السوري
إلا بزوال هذا النظام
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
نتيجة يشعر فيها غالبية الشعب السوري , هذا الشعور يجب ترجمته لواقع على الأرض , هذا الواقع الموجود على الأرض تفنن النظام في زرع كافة الألغام والشراك والمجرمين والمندسين لمنع أي تحرك ضده , وهذا الأسلوب المتبع من النظام السوري لن يكون آخر الأساليب التي اتبعت , ولم يتفرد هذا النظام بذلك , فعلى مدى التاريخ المعروف للبشرية , بأن جميع الأنظمة الشمولية والقمعية سقطت بيد شعوبها , أو فقدت مكانتها وجبروتها بطريقة ما , دمرت كياناتها بالكامل , ونشأ محلها نظام جديد يقدر قيمة الفرد والمواطن وإعادة حريته المفقودة
المسئول الأول والأخير عن انحدار المجتمع السوري والدولة السورية والصعود بالوطن والشعب للهاوية هو النظام لا غير , هذا الانحدار يتمثل في جميع أنواع الحياة من الأخلاقية إلى السياسية إلى الاجتماعية إلى التخلف وزيادة عدد الأمية , إلى اختصار الوطن السوري بكلمة واحدة هي سورية الأسد , أي أن سورية فقط هي ملك لهذه العائلة , وليس سورية الشعب , نتج عن ذلك سياسات التصفيات الفردية والجماعية للشعب السوري , وامتلاء السجون , ولتخفيف الحالة الممتلئة للسجون يتم الإعدام سراً وعلنا وتحت التعذيب , ويدفن الشخص بدون قبر , وبدون اسم ولا أحد يعرف أين هو لحده الأخير
فلست هنا لكي أعدد مساوئ النظام وإنما كلمحات لابد من سردها لنبين هدفنا ومشروعيته , ومشروعية العمل الذي ننادي للقيام فيه في المستقبل القريب
لقد استطاع هذا النظام التلاعب بعقول العديد من أبناء الأمة والذين يناصرون القضية الفلسطينية , في أن هذا النظام ممانع لأمريكا وللكيان الصهيوني , وعندما انتصر أبناؤنا في مصر , ركز الإعلام السوري على أن هذه الثورة كان سببها كامب ديفد , وهو بعيد عن ذلك لأنه يدعم المقاومة وفي نفس الوقت لاتوجد بينه وبين الكيان الصهيوني اتفاقية سلام
مع أن الوقائع على الأرض تثبت بالدليل القاطع انه توجد اتفاقية سلام سرية , تكمن في حماية الحدود السورية من تسلل أي عنصر من عناصر المقاومة لضرب الكيان الصهيوني عبر الحدود السورية , منذ 37سنة , ولم يترك الرئيس السوري واسطة إلا وقام فيها وناد فيها سرا وعلنا حتى توقع إسرائيل معه الصلح , ولكن الكيان الصهيوني يرفض ذلك , لأن هذا النظام لا يشكل أي خطر مهما قل ضد كيانه لا حاضراً ولا مستقبلا , ووجود عناصر من حماس عنده هي للدعاية فقط , ولو شعر بواحد من المائة بخطر وجودهم على الأرض لقام بتسليمهم إلى إسرائيل , كما فعل في قيادات عربستان المعارضة للنظام الإيراني
فمن الغباء أن يتغن النظام السوري في أنه بعيد عن الثورة الشعبية والإطاحة فيه , مستنداً على دعايته في ثورة مصر وسببها كامن في اتفاقية السلام المزعومة تلك , وإنما كان السبب الفقر والبطالة والتعذيب والقهر وسرقة أموال الدولة من قبل النظام ومن يحسب عليه , وفي سورية هذه الأمور مجتمعة تفوق أضعاف... أضعاف مما عان الشعب المصري والتونسي من أنظمتهما , مقارنة بسيطة فقط في عشرات الألوف من الشعب السوري تم إعدامهم وتصفيتهم جسديا ,والغناء الفاحش للنظام والمحسوبين عليه على حساب إفقار الشعب السوري بغالبيته الموجودة والنافقة
فلقد حان الوقت للخروج من الهاوية التي وضعنا فيها النظام السابق واللاحق , وهذا الخروج سيكون كمثيله في تونس ومصر , ولا ينقصنا تعريف الناس بمفاسد النظام وجرائمه لأن الشعب السوري يعرفها كلها وفي سبيل ذلك يمكن طرح الأفكار المساعدة على الثورة في النقاط الآتية :
1 – تحديد الشعار بكلمات قليلة , والهدف من الثورة هو فقط إسقاط النظام
2- إقامة نظام ديمقراطي تعددي في سورية على أنقاض النظام البائد
3- هذين الشعارين يختصران الطريق أمامنا في أننا نحن لسنا ضد فئة عرقية أو حزبية أو طائفية من مكونات الشعب السوري , فالدولة المدنية هي هدفنا , وفي هذه الدولة الحديثة تضم جميع فئات المجتمع ولن تكون هناك إبادة ولا ثارات ولا تصفيات جسدية , فقط المجرمون بشتى أشكالهم لهم حقهم في الدفاع عن نفسهم أمام القضاء
4- قبل الثورة عندنا فريقين معارضين للنظام هما :
أ--التنظيمات والشخصيات والأفراد خارج تراب الوطن السوري
ب—الشعب السوري بكافة فئاته وتنظيماته في الداخل
على الفريق أ :
تقع عليه مهمات كبيرة جداً , ولا تحمل مخاطر عليهم لوجود معظمهم في الدول ذات المنهج الديمقراطي , والذي يسمح لهم بالحركة في كل اتجاه , مهمتهم هي تقديم زخم إعلامي من الآن , وحراك شعبي أمام المنظمات الإنسانية والعالمية وأمام السفارات السورية , وفي وسائل الإعلام المرئية والناطقة بالعربية , وتعريف المجتمعات الدولية بأسباب هذه الثورة متركزة في شخصيات سورية معروفة على المستوى الدولي والعربي
ويحدونا الأمل في أن تقوم كل تيارات المعارضة في تشكيل تجمع وطني متمثلا في قياداتهم والتوجه بخطاب واحد للشعب السوري في أننا معكم وإثارة الحماس في نفوس المؤيدين لتلك الأحزاب والفصائل والتوجهات السياسية في الداخل السوري
أما الفريق ب :
فهو الفاعل الرئيسي وهو من ستقع عليه المسئولية في الثورة , وكنتيجة لعمل الفريق أ والعناصر المرتبطة معهم تنظيمياً أو شعورياً يتم تحركهم في الداخل يقود هذا التحرك عناصر نشطة على صفحات الفيس بوك , هذا النشاط المتزامن والمترابط على الأرض في الخارج , والنشاط في الداخل مع كتابة شعارات عن موعد الثورة لإسقاط هذا النظام المستبد , وعندما تصل الحملة لذروتها الإعلامية والنفسية , وتأثيرها الإيجابي على نفوس الشعب السوري وإلهاب مشاعر الحماس عندهم لكسر حاجز الخوف وعدم اللامبالاة , بسبب تعودهم على هذا الذل الممتد عبر أجيال متعاقبة , وتصل الحالة المعنوية للنظام وزبانيته للحد الأدنى , فلن يجد النظام عندها من يدافع عنه إلا القلة والتي ستسحق مع هبة الرياح القادمة بأصوات الشعب
ليسقط النظام