حكايتي اليوم ..... هو الإنسان
حكايتي اليوم ..... هو الإنسان؟!
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
د.عبد الغني حمدو
رح احكيلكم يولادي
رح احكيلكم يبناتي
رح احكيكم يخواني وخياتي
قصة من واقعنا , فيها حكم وأمثال , وفيها كلشي بخطر أو مابخطر على بال
من زمان , وقت اللي كانت أمي عما تصرخ , وأنا في بطنها ماسك نفسي
بتقلي انزل رح اغرس في هاي الأرض إنسان
وانا ماسك فيها وامتبت , لكن مع صرختها ,وفرحتها بأهل مصر وبور سعيد وسينا
قلت رح إنزل , وكان وقتها حرب بور سعيد والسويس
ورحل العدوان والتف الناس عالقائد , ورفع راسو الوطن بهاالإنسان
واكبرت اشوي , والنبتة الي غرستها إمي صارت تكبر , والحلم معها يكبر
الحلم بعصافير اتغرد عند الصبح , وصوت الفلاح بهاي الأرض , يسقي الزرع ويروي العطشان , ويعتني بالانسان
ويوم بعد يوم , وشهر بعد شهر , واسنين طويلة مرت
والعمر طال , والحلم بقى حلم
والعصافير هاجرت , والأرض والبساتين والشجر مات
والعسكري وقت اللي كان يرجع من الجبهة
نجمع حواليه وانقلوا حكينا عنكم , احكينا شو رايحين اتسووا
وكنا نتمنى نكبر بسرعة حتى انقاتل معهم
حتى انرجع الأرض , ونروي الشجر والورد
وصار الجندي والعسكري يوم بعد يوم ,اتقل قيمتو بقلبنا , واتحول بقلوبنا اشوي , من البطل , إلى الجبان والحرامي
وترك عدوو الحقيقي محمي بسلاحوا وضهروا
والسلاح الزايد متوجه بيدو لأمو وأختو وخيو
فكرنا في المستقبل , حبينا نلغي حدود الوطن كلها
حبينا واحلمنا اكتير , يكون عنا الوطن الكبير
نهرين الله امباركهم ’ الفرات والنيل من أنهار الجنة
بدل مانحقق الوحدة ’ صارت كل ضيعة وقرية منفصله , وبدل ماترجع الأرض زدنا فوقها أرض كبيرة ونهرين من الجنة
ونهض أحرار اكتير كانوا يحلموا متلي , وبدهم يحققوا الحلم الكبير , وايصال النيل لنهر الفرات ودجلة , والشواطيء الممتدة , بحار ومحيطات كلها متصلة
واستولى على القرى غرباء همهم فقط الكرسي
سوروا القرية , وجعلوها معزولة عن اختها وخيه
واللي كان ناطر ويعتز بالعسكري والجندي
اتخلصوا منهم , في السجون والقهر والظلم , وحبل المشانق والواحد عندهم بسوى فشكه
انا منهم نفدت بجسمي وخرجت على ملا وجهي
نحنا مابدنا لاحكم ولا نظام ولا كرسي
نحنا حلمنا اكبير
وين مارحنا ومشينا بدنا تنبت تحت أقدامنا وردة , والا شجرة تفاح , وعناقيد عنب , وداليا وشجرة زيتون , لحتى نشعر بنسمة الصبح وعبق ريح الورد والياسمين , الي يستاهلها خدك وخدي
هدفنا نرتاح من منظر الدم والظلم والقهر
وبدل لون الدم ورد جوري أحمر , يهديها شب لحبيبته , ويقلها قطفتلك أجمل ورد, وان قلتلك من وين هي ؟ مش رح اتصدقي , وتبتسم هي واتلاقيها ببوسة واتقول عارفة فيها من كل مكان بهالوطن الكبير بتلة مغروسة في قلبي
عقود طويلة مرت , وعايشين بين وحوش مختلفة , منها المفترس وفيها كل أنواع السوء
خلونا ناس بالشكل , ومنزلتنا صارت بالوحل , حتى الحيوان صار يتكبر علينا
بدنا نبني إنسان , والحيوانات تحت تصرفنا , بدنا انعيش عيشة كل انسان , أمان واطمئنان , الأيادي كلها متكاتفة , والحاكم هو خادم إنا , ونحنا نخدموا بعيونا , وقت الي منشوفوا رح يتكبر , وقتها مندوسو بإجرينا
الله ماخلقنا نعبد أشخاص . وهاي الأرض خيرها لكل الناس , والضعيف نحنا منقويه , والقوي لازم يعرف أنو رح يضعف اكتير , وأنو الخير مابضيع
مابدنا بعد اليوم تصحى الزوجة واتقول وينك يازوجي الغالي , وتنتظر سنيين وسنين , متأملة جيت الغالي , ولا أخ والا أخت والا أم ينفقدوا , بدون ذنب قدموا أي واحد فيهم
هدفنا بوطنا نبني انسان , وحقوقه مصونة , وما في حدا فوق القانون
هاي فرصتكم ياشعبي , في أن اترجعوا عزتكم , وتمسحوا الظالم هو وأهلوا من وجودكم
وقت اللي تقتنعوا , أن الله كرمكم , وجعلكم شركاء في الوطن والأرض , وخلقكم أحرار
وقتها رايحين تعرفوا قيمة الإنسان
وقتها الأم والأب بزرعوا بهالوطن , النبتة اللي مافي غيرها ولا متلها :
نبتة الانسان
وهاي النبتة أكيد رح تثمر من كل الأنواع , من الكرز للخوخ والرمان والتفاح
وتملأ ديارنا ورود , وأطفال أولاد وبنات , وشباب وشابات وأزواج
وكل واحد يعيش لحلموا في هذه الحياة ,
وليس كما يجري الآن , أن توضع كل نبتة في قالب المخابرات , فتتحول من , نبتة فيها كل أنواع الخير , لنبتة عليق.