سددوا فروح الله ترعاكم يا شعب مصر
بيان إعلامي...
تحية من الأعماق ...
الشيخ خالد مهنا *
قيل سابقاً عن شعب مصر إنّه كنهر النيل يبقى هادئاً خامداً لكن حينما يثور فإنّه يحدث الطوفان. ما يحدث في مصر الآن هو تأكيدٌ لذلك، وهو إثبات أنّ إرادة شعب مصر لم تنم وإنّما كانت معصوبة العينين واليدين، وهاهي الآن تكسر قيودها وتحرّر نفسها من سلاسل الخوف بعدما وصلها شعاعُ نورٍ من شمس الإرادة الشعبية التي بزغت مؤخّراً في تونس....
لاشك أن مصر تمر في هذه الأيام الحاسمة بمنعطف تاريخي حاد ليس بمقدور احد ان يتوقع تأثيراته وإبعاده فقد اثبت هذا الشعب الأسطورة ان إرادته بنيل حريته كاملة غير منقوصة أقوى من إرادة الطغيان، واصلب من عتاد النظام الحديدي ، واذا كانت شمس الحرية قد أعلنت شروقها من تونس ورياح التغيير هبت من شعب أبي القاسم الشابي فان المشهد المصري ينبئ أن تمام دفء الشروق قادم لا محالة من ارض الكنانة ، وان عدوى الشروق والتغيير ممتدة إلى كل قطر مقهور، وستمتد أفقيا وعاموديا لتشمل كل شبر ذاق من صنوف الخسف والضيم والعذاب والقهر أشكالا وألوانا....
تحية إباء وإكبار للشعب المصري الذي انتفض ضد الاستبداد واستطاع في غضون أيام قليلة ان يسطر العجب العجاب..والأيام حبالى ....وكمتابعين بقلق لما يجري فليس لدينا ذرة شك أن الساعات القادمة تحمل مفاجآت مفرحة وان كل محاولات الإنعاش التي يقوم بها النظام لن تجدي مع جسد ميت وليست الا وصفات طبية فات وقت صرفها، ولم تعد تنطلي على الشعب الثائر بكل ألوانه وأطيافه....
نحن الآن نقف أمام مشهد شامخ و نموذج فذ قد لا يتكرر شبيها له ، وان هي الا ساعات ويبزغ الفجر الصادق وتتفجر بحار الحرية فألف تحية إعزاز وفخر للحركة الجديدة التي هبت وولدت وأنى للطغيان أن يحجب شعاعها...
إنّ قلب العرب جميعاً الآن على مصر وهم معها ومع حركتها للتغيير، وكلّهم أملٌ بأن تعود مصر لدورها الريادي العربي وأن تتحرّر مصر من قيود "كامب ديفيد" التي كبّلتها لأكثر من ثلاثة عقود فأضعفتها داخلياً وخارجياً...
نعم، هذا الشعب المصري قد عاد الآن لأصالته المصرية- العربية وانتفض بإصرار وحزم شديدين لاستعادة كرامته وإرادته اللتين سلبتا منه على مدار ما يزيد على ثلاثة عقود. هذا الشعب المصري الذي لا ولن يرضى بعد الآن بديلاً لحريته والذي قال كلمته ولن يتراجع عنها مهما غلت التضحيات... فألف ألف تحية له. بوركت أيها الشعب البطل وهنيئاً لك ولنا والنصر لا محالة قادم... قادم.... قادم...
لقد احترقت أمتنا على فوهات مدافع الاستعمار العسكري منتصف القرن العشرين، ثم احترقت في وجه الاستعمار السياسي وبربرية الحضارة مطلع القرن الواحد والعشرين، وها هي اليوم تشتعل في وجه الاستبداد الذي يعدّ وريث الاستعمار ومُخلِّد ذكراه.
وهذا الاحتراق الذي نعيشه اليوم أنبل الحرائق، وأسدُّها مَضرِبا، وأعمقها أثرا. وسيظل وهَج هذا الحريق وضاء حتى تضمن أمتنا لنفسها البقاء والعزة والكرامة.. وليس مطلوبا أن يحرق شبابنا أنفسهم، فذلك ظلم لأنفسهم ولنا، بل أن يحرقوا عروش الظلم والاستبداد والفساد.
لقد نادى منادي الثورة، وأشرقت وجوه الشعوب العربية، وما هو إلا صبر ساعة، ودفع ضريبة الحرية. وها نحن نرى الجمْع الهادر وقد احتشد في الحواضر، على نحو ما صوره خيال أبي الأحرار اليمنيين الشهيد محمد محمود الزبيري:
الملايين العطاش المشرئـبَّهْ ** بدأت تقتلع الطـاغي وصحبَهْ
سامها الحرمانَ دهراً لا يرى الـ**ـغيث إلا غيثه والسُّحبَ سُحبَهْ
لم تنل جرعة مـاءٍ دون أن ** تتـقاضاه بحرب أو بغَضْـبَهْ
ظمِئتْ في قيـده، وهْي ترى ** أَكله من دمها الغالي وشُـربَهْ...
الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني .....الدائرة الإعلامية ...
الشيخ خالد مهنا.... 31_1_2011
![]()
*رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..