سوريا ... على خطى الحرية

أخو الشهيد

إن المتتبع لأحداث مصر يرى أن النظام المصري قد استفاد من نظيره التونسي في " التكتيتك " فلم يهرب كما هرب سلفه من أول كلمة " بَه " ولا شك في أن النظام السوري سوف يستفيد من كلا النظامين في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية ، لكن هذا لا يعني أن النظام السوري يتمتع بذكاء خارق وأن آلياته في التعامل مع هكذا حركات ثورية ستكون أكثر فعالية من النظامين سالفي الذكر ، فالطغاة أينما وجدوا أركانهم وبيوتهم أوهن من بيت العنكبوت مهما بلغ هؤلاء في دهائهم وخططهم ومستشاريهم ، فأمر الله لابد آتٍ .

الطغاة في كل عصر لا يقرأون التاريخ ولا يتعظون من دروسه ، طغيانهم يعميهم ، وإن للسلطة والكرسي لمعان يبهر الأنظار فيعميها عن رؤية مصيرها المحتوم .

الشعوب وإن استكانت زمناً فهي لا تستكين دهراً ، والجبابرة وإن تسلطوا أياماً فأنظمتهم أضعف من أن تصمد أمام إرادة الشعوب وحبها للحرية .

كل الشرفاء في سوريا مدعوون اليوم لركوب موجة التغيير التي هبت على هذه الأمة ، وهاهي اليوم تصحوا من غفوتها وتنفض عنها ركام سنوات الذل والقهر .

ضحكتُ وأدركتُ كم هو بيت العنكبوت ضعيف عندما خرج الرئيس بشار الأسد ليعطي شعبه " إبرة مهدىء " من خلال تخفيض أسعار بعض السلع وخرج يلقي دروساً للحكام العرب قائلاً " يجب على الحكام العرب أن يستمعوا لشعوبهم " فتذكرت قول الشاعر :

يا أيها الرجل المعلّم غيره          أفلا لنفسك كان ذا التعليمُ

إبدأ بنفسك واسأل رجال مخابراتك وقوات القمع عن آلاف المفقودين وآلاف السجناء ومئات أقبية المخابرات والنهب والسلب ، واسأل عن أفراد العائلة الحاكمة الذين استباحوا ونهبوا الوطن ، واسأل عن مصادرة الحريات وعن مئات الألوف من المهجرين القسريين وعن معاناتهم في الغربة والرقص على جراحاتهم وهمومهم ، إسأل عن وطن أبيح لأعداء العروبة والإسلام في طهران واسأل عن التغيير الجائر للدستور " الأعرج "  عن ماذا وماذا تسأل ولا تستحيي أن تنصب نفسك مدرساً للحكام العرب ؟

ما هوالمطلوب من حكماء الشعب السوري اليوم :

- وضع خطة إستراتيجية لبداية التحرك .

- وضع خطة لحشد طاقات الشعب .

- وضع خطة إعلامية لإسماع أصوات الشعب للعالم وتوثيق كل جرائم النظام خاصة وأن تاريخه دموي ولن يرحل إلاّ على أشلاء الشعب السوري .

- نشر أسماء المجرمين من أركان النظام وأعوانهم لملاحقتهم في الداخل والخارج .

- كشف خطط النظام للالتفاف على ثورة التغيير القادمة .

- أن يكون الحد الأدنى للمطالب مغادرة النظام بكل أركانه بعد إعادة كل ما نهبوه من أموال لخزينة الدولة ، وإلاّ سوف يتم ملاحقتهم في كل أنحاء العالم .

- توجيه رسائل لكل زعماء العالم والهيئات الدولية وهيئات حقوق الإنسان حول بداية الثورة في سوريا وأن يتحمل كل منهم مسئوليته في مقاطعة النظام وتقديم الدعم للشعب السوري في ثورته .

- تحميل النظام السوري مسؤولية سفك أي قطرة دم تسيل من أي من أبناء الشعب السوري ، مع الملاحقة القانونية وإنزال أشد العقوبات في حق مرتكبها .

- آن وقت التغيير أهجروا النوم فقد ولى زمن النوم يا شعبنا البطل .

والله اكبر

أخو الشهيد