لبيك يا مصر أرض الفداء والكنانة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

لبيك يامصر لبيك ، لبيك يا أرض الكنانة لبيك ، فكل السعد والحب اليك ، هذه الجموع المليونية كأعظم تعبير عن بغضهم للحاكم الثمانيني المتصابي وإبنه واسرته وحواشيه ، بعدما نصّب نفسه فرعونا وطاغية لمصرنا الحبيب ، وبعدما زوّر إرادة الجماهير ، وأتى بحفنة من الصعاليك المرتزقه من الحزب الحاكم ليتحكموا في هذا البلد الطيب أهله ، وهي اليوم تُعطيهم الدرس ليرحلوا جميعاً الى مذبلة التاريخ ، كما رحل سيء العابدين بن علي قبّحه الله ، بعدما بانت عورتهم ، وانكشفت سوأتهم ، وتبين للقاصي والداني عن مدى شعبيتهم المنحطّة . بعدما ملأوا سجونهم بالأحرار الشرفاء ، وشهدت عليهم مُعتقلاتهم أسوا أنواع الإنتهاك لحقوق الإنسان دون ان يجرؤ من احد على الكلام ، حتى بلغ السيل الربى ، لتشتعل الثورة الشعبية في وجوه هؤلاء المرتزقة ، بعدما أفقروا العباد ، وجعلوا من شعب مصر كالغرباء في أوطانهم ، ليرحل الكثير عنها ، بحثاً عن مصادر الرزق التي حُرموا منها إلا للمنتفعين من السلطان الجائر

والتجربة مع الحكومة المصريه تجربة مريرة ، المُستهدف فيها كما في تونس وسورية وليبيا هو المواطن لاغير ، لا حُرمات فيها ولا حقوق ، وعلى الشعب المصري أن يدفع الأثمان ، هذه الحكومة التي تعيش على المتناقضات ، وعلى سياسة فرق تسد ، وعلى زرع الفتن بين أبناء الشعب المصري الواحد ، وجهازها القمعي البوليسي ، ليس له من هدف إلا ارضاء الخارج ليبقى ، فهو يسعى الى وأد اي نشاط مالم يمتدح الحاكم الظالم ، لتتحول مصر بأكملها الى مزرعة مبارك ، وآل مبارك ، وذرية مبارك ، ولقد منّ الله عليّ بزيارة الى مصر التي خرجت منها بسلام ، ولم يتداركوني ليوقعوا بي كما اوقعوا بصديقي عبد الغني حمدو ، بعد دخولنا معهم في مفاوضات مباشرة وعبر الغير، لم يُظهروا فيها إلا كل عداء لكل ماهو اسلامي ، والتي رأيت فيها أيضاً مارأيت من السياسات المارقة ، التي لاتستهدف إلا الإسلاميين والأقباط في مصر، الأكثر تعايشا مع بعضهم ، على غير رغبة النظام في زرع الشحناء بينهم ،  ليدفعوا ببعض الحمقى من المتشددين من كلا الطرفين ، لإشعال البارود بهدف إقصاء كلا الطرفين المُعتبرين في المعادلة المصرية

فهذه هي حكاية النظام المصري المتعفن ، لاترى فيها إلا لغة السجون والتعالي والسحق ، وليس بينها وبين أنظمة القمع التونسية والسورية ، سوى أنّ في تونس  لايوجد أقباط ، بينما في  سورية يُنظر الى الشعب فيه بكل فئاته كعدو يجب أن يُقهر، أمّا في مصر فالعدو الأول هناك هما  الأقباط والإسلاميين المُعتدلين بكل مُسمياتهم ، مع بعض القوى الوطنية المعروفة، لعدائهما لنظام الإرهاب والقمع والجريمة ، الذي يُسيطر عليه مجموعات من البلطجية قد أُطلق لها العنان ، ومن يرفع رأسه ، يتم التعامل معه ميدانياً بكل قسوة وشدّة ، بما يمنعه عن التفكير ، بقصد شل حركته على التمام ، ولأن حذفت حكومتهم شعار لاصوت يعلو فوق صوت المعركة ، ولكن شعار إغلاق الأفواه الذي لن يستمر طويلاً هو المطبق ، ليرينا أهلنا في مصر عجائب ارض الكنانة ، فسيروا أيها المصريون النشامى على بركة الله ، والله يرعاكم ، ونحن وجموع الشعوب العربية معكم ، تهتف لكم ، أينما كنتم  ، لا لنظام مبارك العفن ، ولا للمعتقلات ، ولا للتوريث البغيض ، ولا لتزوير الإنتخابات وإرادة الجماهير ، ولا لسحق إرادة المواطن ، ولا لاستمرار النهج الإستئصالي ، فمصر لجميع المصريين ، وكرامة المصريين من كرامة مصر، ولتعلوا إرادة الشعب ، ولتسقط ارادة الطواغيت ، ولأقول لكم كما قال المفكر الإسلامي الشهير زهير سالم ..

"سدد الله خطواتكم، وشد أزركم، وأرشد أمركم، وأعانكم على الخير، وجمع الله قلوبكم على كلمة التقوى.. هذه والله روائح الحرية بل روائح الجنة تفوح في غبار سعيكم، قلوبنا معكم، أبصار أبناء أمتكم متعلقة بكم؛ وخطوة تالية بعد خطوة تونس المباركة ويوشك ليل الكوابيس الثقيل الطويل أن ينجلي ، وهذا صوت هيثم المالح ابن الثمانين في زنزانة القرن الحادي والعشرين يناديكم، وهذا صوت الطفلة طل الملوحي في من أعماق الظلم والظلمة تناشد الأشقاء والأعمام والأخوال : نريد عدلا، إما اعتدلتم وإما اعتزلتم.." والله أكبر والعزّة للشعوب

********

أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية لإطلاق سراح أصحاب الرأي والفكر وعلى رأسهم قادة اعلان دمشق باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار ، وبورك أبناءك وبناتك الذين غرست فيهم قيم التضحية من طل الملوحي الى آيات عصام أحمد الى كل الأحرار والأبرار.