رسالة إلى مبارك.. يا عم ارحل

رسالة إلى مبارك.. يا عم ارحل!

عبد الرحيم صادقي

Sadki.ab3@gmail.com

أما بعد، فنحن بخير وألف خير، لا ينقصنا إلا رحيلك. كلنا ينتظر ذلك على أحر من جمر. فافعلْها وأرحنا! صدقني لستَ ضروريا إلى هذا الحد الذي تعتقد. يمكننا أن نتنفس الهواء العليل حتى إن لم تكن. يمكننا أن نهضم الطعام في غاية من اليسر حتى إن رحلت. يمكننا أن نتذوق الجمال حتى وإن لم يكن "جمال" خليفتك. يمكننا أن نكتب قصائد الغزل، ونغدو ونروح، ونمشي في الأسواق، وعى عيالنا، ونصلي ونعمل، ونقعد ونقوم، ونحزن ونفرح، ونبكي ونضحك، ونحيا وإن فارقتَ دنيانا. صدقني لن تكون نهايتُنا إذا رحلت. لن نعجز عن أن نتدبَّر أمرنا، يوجد كثيرون غيرك على كوكب الأرض. ستة ملايير من الناس يعيشون على هذه البسيطة. أمن المعقول أن تكون الاحتمال الوحيد؟؟ أتظن أنك أنسَب من عليها؟؟ ما كنت أظن أنك مغرور إلى هذا الحد. سنحمي أنفسنا بأنفسنا، ونؤمِّن أمننا، ونضمن قُوتَنا وإن غُرْت. فلست الرزاق على أي حال.

كن جريئا ولو مرة واحدة في حياتك! افعلها ولا تنتظر أوامرَ واشنطن، ومشورة  لندن! أم تراك تعول على نصرهم؟ أما اتعظت بما حصل لزميل الديكتاتورية زين الهاربين؟ أليس العاقل من اتعظ بغيره؟ افعلها فإن أصدقاءك الصهاينة لا عهد لهم! افعلها وأرح واسترح! فإنك أطلت وأثقلت وأمرضت.

ألا يكفيك أنْ تمَلَّيْنا طلعتَك البهية ثلاثين سنة؟ ثلاثون سنة عجفاء، ثلاثون سنة على الرمضاء، أليست كافية؟ ما أظن عرشك إلا اهترأ من تحتك، ما أراه إلا يئن أنينا. لكن من يسمع؟ ألا ترحمه؟ ألا تشفق عليه؟ كم من القتلى تريد قبل أن ترحل؟ كم من الجرحى؟ كم من المعتقلين والمُيتَّمين والأرامل؟ ما أفظعَك! يا عم ارحل! ارحل!...